الإيكونوميست المصرية
الرضا سر السعادة……………بقلم: محمد فاروق

الرضا سر السعادة……………بقلم: محمد فاروق

محمد فاروق

خلق الله تعالى الإنسان وهو الأقرب إليه والأدرى بشئونه وتفاصيله ونفسيته، فعندما نهاه المولى عز وجل عن اليأس ودعاه للتفاؤل لم يكن ذلك لمجرد تخطى الموقف المسبب للإحباط، ولكن نتيجة العواقب النفسية الكارثية التى يسببها اليأس.
فالنفس البشرية بداخلها البناء والهدم، بداخلها ما يجعلها سعيدة وما يجعلها تعيسة، بداخلها الإقبال على الحياة والتفاؤل والأمل والفرح والبهجة والسعادة، وفى الوقت نفسه بداخلها الإحباط واليأس والحزن والكآبة، والإنسان هو الذى يحدد ما يختار مما بداخله.
فالأحداث التى تقع حولنا عديدة، ولكن معظمها لا يستحق كل هذا العناء الذى نعيشه ولا كل هذه الضغوط النفسية التى نحملها فوق رؤوسنا، فأنا دائما أقول إن السعادة اختيار، لذا تجد شخصا محملا بكل أعباء الحياة ورغم ذلك يواجه الأمور برضا نفسى وسكينة وتفاؤل، وفى المقابل يوجد شخص آخر منعما بالكثير والكثير من مباهج الحياة ومع ذلك تجده ناقما شاكيا متذمرا يائسا محبطا، فالفارق الرهيب بين الشخصيتين ينحصر فى نقطة واحدة وهى الرضا، فالله تعالى يقول فى سورة التوبة بسم الله الرحمن الرحيم “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون” صدق الله العظيم.. ويقول فى سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم “وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون” صدق الله العظيم.. فهاتان الآيتان وصفة سحرية للهدوء النفسى والطمأنينة والارتياح فى هذه الحياة، فإذا أدركت تماما أن كل أمور حياتك مكتوبة ومحددة من قبل، وأن الله العليم ييسر لك ما فيه صالحك، فلماذا إذن ستحزن عند وقوع أى شىء مهما كان؟ ولماذا ستقلق من حدوث ما تعتقد أنه ضد مصلحتك؟ ولماذا ستكتئب إن لم تنل ما تعتقد أنه سيرضيك؟
فمع تجارب الحياة، أدركنا أن كثيرا من المنح جاءت بعد المحن، وعظيم العطاء جاء بعد البلاء.
فكم من توتر عشناه دون داع بسبب مخاوف فى النهاية لم تحدث، فلنتوكل على الله، ولننعم بحياتنا بعيدا عن الخوف من المستقبل والقلق من القادم، ويجب علينا أن نعى تماما أن الرحمن عز وجل لن يكلفنا فوق وسعنا، ولن يحملنا ما لا طاقة لنا به، فهو الرءوف الرحيم العالم بنا وبضعفنا وبما فيه الصالح لنا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *