كتب: أشرف الليثى
على الرغم من أنه بدأ العمل فى مجموعة كونتكت وثروة كابيتال عام 2002، فإنه نتيجة لكفاءته وقدرته الفائقة على قراءة السوق قراءة جيدة وتفهم احتياجاتها، استطاع أن يتدرج بسرعة فى المناصب الوظيفية بالمجموعة حتى أصبح الآن رئيس القطاع المالى للمجموعة كلها، ولم يتوقف طموح أيمن الصاوى عند هذا الحد، بل يرى أنه من الضرورى البحث يوميا عن منتجات مالية جديدة تحتاجها السوق والشركات، ويتوقع أن تشهد السوق المصرية انطلاقة قوية جدا خلال العام الجديد 2021 فى وسائل تمويل أدوات الدين وخاصة الصكوك؛ ذلك الوافد الجديد على سوق المال؛ حيث تقوم ثروة كابيتال بدور تفعيل وقيادة الإصدارات الجديدة فى سوق المال بالتعاون مع مصر كابيتال الذراع الاستثمارية لبنك مصر.
وإلى نص الحديث الممتع والشيق مع رجل متخصص فى سوق المال ومن طراز فريد وهو بحق ثروة ويعمل فى “ثروة”:
- هل حققت ثروة كابيتال المستهدف فى 2020؟
كان هناك تحديات ضخمة جدا خلال عام 2020 من أهمها جائحة كورونا وتم تعديل المستهدف وفقا للظروف الصعبة التى مرت بها البلاد والعالم كله، ونستطيع أن نقول: إننا بحمد الله حققنا نتائج أكثر من رائعة وفقا لتلك الظروف وأكثر من المستهدف فى تلك الظروف غير الطبيعية، حيث تم إصدار توريق خلال شهر مارس ثم أكبر إصدار للصكوك بقيمة 2.5 مليار جنيه فى الربع الأخير من عام 2020.
- على مدى نحو 20 عاما لعمل كونتكت وثروة كابيتال فى السوق المصرية.. ما تقييمك لهذا المشوار الآن؟
تميزت المجموعة بعنصر التجديد والابتكار خلال مشوارها الطويل ولم تتوقف عند مستوى واحد، بل كان هناك منتجات جديدة باستمرار ونشاط متجدد وإذا تذكرنا فى بداية نشاط الشركة عام 2001 كان هناك منتج واحد فقط للتمويل الاستهلاكى وهو قروض السيارات فى السوق المصرية، حتى أصبحنا اليوم شركة مالية متكاملة وصار الآن هناك العديد من المنتجات وهذا فى حد ذاته يعتبر شاهدا بكل وضوح على مدى التطور والابتكار والتجديد الذى وصلت إليه، وهذا ما يميز إدارة المجموعة أنها تفكر دائما فى ابتكار منتجات لم تكن موجودة من قبل فى السوق وبذلك أصبحت صفة “أول” ملتصقة بالمجموعة؛ حيث كنا أول شركة فى التمويل الاستهلاكى وأول شركة خاصة فى التمويل العقارى وأكبر مصدر لسندات التوریق فى مصر فى مختلف المجالات بقيمة إجمالية ما يقرب من 21 مليار جنيه من خلال 29 إصدارا منذ 2005 حتى الآن ونستهدف الآن أن تسبق كلمة “أكبر” أى مسمى للمجموعة.
ومرور المجموعة بالأزمات التى مرت بمصر والعالم سواء الأزمة العالمية عام 2008 ثم يناير 2011 وما تبعها فى مصر وأخيرا جائحة كورونا 2020 وتصدينا لكافة هذه الأزمات وخروجنا منها أقوى من ذى قبل، كل هذا نتيجة الثوابت التى تأسست عليها الشركة، وجميع العاملين فى المجموعة لا يتعاملون مع ثروة على أنها مجرد شركة يعملون بها وسينتقلون منها إلى أخرى بل هى فى الحقيقة شركتنا التى أسسناها ومستمرون فيها إلى ما شاء الله ونعمل جميعا على الارتقاء بها وأهم شىء نسعى له أن يرتبط اسم ثروة وكونتكت بأنها مجموعة محترمة وتقدم خدمة متميزة وهذا أصبح واضحا حاليا خلال تعاملنا مع البنوك والمستثمرين الأجانب والمحليين وجميع العملاء.
- ما حجم التمويلات الاستهلاكية التى قامت بها كونتكت خلال مشوارها الطويل فى السوق المصرية؟
قامت كونتكت على مدى العشرين عاما الماضية بحجم تمويل ما يقرب من 25 مليار جنيه سواء تمويل استهلاكى أو تأجير تمويلى أو تخصيم.
- ثروة كابيتال تعتبر من الرواد فى سوق المال المصرية، وبالفعل نجحتم فى إدخال ثقافة جديدة لدى الجمهور المصرى فى كيفية تعامله سواء مع شركة تمويل استهلاكى قطاع خاص بعيدا عن البنوك أو مع أكبر شركة مالية تستخدم وسائل تمويل مختلفة.. كيف نجحتم فى تثبيت أقدامكم فى هذه السوق؟
السوق المصرية سوق ضخمة جدا سواء لثروة أو للبنوك أو لشركات أخرى، وخدمات التجزئة للأفراد أو للشركات بها متسع ضخم ومازال حجم الأعمال الذى يقدم لهذه السوق لا يمثل إلا نسبة ضئيلة للغاية والسوق تحتاج لعدد كبير من الشركات، المهم إيجاد منتج جيد يلبى احتياجات الأفراد أو المستهلكين أو الشركات بشكل جيد ويكون الائتمان مدروسا بشكل يفيد العملاء والشركة المقرضة ويصل للعملاء بسهولة ويسر مع تقليل حجم المخاطر قدر الإمكان عن طريق دراستها بشكل جيد وحسابها بشكل دقيق بحيث تكون الصورة واضحة تماما أمام متخذ القرار قبل الدخول فى أى مشروع أو المستهلك قبل الإقدام على عملية الشراء، وما يميز ثروة أننا نجحنا بالفعل فى كيفية حساب المخاطر والتعامل معها وهذا هو سر نجاحنا فى كيفية تقديم كافة المنتجات الجديدة فى السوق سواء على مستوى الأفراد أو الشركات.
ونعتمد دائما على خلق مجموعة من الخدمات المالية تخاطب كافة الفئات والأفراد والشركات وإيجاد المنتج المالى الذى يكون مختلفا عما يقدمه الآخرون ولا نكرر منتجات مالية موجودة، والقيمة الحقيقية لثروة هى أن نكون دائما فى الصدارة ونقود السوق فى المنتجات التى نقدمها وفى سهولة تقديم الخدمة المميزة للجميع سواء على مستوى الأفراد أو الشركات ولم نتساهل على حساب العمل ولكن المنتج بسيط ولذلك يشعر الجميع أن تعاملاتنا بسيطة وسهلة، ولدينا إدارة ائتمان وتحصيل قوية للغاية تستخدم أحدث الوسائل لحفظ حقوق العميل وعدم التفريط فى حقوق الشركة فى الوقت نفسه، ولذلك أصبح لدينا هيكل تمويلى قوى ونظام إلكترونى رقابى متطور وبالفعل نجحت إدارة المجموعة فى إيجاد تكامل ما بين الإدارات المختلفة ونعمل جميعا من أجل هدف واحد هو خدمة العميل والتطوير والحفاظ على حقوق الشركة.
- هل استفادت مجموعة ثروة من تداعيات كورونا وسرعت خطوات التحول الرقمى؟
بعد كورونا، سيعتمد العالم كله على التحول الرقمى ولم يعد مجرد اختيار، والجميع أصبح يسعى الآن وبسرعة شديدة لاختيار أفضل البرامج التى تسهل إنجاز الأعمال، وهذا يعتبر هو الشق الإيجابى من جائحة كورونا التى أجبرتنا جميعا على اتخاذ خطوات متسارعة للغاية لاستخدام التكنولوجيا الرقمية ومن لم يستعن بتلك التكنولوجيا سيتخلف عن التطور العالمى.
