تقديم: عمرو المصرى
يُحكى أن بطلة القصة الحقيقية هي فاطمة إبراهيم داوود، سليلة قرية “ميت يعيش” مركز “ميت غمر” بمحافظة “الدقهلية”، التي تزوجت والدتها، بعدما توفي والدها، لتتركها وشقيقاتها في رعاية جدها، الذي تُوفي بعد فترة قصيرة، فخرجت فاطمة للعمل حتى تستطيع كفالة شقيقاتها الصغيرات.
وبعدما نجحت في مختلف الأعمال الشاقة، أعجب بها أهل القرية، وتقدم لخطبتها العديد لكنها دائما ما ترفض فكرة الزواج، وبعد ضغط الأهل، والعديد من الصراعات، قررت أن تعترف لهم أنها تشعر بالنفور تجاه الرجال.
وبعد ذلك تم عرضها على الدكتور “جورجي إلياس”، بمدينة “الزقازيق”، والذي أوصى بدوره بعرض حالتها على أطباء قصر العيني في القاهرة، والذين قرروا إبقائها في المستشفى لإجراء عملية جراحية خاصة، تحولت بعدها إلى شاب كامل الرجولة، أطلق على نفسه اسم علي وبعد فترة خطب علي فتاة من قريته تدعى فاطمة.
الغريب أن مؤلف و منتج الفيلم جليل البنداري رفعت عليه قضية حيث قام الكابتن “حنفي بسطان لاعب كرة القدم بنادي الزمالك، و”حنفي محمود”، صاحب دور العرض بالسويس، بالإضافة إلى صاحب محلات “محمد وحنفي” برفع قضية يطالبون فيها بتغيير اسم الفيلم وصرف تعويض مناسب لهم عن الإحراج الذي حدث لهم من جراء هذا الفيلم حسب ما نشر في الصحف وقتها!
وجليل البنداري الصحفى والناقد الفني ومؤلف الأغاني المعروف متعدد المواهب ربما يجهل البعض اسمه بل ربما يجهل الكثيرون صورته .. هذا الرجل يمثل حالة عجيبة وغريبة في تاريخ الصحافة والفن المصري فأعماله خالدة تعيش حتى يومنا هذا .. الكل يعلمها ويحفظها لكن من النادر أن يعرف أحد أن مؤلفها اسمه جليل البنداري، فهو مؤلف أغانى “يا دبلة الخطوبة، سوق على مهلك، يا سارق من عيني النوم” لشادية وأغنية “يا تاكسي الغرام” لعبد العزيز محمود وهدى سلطان، كما كتب أغنية “منايا في قربك أشوفك سعيد” لليلى مراد وأغنية “يا تمرحنة” التي غنتها فايزة أحمد .
جليل البندارى هو صانع شهرة ونجومية إسماعيل ياسين فهو مؤلف ومنتج فيلم “الآنسة حنفي” الذي نقل إسماعيل ياسين من حال إلى حال، كما كتب فيلمي “العتبة الخضراء” و “لوعة الحب” وغيرهما، وكتب مسرحية “تمرحنة” وأوبريت “وداد الغازية” بطولة هدى سلطان وعادل أدهم.
كما كان البنداري يحرر باب “أنا والنجوم” في جريدة الأخبار وكان أحد أضلاع المثلث الذي تقوم الأخبار على أكتافهم مع التوأم علي ومصطفى أمين، كما كتب عدة كتب عن حياة النجوم منها “جسر التنهدات” عن عبد الحليم حافظ، و “فتى النساء المدلل” عن محمد عبد الوهاب و “معبد الحب” عن السيدة أم كلثوم”.
وصفه الكاتب الكبير أحمد رجب بأنه “جحا القرن العشرين”، فالبنداري هو من أطلق لقب “العندليب” على عبد الحليم حافظ، وأطلق لقب “قارورة العسل” على الفنانة ليلى طاهر، ولقب “قطعة المارون جلاسيه” على الفنانة لبنى عبد العزيز، ولقب “موجة قصيرة” على الفنانة نجاة ومن أطلق على أغنية “إنت عمري” لقب “لقاء السحاب”.
كتب يوما في جريدة الأخبار بأن أمه قالت له يوما “كان نفسي أشوفك نجار أو ميكانيكي أو حداد ولا تكون صحفي تنقل أخبار الناس و تجيب في سيرتهم”!
فقد كان مشهورا بالنقد اللاذع في كتاباته الذي يصل أحيانا لطول اللسان وكان جميع الفنانين يحبونه ويخشون طول لسانه ونقده اللاذع، وسأله بعضهم “أنت تصفنا بأوصاف تلتصق بنا وأحيانا تتهكم علينا، فلو أردنا أن نصفك ماذا نقول؟!”، فقال لهم “قولوا عني جليل الأدب وبنداري عليه”!
وُلد جليل البنداري في 21 ديسمبر 1917 وبدأ حياته موظفا بمصلحة التليفونات قبل أن يستقيل ويعمل صحفيا وناقدا فنيا بجريدة “الأخبار” ومجلة “آخر ساعة” وتُوفي 29 نوفمبر 1968 عن عمر يناهز 51 عاما.