• بنك “HSBC- مصر” بدأ التعامل باليوان الصينى بعد حصوله على موافقة البنك المركزى المصرى بما يمكن الشركات المصرية من تمويل عمليات التجارة بالعملة الصينية
• رمضان أنور: التعامل باليوان الصينى من شأنه زيادة حجم التبادل التجارى بين مصر والصين
• تعامل الشركات باليوان يقلل من تكلفة المنتج ومن ثم يساعد على خفض الأسعار كما أنه يجنب مخاطر وتقلبات سعر صرف الدولار
كتبت: فاطمة إبراهيم
بدأت البنوك فى مصر بتداول اليوان الصينى، حيث بدأ بنك “HSBC- مصر” التعامل باليوان أو كما يطلق عليه “الرنمينبى” الصينى بعد حصوله على موافقة البنك المركزى المصرى، بما يمكن الشركات المصرية من تمويل عمليات التجارة بالعملة الصينية.
من جانبهم أكد المصرفيون لـ “الإيكونوميست المصرية” أن التعامل باليوان الصينى خطوة إيجابية تهدف إلى تخفيف الضغط على الدولار، وتعزز تمويل عمليات التجارة بين مصر والصين، وتخدم عمليات التصدير والاستيراد، خاصة أن حجم التبادل التجارى ضخم، وتمثل الصين إحدى الأسواق الواعدة.
ويأتى تداول اليوان بناء على النمو القوى لحركة التجارة بين مصر والصين- حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 13.8مليار دولار فى عام 2018، بزيادة قدرها 27.7% عن عام 2017، وقد بلغت قيمة الصادرات المصرية للصين أكثر من 1.8 مليار دولار أو بنسبة زيادة 37.8% مقارنة بالعام الماضى.
ويمكن أن يساعد تداول اليوان الصينى “الرنمينبى” الشركات المصرية على حصولها على شروط أفضل عند ممارسة الأعمال التجارية مع الصين.
واليوان الصينى = 2.2848 جنيه مصرى، أى أن الجنيه المصرى = 0.4377 يوان صينى.
وبلغ حجم الاستثمارات الصينية فى مصر، والتى قدرت وفقا لبيانات الجانب الصينى بأكثر من 7 مليارات دولار لعدد نحو 134 شركة صينية تعمل فى مصر فى مجالات عديدة وقطاعات صناعية متنوعة منها الألياف الزجاجية والصناعات الغذائية وصناعة السيارات والمناطق الصناعية والأدوات الكهربائية، فضلا عن المشروعات الكبرى ومنها فى العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
ومن المتوقع زيادة حجم الاستثمارات الصينية فى المرحلة القادمة فى ضوء ماتشهده مصر من استقرار تشريعى ونقدى وبيئة استثمارية مواتية وجاذبة من إعفاءات ضريبية فى إطار قانون الاستثمار الجديد ومزايا الموقع الاستراتيجى لمصر بين قارات ثلاث ومزايا الإعفاءات الجمركية والتفضيلية التى تتيحها دخول أسواق أكثر من 1.8 مليار نسمة ترتبط معهم مصر باتفاقات تجارة حرة وتفضيلية، فضلا عن خصوصية العلاقات الثنائية والتعاون المشترك فى إطار كل من مبادرة الحزام والطريق والتعاون الصينى الأفريقى، خاصة مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى.
وقال ياسر يحيى رئيس الأسواق العالمية بنك HSBC- مصر: “إنه مع استمرار تعزيز مصر روابطها التجارية والاستثمارية مع الصين، نقدم لعملائنا من الشركات فى مصر إمكانية التعامل باليوان الصينى بالرنمينبى، وهى عملة تتقدم بسرعة كعملة عالمية للتجارة والاستثمار وكذلك كعملة احتياطية، ونشهد بالفعل اهتماما كبيرا من العملاء بالرنمينبى، حيث أجرينا خمس صفقات عند إطلاق الخدمة”.
ويقدم بنك HSBC حلولا كاملة لإدارة تدفقات العملات الأجنبية والتسويات التجارية باليوان الصينى، حيث أصبح للشركات التى لديها تعاملات باليوان الصينى إمكانية التحوط الطبيعى للمدفوعات والمستحقات وكذلك الأصول، بالإضافة إلى حلول التحوط ضد تقلبات أسواق العملات الأجنبية الآجلة وكذلك الخيارات.
من جانبه قال حلمى غازى المدير التنفيذى ورئيس الخدمات المصرفية العالمية لبنك HSBC – مصر إن الشركات فى جميع أنحاء العالم تستعد للاستفادة من المرحلة التالية من استراتيجية الصين لتعزيز روابطها مع شركائها التجاريين، مشيرا إلى أن استخدام اليوان الصينى يؤدى إلى فوائد متعددة لأنه يقلل من مخاطر الصرف الأجنبى، ويحسن السيولة وإدارة النقد ويسهل التجارة مع الموردين والعملاء فى الصين الذين يفضلون السداد باليوان الصينى.