- بالنسبة لسوق الصكوك فى مصر، كيف تخطط مجموعة ثروة كقائدة لهذا المجال؟ وما الجديد الذى تنوى تقديمه خلال عام 2021؟
هدفنا بالنسبة لسوق الصكوك تكرار تجربتنا الناجحة فى التوريق، حيث كنا أول شركة مصدرة للتوريق عام 2005، وكان أول إصدار لنا فى هذا العام بقيمة 140 مليون جنيه، وأخذنا على عاتقنا المبادرة فى هذا المجال ونجحنا فى اكتساب ثقة البنوك وجميع العاملين فى السوق المصرية حينئذ، ووصل حاليا حجم إصداراتنا إلى أكثر من 25 مليار جنيه، ومع كل إصدار نقوم به هناك إقبال ضخم من كافة المؤسسات وتتعدى نسبة الاكتتابات أضعاف قيمة الإصدار وذلك ثقة فى “ثروة”؛ تلك الثقة التى اكتسبناها من خلال عملنا فى السوق طوال السنوات الماضية ولم نتوقف يوما ما رغم الأزمات العالمية التى ضربت سوق التوريق فى العالم؛ حيث أنجزنا إصدار عام 2008 خلال فترة الأزمة العالمية بقيمة 392 مليون جنيه وفى شهر يونيه عام 2011 فى أشد فترات الاضطرابات فى مصر أنجزنا إصدارا آخر.
- هل هذا يعنى أنكم تسيرون ضد التيار فى اختياراتكم لتوقيت الإصدار؟
لم نسِر ضد التيار ولكن يمكن القول إن خطواتنا مدروسة ولدينا ثقة كبيرة فيما نقوم به وفى جودة المنتج الذى نقدمه ونؤمن تماما بأنه وقت الأزمات لابد أن يكون هناك محرك يقود السوق وهو ما يطلق عليه Market Leader” “ وقمنا نحن بهذا الدور عندما طرحنا إصدارنا فى شهر يونيه 2011 رغم أننا لم نكن فى حاجة لمثل هذا الإصدار ولكننا من منطلق دورنا هذا “كقيادة للسوق” كنا نريد أن نبعث للناس برسالة طمأنة بأن السوق المصرية مازالت موجودة وتعمل وسط تلك الظروف الاستثنائية، ونجحنا بالفعل فى تحريك السوق فى هذا التوقيت الصعب. وفى شهر مارس 2020 وفى ظل أزمة كورونا، طرحنا إصدارا بقيمة مليار و300 مليون جنيه وكان هذا بمثابة رسالة إيجابية من طرفنا أيضا للجميع بأن السوق المصرية لم تتأثر بتداعيات الجائحة وأنها مستمرة فى النشاط وحققنا نجاحا كبيرا فى جميع تلك الإصدارات التى طرحناها وقت الأزمات لأن أى Market Leader يكون عليه واجب وطنى فى المقام الأول بجانب النشاط الاقتصادى ونجحنا أيضا فى مساعدة شركات كثيرة فى مجال إصدار التوريق مثل مجموعة عامر ووادى دجلة وبالم هيلز وكذلك هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التى طرحت إصدار سندات بقيمة 4 مليارات جنيه بالتعاون مع ثروة جروب وبنك مصر ونجحنا فى إشراك البنك الأوروبى للتنمية، وكان لأول مرة فى مصر تشارك مؤسسة مالية دولية فى إصدارٍ داخل مصر ونجحنا فى تسويق هذا الإصدار فى السوق الخارجية أيضا.
ودورنا فى التوريق ليس فقط للمنافسة فى إصدارات كثيرة ولكن تفعيل وتحريك السوق ونجحنا فى هذا وأصبح فى السوق الآن أكثر من 7 شركات للتوريق.
- عودة مرة أخرى إلى الصكوك.. ما تعريف الصكوك وما مميزاتها؟
الصك هو أداة تمويل مثل السهم والسند ويتم التعامل بها فى الأسواق المالية، والصكوك تشبه الأسهم من حيث إن كليهما يمثل ملكية أصول مدرّة لعائد، أو المشاركة فى رأسمال مشروع مربح، أما الاختلاف فهو أن هيكل إصدار الصكوك يجعل العائد عليها وثمنها فى السوق أقل تقلبا ومن ثم يكون قابلا للتوقع وأكثر استقرارا، والصكوك ليست دائمة دوام الشركة المصدرة لها كما هو الحال فى الأسهم، بل إن لها أجلا يجرى تصفيتها فيه بالطرق المنصوص عليها فى نشرة الإصدار، وما يدفع على الصكوك ليس فائدة مرتبة على القيمة الاسمية وإنما هى ربح مصدره النشاط الذى استخدمت فيه أموال حملة الصكوك. وميزة الصك أنه يمكن بواسطته تمويل مشروع محدد لشركة ما تنفذ عدة مشاريع بخلاف السند الذى تصدره الشركة لتمويل مشروعاتها بصفة عامة، ومن الممكن إصدار صكوك مخصصة فقط لإدارة مشروع زراعى أو صناعى أو المضاربة أو المرابحة لهذا المشروع بحيث يخصص حصيلة الصكوك لتمويل هذا المشروع فقط لا غير.
