فاطمة إبراهيم
أثبتت أزمة فيروس كورونا أن البعد الاجتماعى يعد محورا أساسيا فى خطط وسياسات العمل التى ينتهجها القطاع المصرفى بمصر، وغيره من الشركات الصناعية، وأن دور البنوك لا يتوقف كمؤسسات مالية عند توفير التمويل للشركات والأفراد فحسب، حيث ساهم القطاع المصرفى فى العديد من المبادرات لدعم المتضررين من فيروس كورونا.
وقد ألقت “الإيكونوميست المصرية” الضوء على بعض من المساهمات الاجتماعية للبنوك لمواجهة تداعيات الأزمة، فقد بادرت البنوك المصرية بالعديد من الإجراءات من بينها التبرع، والمساهمة فى مبادرة “تحدى الخير” لدعم العمالة غير المنتظمة، والمساهمة مع بنك الطعام المصرى، وتجهيز مبنى للحجر الصحى للمصابين بفيروس كورونا، وتوفير أجهزة تنفس صناعى لغرف العزل والرعاية المركزة بالمستشفيات الأكثر احتياجا.
وفى إطار مبادرة اتحاد بنوك مصر لدعم المتضررين من أزمة انتشار فيروس كورونا، قام 22 بنكا بتقديم تبرعات تبلغ نحو 660 مليون جنيه، وتستمر البنوك فى تبرعاتها على مدار 3 أشهر، بدأت من أبريل الماضى، بالتنسيق مع البنك المركزى ووزارة التخطيط.
وتقسم مبادرة اتحاد بنوك مصر المصارف المشاركة إلى أربع مجموعات وفقا لحجم الأرباح المنتهية العام الماضى.
وتشمل المجموعة الأولى البنوك التى تساوى أرباحها 5 مليارات جنيه أو أكثر، وعليها تقديم تبرعات بقيمة 80 مليون جنيه للمتضررين من فيروس كورونا، ويقع فى هذه المجموعة بنوك الأهلى المصرى، مصر، التجارى الدولى CIB، الأهلى QNB.
وتضم المجموعة الثانية البنوك التى تتراوح أرباحها بين 3 إلى 5 مليارات جنيه، وسيكون عليها منح تبرعات بقيمة 40 مليون جنيه وتضم بنكى الإسكندرية والقاهرة.
أما المجموعة الثالثة التى يبلغ حجم أرباحها بين مليار و3 مليارات جنيه، ستتبرع بمبلغ 20 مليون جنيه، وتضم نحو 10 بنوك هى مصرف أبو ظبى الإسلامى، المصرى لتنمية الصادرات، التعمير والإسكان، فيصل الإسلامى، البركة، الكويت الوطنى، الإمارات دبى الوطنى، عوده، الأهلى المتحد، وكريدى أجريكول.
وتضم المجموعة الأخيرة البنوك التى تبلغ أرباحها أقل من مليار جنيه، وسيكون عليها تقديم دعم بقيمة 10 ملايين جنيه، وتضم 6 بنوك وهى قناة السويس، التنمية الصناعية، الاتحاد الوطنى، المصرى الخليجى، الأهلى الكويتى، وبلوم.
وأفاد محمد الأتربى رئيس اتحاد بنوك مصر بأنه بالنظر إلى أن مدة الأزمة غير معلنة، فسيتم تقسيم مبلغ الدعم على ثلاثة أشهر متتالية (أبريل، مايو، يونيو)، لافتا إلى أنه بخصوص مساهمة العاملين بالبنوك، فترك الاتحاد لكل موظف الحرية فى التبرع بالقدر الملائم وفقا لرؤيته واختياره وفى ضوء سياسة كل بنك.
وأضاف الأتربى أن العمل الجماعى والتكامل وتنسيق مساهمات القطاع المصرفى فى هذا الخصوص، سيكون له عظيم الأثر فى تعبئة الموارد، وتعزيز القدرة على مساندة وطننا فى التغلب على هذه الأزمة.
وأوضح رئيس اتحاد بنوك مصر أن المبادرة تأتى فى ضوء الظروف الحالية التى تواجهها الدولة مع ظهور أزمة انتشار فيروس كورونا وتداعياتها على الاقتصاد المصرى، وما تشهده العديد من القطاعات من إغلاق كلى أو جزئى.
وأكد أنه جرى التنسيق بشأن المبادرة مع كل من البنك المركزى برئاسة المحافظ طارق عامر، والأمانة الفنية للجنة الوطنية برئاسة وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد، والمنوط بها تنسيق وتكامل الجهود والمبادرات التى تقوم بها المؤسسات المالية والشركات ورجال الأعمال ومؤسسات العمل الأهلى، لدعم متضررى فيروس كورونا.
من جانبها، قالت مرفت سلطان رئيس مجلس إدارة البنك المصرى لتنمية الصادرات إن تكامل جهود كافة البنوك المصرية فى هذه المبادرة يهدف إلى دعم مواطنى مصر، مضيفة أن هذا يأتى سعيا لمواجهة الآثار المترتبة على تداعيات فيروس كورونا والتخفيف من الأضرار الناتجة عنه.
فيما قال محمد بدير العضو المنتدب لبنك عوده – مصر إنه على مؤسسات المجتمع المدنى التضافر من أجل مواجهة تداعيات الفيروس، وعليه فقد ساهم البنك بمبلغ 20 مليون جنيه إيمانا بدوره المهم فى التنفيذ والإشراف على المشروعات و المبادرات القومية المصرية الجادة.
