الإيكونوميست المصرية
إلهام أبو الفتح ………. يقلم: أشرف الليثى

إلهام أبو الفتح ………. يقلم: أشرف الليثى


يقلم: أشرف الليثى
يكتب الصحفيون دائما عن الشخصيات والأحداث المهمة خلال مسيرتهم الصحفية، وفى ظل تلاحم المواقف والمتابعات على المستويين العالمى أو المحلى، نجدهم ينسون أنفسهم فى كثير من الأحيان بل وللأسف من النادر أن تكتب الصحف عنهم، وكأنهم مثل تاجر الفاكهة الذى يتاجر ويبيع ويشترى جميع أنواع الفاكهة لكنه لا يتذوقها. ولذلك رأيت أنه من واجبى تسليط الضوء على شخصية صحفية تمتلك أدواتها المهنية وتسخرها بحرفية شديدة لخدمة نشاطها وعملها فى بلاط صاحبة الجلالة الذى استمر على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
فى إحدى المحاضرات لأستاذ الصحافة فى مصر الأستاذ جلال الدين الحمامصى أمام طلبة كلية الإعلام جامعة القاهرة، طلب منهم ضرورة إجراء الأحاديث الصحفية مع شخصيات مهمة فى البلد لنشرها فى جريدة صوت الجامعة التى كان يحررها ويصدرها طلبة الكلية وذلك من أجل إثراء الجريدة ولفت الانتباه إليها، وانتهت المحاضرة وفى موعد المحاضرة الثانية فى الأسبوع التالى وقف الحمامصى وقال: رئاسة الجمهورية طلبتنى وقالت هناك طالبة فى كلية الإعلام جاءت وطلبت مقابلة السيدة جيهان السادات لإجراء حوار معها لنشره فى جريدة صوت الجامعة واستفسروا منه عن هذه الطالبة، وهل ستكون فى حالة الموافقة على قدر إجراء حوار مع سيدة مصر الأولى؟ فقال: أنا أحيى أولا جرأة تلك الفتاة وبالطبع عضد طلبها، وقال: بالفعل هذه الطالبة على قدر كبير من المسئولية وقادرة على إجراء هذا الحوار، وبالفعل تم الحوار ونشر فى جريدة صوت الجامعة وكان من الأحاديث الرائعة المشوقة والتى نقلته وكالات الأنباء والصحف المختلفة عن جريدة صوت الجامعة التى يحررها طلبة كلية الإعلام جامعة القاهرة.
هذه الفتاة كانت إلهام أبو الفتح التى بزخ نجمها كصحفية أثناء دراستها فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، وكانت من القلائل الذين يتم تدريبهم وتعيينهم فى مؤسسة أخبار اليوم قبل تخرجهم، وفور تخرجها من الكلية، تم تثبيتها فى وظيفة محرر فى مؤسسة أخبار اليوم وتولت رئاسة قسم التحقيقات الصحفية ثم مدير تحرير الأخبار ورئيسة قناة صدى البلد.
نجحت إلهام أبو الفتح خلال مشوارها الصحفى فى جريدة الأخبار فى تبنى حملات ضخمة فى شتى القطاعات، ونجاحها الأكبر تمثل فى نقل مستوى التحقيقات الصحفية التى كانت تنشرها بصفة مستمرة من الصورة التقليدية للتحقيقات الصحفية الصماء لتجمع ما بين الخبر والتحقيق الصحفى وهذا يتطلب إلماما كبيرا بموضوع التحقيق ومحاولة البحث عن معلومات جديدة تفيد القارئ وإخراج سبق صحفى يضيف قيمة جوهرية لموضوع النقاش، وبذلك اكتسبت احترام وثقة قرائها الذين كانوا ينظرون بكل ثقة إلى أى تحقيق يرفق اسم إلهام به.
ولم تنس إلهام أبو الفتح الصحفية دورها كزوجة للمهندس محسن صلاح رئيس مجلس إدارة المقاولون العرب وكأم لأولادها الذين تربوا وتعلموا قيم المجتمع المصرى وكانوا من المتفوقين دراسيا.
وعندما تم اختيار إلهام أبو الفتح لرئاسة قناة صدى البلد، كان هذا بمثابة تحدٍ جديدٍ لها خاصة أن توقيت ظهور تلك القناة فى 28 نوفمبر 2011 كان فى خضم أحداث وتطورات مهمة تمر بها مصر وحالة ثورية شديدة الخطورة إلا أنها حافظت على مبدأ مهم ولم تنجر وراء الأحداث وكان موقفها واضحا منذ البداية وهو الانحياز تماما للشعب المصرى ونقل نبض الشارع وكان اسمها بحق صدى البلد، وواجهت الإخوان بكل قوة خلال فترة تواجدهم فى الحكم ولم تضعف أو تنحاز كغيرها من القنوات بل ظل صاحبها الأستاذ محمد أبو العينين على موقفه، ونجحت إلهام أبو الفتح فى العبور بالقناة إلى بر الأمان فى ظل الأمواج المتلاطمة والتيارات الشرسة التى كانت تهدد جميع العاملين فى القناة أثناء العام الأسود لحكم الإخوان.
هذه هى إلهام أبو الفتح الصحفية والإنسانة وكان واجبا علىّ إلقاء بصيص من الضوء البسيط عليها ليس تحيزا لها ولكن من أجل إعطاء شخصية مميزة قدرا قليلا من حقها المهنى والإنسانى.

Related Articles