- ما الدور الذى تنوى ثروة كابيتال أن تقوم به وتقدمه فى سوق الصكوك؟
فى البداية تم تأسيس جمعية مصدرى ومستثمرى أدوات التمويل، وأشغل حاليا منصب الأمين العام للجمعية، وهى مسئولة عن أصول أدوات الدين “ fixed income”، وتشارك ثروة جروب فى هذه الجمعية الآن بجانب مؤسسات كبرى وفيها أيضا البنك التجارى الدولى CIB وبنك مصر وشركة التصنيف الائتمانى د.عمرو حسنين والدكتور بهاء على الدين المستشار القانونى والمجموعة المالية هيرميس بالإضافة إلى عدد من المهتمين بأصول أدوات الدين، وشاركت الجمعية فى إعداد قانون الصكوك وبذلك أصبحنا شركاء وبعمق فى تنظيم هذه السوق الجديدة على مصر تماما، وبذلك صارت هناك أداة جديدة للتمويل فى السوق المصرية، وقمنا فى نوفمبر الماضى بأكبر إصدار للصكوك بقيمة 2.5 مليار جنيه لتمويل أنشطة المجموعة وشركاتها.
وأتوقع أن نرى مزيدا من الصكوك التى ستصدرها شركات عديدة خلال عام 2021 سوف تصل إلى ما يقرب من 20 مليار جنيه وبذلك نكون قد نجحنا فى إدخال أداة جديدة من أدوات التمويل.
- هل سوق الصكوك فى مصر يمكن أن تجذب مستثمرين جددا سواء من داخل مصر أو خارجها؟
بالتأكيد سيتم ذلك لأن هناك مستثمرين خارج مصر يتواصلون الآن معنا ويرغبون فى الاستثمار فى الإصدارات الجديدة التى سيتم إصدارها مستقبلا وذلك نظرا للعائد الذى تحققه هذه الإصدارات، وهناك اهتمام كبير من جانب الحكومة بهذه السوق، حيث من المتوقع إصدار الصكوك السيادية أيضا خلال الفترة القليلة المقبلة، وأتوقع أن تشهد السوق المصرية حجما ضخما من التدفقات النقدية من الخارج للاستثمار فى سوق المال وبصفة خاصة فى سوق الصكوك خاصة أن التقييم الائتمانى للاقتصاد المصرى إيجابى وهو الاقتصاد الوحيد ما بين الاقتصادات الأفريقية والعربية التى حققت نموا إيجابيا خلال عام 2020 .
- لماذا تتوقع أن يشهد عام 2021 جذب مزيد من المستثمرين الأجانب للسوق المصرية؟
أداء الدولة والحكومة منذ تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى خلال الفترة الماضية وضع مصر على أول طريق الاستقرار، ونجحت الحكومة فى تجاوز التحديات الضخمة التى واجهتها خاصة ما يتعلق بتحرير سعر الصرف والاستقرار المالى وعلاج الخلل الكبير فى العجز فى الموازنة العامة للدولة ثم توفير الطاقة والأراضى الصناعية والزراعية ثم تطوير البنية الأساسية وشبكة الطرق والمطارات والموانئ؛ كل هذا يقود فى النهاية إلى جذب الأموال الخارجية سواء فى الاستثمار المباشر أو سوق المال.
وأتوقع أن تكون الفترة المقبلة فترة الاستثمار فى وسائل تمويل أدوات الدين حيث إنه من المتوقع أن يتضاعف سوق الصكوك كلاعب جديد فى السوق بجانب سوق السندات والأسهم، وهذه السوق فى دول كثيرة كالولايات المتحدة وماليزيا وسنغافورة ودول كثيرة عشرة أضعاف سوق رأس المال، ونحن ما يهمنا فى مجموعة ثروة كابيتال أن نساهم فى تفعيل هذه السوق وسنقوم بطرح حجم إصدارات ضخم يتراوح ما بين 11 و14 مليار جنيه بالتعاون مع شركة مصر كابيتال التابعة لبنك مصر، ونحن مصرون على تحقيق هذا الهدف بإذن الله.