وأكد أن هذا التطور يحسن أيضا من شفافية الأسعار حيث لن يكون النظراء الصينيين بحاجة إلى إضافة تكاليف سعر صرف أو التحوط فى أسعارهم مما يقلل التكاليف التجارية، ويساعد الشركات على التفاوض بشروط وأسعار أفضل.
فيما قال جاك إيمانويل بلانشيه المدير العام بمجموعة بنك HSBC ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لبنك HSBC – مصر إن شبكة البنك العالمية تضع الإدارة فى وضع فريد لتلبية جميع احتياجات العملاء المالية عند مشاركتهم فى الأعمال المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق.
وأشار بلانشيه إلى أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر شهدت دفعة غير مسبوقة فى عام 2018، متوقعا أن تتيح مبادرة الحزام والطريق فرص هائلة لعملاء البنك فى مصر، حيث يوفر البنك لهم خدمات متميزة عبر التمويل والاستشارات وإدارة المخاطر والمعاملات المصرفية.
من جانبه ذكر رمضان أنور الرئيس التنفيذى ببنك الاتحاد الوطنى سابقا أن التعامل باليوان الصينى من شأنه زيادة حجم التبادل التجارى بين مصر والصين، مشيرا إلى أن البنك المركزى المصرى قد بدأ هذه الخطوات بابرام اتفاقية ثنائية لمبادلة العملات بينه وبين البنك المركزى لجمهورية الصين الشعبية، بحيث يتم تسوية الحسابات بين البنكين بالمقاصة بالعملة الصينية، كما أنه قد أدخل العملة الصينية ضمن سلة العملات.
وأشار أنور إلى أن المستوردين والمصدرين الذين يتعاملون مع البنك الذى يتعامل باليوان يسهل عليهم الاستيراد والتصدير مع الصين، لافتا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم وتعزيز حركة التجارة مع الصين، وتخفيف الطلب على الدولار، مشيرا إلى أن تأثير هذه الخطوة على الأسعار يتوقف على قوة الجنيه، التى يستمدها من قوة الاقتصاد المصرى أمام العملات ومن بينها اليوان.
ولفت أنور إلى أن الخطوة التى يجب اتخاذها هى قبول الجنيه المصرى مقابل اليوان، بحيث يتم الاستيراد من مصر بالجنيه.
من جهته، قال إبراهيم طه مدير الاعتمادات المستندية ببنك الشركة المصرفية العربية الدولية سابقا إن تعامل البنوك باليوان يسهل عملية التجارة الخارجية بين الشركات المصرية ونظيرتها الصينية، وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، مشيرا إلى أن تعامل الشركات باليوان يقلل تكلفة المنتج، ومن ثم خفض الأسعار، كما أنه يجنب مخاطر وتقلبات سعر صرف الدولار.
من جانبه، لفت الدكتور رشدى صالح الخبير المصرفى إلى أن هناك كثيرا من الدعوات للقضاء على هيمنة أمريكا على الاقتصاد العالمى، وتقليل هيمنة وسيطرة الدولار على الاقتصاد الدولى، مشيرا إلى أن أى اتفاقيات ثنائية بين الدول تهدف إلى خفض هيمنة الدولار على المعاملات الدولية، وتقليل سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على الاقتصاد.
وأضاف صالح أن الدولار يستمد قوته من كونه عملة الاحتياطى النقدى لأغلب الدول، وعملة الأوبك، مضيفا أن تعامل البنوك المصرية باليوان يعزز ويشجع التعامل مع الصين التى تعد من أكثر الأسواق التى تستورد منها مصر، وقد عقدت مصر عددا من الاتفاقيات الثنائية مع روسيا بحيث يتم مبادلة الروبل الروسى بالجنيه المصرى.
وأوضح صالح أن التعامل باليوان يسهل إجراءات التبادل التجارى مع الصين، ويخفف الضغط على الدولار، ويخفض تكلفة التعامل، هذا بالنسبة للشركات أما بالنسبة للبنك فيزيد من عملائه وربحيته، مشيرا إلى أن اليوان الصينى من العملات الرئيسية على مستوى العالم حيث أضيف العام الماضى إلى حقوق السحب الخاصة وهى إحدى آليات صندوق النقد الدولى لتقديم الدعم والمساعدة للدول الفقيرة، بما يعنى أنه ضمن العملات الرئيسية فى العالم وهى الدولار الأمريكى، اليورو، والجنيه الاسترلينى، والفرنك السويسرى، والين اليابانى، واليوان الصينى.
وأكد على قوة العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين، حيث إن لديها منطقة حرة فى منطقة قناة السويس، مشيرا إلى أن هذه الخطوة فى مصلحة كل من مصر والصين.
وسجلت احتياطات الصين من النقد الأجنبى 3.1 تريليون دولار فى أغسطس الماضى، وهى الأكبر فى العالم، وتسعى الصين لكبح تدفقات رؤوس الأموال إلى الخارج.
وكان اليوان قد هبط أكثر من 10% أمام الدولار منذ أوائل العام الماضى، وسمح البنك المركزى الصينى بأن ينزل عن حاجز 7 يوانات للدولار للمرة الأولى فى أكثر من 10 سنوات.