من جانبه، أكد حسين رفاعى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك قناة السويس أن البنك بادر بتلبية دعوة اتحاد بنوك مصر للتبرع لمواجهة التداعيات الاقتصادية جراء انتشار الفيروس وذلك بمبلغ 10 ملايين جنيه وفقا لآليات المبادرة المحددة للشرائح وطرق السداد.
كما أوضح أن بنك قناة السويس شارك أيضا فى مبادرة تحدى الخير، وقيامه بدعم ومساندة 7500 فرد من العمالة غير المنتظمة التى تأثرت بفيروس كورونا، وذلك بالتعاون مع بنك الطعام المصرى.
وأكد رفاعى أهمية تضافر جهود المؤسسات المالية لتخفيف الآثار السلبية الناتجة عن التصدى لفيروس كورونا، وتقديم يد العون للفئات الأشد احتياجا خاصة فى وقت الأزمات وفى مثل هذه الظروف الراهنة التى تسببت فى إلحاق أذى كبير بأسر العمالة اليومية.
من جهته، أكد طارق فايد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى ببنك القاهرة أن دور البنك فى مواجهة الظروف الراهنة يأتى على مستويات عديدة أبرزها دعم القطاع الطبى، ومساندة خطط الدولة لدعم العمالة اليومية التى تأثرت نتيجة انتشار فيروس كورونا بالتعاون مع بنك الطعام المصرى من خلال توفير المواد الغذائية اللازمة.
وأضاف فايد أن البنك قام بتجهيز مبنى للحجر الصحى للمصابين بفيروس كورونا تابع لمؤسسة أهل مصر للتنمية، وتزويده بكافة الاحتياجات اللازمة لتقديم الدعم الطبى اللازم للمصابين بالتعاون مع مؤسسة أهل مصر للتنمية، وذلك بطاقة استيعابية 200 سرير.
وأضاف رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة أنه من المقرر تحويل المبنى إلى مبنى تابع لمستشفى لعلاج الحوادث والحروق بالمجان عقب زوال الأزمة التى تمر بها البلاد بسبب الفيروس، فى إطار استمرار دعم ومساندة القطاع الطبى وتوفير الاحتياجات اللازمة للمستشفيات فى مختلف محافظات الجمهورية.
ووفر البنك 4 أجهزة تنفس صناعى لغرف العزل والرعاية المركزة بالمستشفيات الأكثر احتياجا بالتعاون مع بنك الشفاء المصرى.
وقال فايد إن البنك قام بدعم ومساندة 10 آلاف أسرة من العمالة اليومية لتوفير المساعدات الغذائية العاجلة لهذه الفئة، والتى تأثرت بشكل كبير فى ظل ما تشهده مصر والعالم من ظروف استثنائية فى مواجهة فيروس كورونا.
فيما أكد حسن غانم رئيس مجلس إدارة بنك التعمير والإسكان على أهمية دعم جميع مؤسسات الدولة للمجتمع، خاصة فى ظل الظروف الدقيقة التى يمر بها العالم ومصرنا الغالية حاليا نتيجة فيروس كورونا.
وأضاف غانم أن تكاتف الهيئات والمؤسسات الواعية لتقديم سبل الدعم المطلوب فى هذا الظرف الطارئ هو مسئولية وأمانة وليس تفضلا.
وساهم بنك التعمير والإسكان فى مبادرة لدعم مؤسسات المجتمع المدنى ممثلة فى بنك الطعام المصرى لشراء عدد 1500 كرتونة عائلية من المواد الغذائية الأساسية المتنوعة لدعم الأسر الأكثر استحقاقا من الشعب المصرى.
وتقوم سياسات الجهاز المصرفى فى مجال العمل المجتمعى على المشاركة فى كافة المبادرات المجتمعية التى تنبع من التحديات الفعلية التى يواجهها المجتمع خاصة خلال الظروف الاستثنائية.
ومن أشكال المبادرات الأخرى التى قدمتها البنوك، إتاحة البنك الأهلى المصرى كافة إمكاناته المصرفية والبشرية والتكنولوجية لتلقى تبرعات المواطنين فى حساب رقم 111111 المخصص لهذا الغرض تحت مسمى “المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية”.
ولم يغفل البنك الأهلى المصرى، دعمه لأصحاب الحرف أو العمالة اليومية من أهل مصر الذين كانوا من أكثر الفئات تضررا بسبب آثار هذا الفيروس على حركة عملهم اليومية وعلى نشاط الاقتصاد بشكل عام، فتبرع بالتعاون مع مؤسسة “مصر الخير” بعبوات من المنتجات الغذائية لهؤلاء العمال مساندة منه لهم ولأسرهم ولتخفيف الضرر الذى لحق بموارد رزقهم إلى أن تنتهى تلك الفترة وتعود السلامة والحياة الطبيعية إلى أهل مصر.
كما يدعم بنك مصر 10 آلاف وخمسمائة أسرة بمواد غذائية ويوفر منازل لمتضررى الأمطار والسيول بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى، إلى جانب مساهمة البنك فى حملة جمع التبرعات التى تقوم بها مؤسسة غرفة التجارة الأمريكية لتوفير المعدات الطبية لصالح وزارة الصحة والسكان المصرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد فى مصر وذلك بالتعاون مع منظمة اليونيسيف الدولية، وذلك من خلال تمويل شراء عدد ثلاثة أجهزة تنفس صناعى ventilators لمنحها لوزارة الصحة للمساهمة فى سد الاحتياجات الطبية فى هذا الوقت العصيب.
