بقلم: أشرف الليثى
صديقى اللواء ممدوح الطباخ من العقول المستنيرة التى تمتلك رؤيا ثاقبة لعدد من الأمور المهمة، وقد شغلتنا سويا مظاهر الحب والإخاء التى ظهرت لدى المصريين خلال شهر رمضان والتعاطف من جانب الجميع سواء مسلمون أو مسيحيون وحتى أعضاء البعثات الدبلوماسية الموجودين فى مصر لإطعام الصائمين وقت آذان المغرب مما أبهر العالم أجمع بمعدن هذا الشعب الأصيل وكرامات الشهر الكريم.
ويرى صديقى اللواء ممدوح أن تعظيم الفائدة لهذا الإخاء ربما يتضاعف لو تم تنظيمه خاصة ما يتعلق بأموال الزكاة سواء زكاة المال أو زكاة الفطر لدى المسلمين، والعشور لدى الإخوة المسيحيين لو تم تنظيمها بشكل أفضل ويتم توجيهها لمستحقيها مباشرة أو عمل شىء نافع يتعدى موائد الرحمن أو إطعام صائم، وربما تصطدم تلك الأفكار بسرية الزكاة التى من الممكن أن يعتقد الكثير منا أنها علاقة خاصة جدا بين العبد وربه ولا تعرف اليد اليمنى ما تنفقه اليد اليسرى، هذا من جهه ومن جهه أخرى ربما فقدان الثقة فى منافذ جمع الزكاة قد تئد الفكرة فى مهدها وقبل تنفيذها، ولكن هناك فكرة نفذتها الأردن وبعيدا تماما عن أى تدخل رسمى أو حكومى وأرى أننا من الممكن أن نستفيد منها سواء بنقلها كما هى أو تطويرها.
الفكرة قام بها عدد من المتطوعين بإنشاء صندوق خاص يجمع زكاة الفطر أو زكاة المال ويخصص عائده لزواج الأيتام ودون أن يحصل أى شخص من القائمين على هذا الصندوق على أى جزء من هذا المال بل ويذهب عائده كاملا لهذا الغرض النبيل واستفادة أكبر عدد من الأيتام به.
ربما إذا توسعت الفكرة وشملت أطيافا أخرى من المجتمع، سيكون العائد أفضل، وماذا لو تم عمل مثل هذا الصندوق ويخصص عائده لإنشاء خط إنتاج فى مصنع قائم يكون عائده كاملا لتوظيف شباب العاطلين عن العمل، أو إنشاء ورش صغيرة تدار بواسطة شباب الخريجين من المدارس الفنية، أو إنشاء مصانع صغيرة لتوفير احتياجات المصانع الكبيرة وتدار بواسطة شباب المحتاجين من الفقراء خريجى المدارس الفنية أو طلبة الجامعات الباحثين عن فرص عمل وذلك من أجل تحقيق أقصى استفادة من حجم أموال زكاة المسلمين والمسيحيين وخلق مجتمع منتج لا ينتظر وجبه إفطار رمضانية تقدم له فى رمضان ويضطر إلى التسول ما بعد رمضان.
المثل الصينى الذى قال: “لا تعطينى السمكة بل علمنى كيف أصطادها”، هذا شعار يصلح تماما للمرحلة الصعبة التى تمر بها مصر الآن، ليس العطف على الفقير أن تمنحه قوت يومه بل الأهم أن تعلمه كيف يكسب قوت يومه، خاصة أن جميع المصريين بداخلهم وازع الخير سواء بالتزامهم بتعاليم دينهم أو حتى بالفطرة البشرية ولكن هذا الخير محتاج لأن يتم تنظيمه وبعيدا عن أى تدخل حكومى أو رسمى، ويتم بواسطة ناس موثوق فيهم ورجال أعمال معروف عنهم طهارة اليد ونقاء السيرة يتولون هذا دون أية مصلحة سوى مساعدة شباب المصريين كافة ومن خلال صندوق أو جمعية أو أى شكل من الأشكال، بحيث فى النهاية يحرم على جميع العاملين والقائمين عليه الاستفادة من أى مليم منه، ويخصص دخله كاملا لهذا الغرض النبيل. ولدىّ ثقة كاملة أنه فى حال نجاح هذا المشروع سوف يعمم وينتشر إذا ما وثق المتبرعون فيه وسيعم النفع الأكبر وتحقيق طفرة ضخمة فى توظيف الشباب.