ولاء جمال – وفاء على
يعد مشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى من المشروعات القومية التى حددها المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية 2052، والذى تم افتتاحه فى عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأخذت الحكومة فيه خطوات جادة فى الفترة الأخيرة.
ورحب خبراء الاقتصاد بالاستثمار فى الساحل الشمالى، حيث أكدوا أنه يعد إضافة إلى الناتج المحلى.
وأوضح الخبراء أن مصر تشهد تنمية عمرانية هائلة بالعديد من المدن الجديدة وتركز الدولة على منطقة الساحل الشمالى لتكون كيانا جديدا يتوافق مع كافة المنتجات العقارية الأوروبية.
وأكد المهندس طارق فتح الله الخبير العقارى أن منطقة الساحل الشمالى أصبحت من أهم مناطق الاستثمار فى الفترة الحالية بمشاركة القطاع الخاص مع الدولة، خاصة أن هناك توجهات لإقامة مشروعات تجعل هذه المنطقة تعمل على مدار العام خاصة مع وجود أحدث الجامعات والفنادق والمستشفيات ودخول القطار السريع الذى يصل من خليج السويس بالعين السخنة وحتى منطقة الساحل الشمالى.
وأضاف فتح الله أن توافر الخدمات هو ما يسهم فى دعم هذه المنطقة لتصبح فى مصاف مناطق السياحة العالمية حيث تم بناء 15 برجا يوازى ما تم بناؤه فى إمارة دبى بالإضافة إلى بناء الطرق الجديدة التى يتم إنشاؤها حاليا، لافتا إلى أنه على سبيل المثال تم بناء مدينة العلمين الجديدة لتصبح مدينة تنموية متكاملة وليست سياحية فقط.
وأشار إلى أن الدولة تركز على إنشاء مدن متكاملة على طريق الساحل الشمالى مثل إنشاء مدينة الجلالة والعلمين الجديدة بالإضافة إلى تطوير شبكات الطرق، ما أسهم فى زيادة قيمة منطقة الساحل الشمالى وإقبال المواطنين على الاستثمار بها.
وذكر الخبير العقارى أن مدينة العلمين غيرت وجهة الساحل الشمالى ليصبح مكانا سياحيا وأيضا سكنيا ليتنافس على منطقة الساحل الشمالى العديد من الشركات فى تقديم جودة عالية وسرعة تنفيذ وعروض جيدة لجذب العملاء.
وتابع فتح الله أن مصر تشهد تنمية عمرانية هائلة بالعديد من المدن الجديدة وتركز على منطقة الساحل الشمالى لتكون كيانا جديدا يتوافق مع كافة المنتجات العقارية الأوروبية خاصة أنها بنيت على طراز المدن العالمية السياحية، مشيرا إلى أن حجم الإنفاق الاستثمارى على المشروعات بمدينة العلمين الجديدة يتعدى حاجز الـ65 مليار جنيه.
فى السياق ذاته، قال أحمد حسنى الخبير الاقتصادى إن الدولة تولى اهتماما كبيرا بإنشاء مشروعات المدن الجديدة والتى تسهم فى زيادة الاستثمارات داخل السوق العقارية، مثل مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة.
فيما أكد الدكتور عبد النبى عبد المطلب الخبير الاقتصادى أن الاستثمار بكل أشكاله يمثل إضافة إلى الناتج المحلى الإجمالى سواء كان استثمارا عقاريا أو زراعيا أو صناعيا.
وأضاف أنه إذا كان البعض يفضل توجيه الأموال لإقامة المصانع على أساس أن القيمة المضافة للقطاع الصناعى أكبر، فهذا لا يمنع أن إقامة تجمعات حضارية سياحية يمثل نقطة مهمة فى التنمية، مشيرا إلى أن الاستثمار العقارى فى الساحل الشمالى يمكن أن يولد استثمارات متجددة فى القطاعات المساندة للاستثمار العقارى.
ويعد مشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى، المشروع القومى الثالث من سلسلة المشروعات القومية للتنمية على مستوى الجمهورية التى حددها المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية 2052، والتى تم افتتاحها فى عهد الرئيس السيسى، وأخذت الحكومة فيها خطوات جادة فى الفترة الأخيرة، وأولها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، ثم المثلث الذهبى للتعدين فى الصحراء الشرقية.
وتعتبر منطقة الساحل الشمالى الغربى بما تمتلكه من موارد مختلفة، أمل مصر لاستيعاب الزيادة السكانية خلال الـ 40 عاما المقبلة وتقدر بحوالى 34 مليون نسمة، كما ستولد المشروعات المزمع تنفيذها بالمخطط نحو 11 مليون فرصة عمل، حتى سنة الهدف 2052.
ويتزامن المشروع مع الخطة التى تنفذها الحكومة لترسيم الحدود المستقبلية لمحافظات الجمهورية، وما يحمله من توفير فرص تنموية واستثمارية وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الزيادة السكانية المتوقعة فى العقود القادمة، والذى تضمن إضافة ثلاث محافظات جديدة وهى وسط سيناء، محافظة الواحات (الواحات البحرية والفرافرة)، والعلمين (العلمين، الضبعة، الحمام، وفوكه)، وكانت الأخيرة تابعة لمحافظة مطروح.
وتم عرض شرح تفصيلى للمشروع وحجم المشروعات المفترض تنفيذها حتى الآن على ساحل البحر المتوسط شمال غرب محافظة كفر الشيخ بطول 22 كم وعرض يصل إلى 2.5 كم؛ أى ما يقرب من 10 آلاف فدان ليكون الساحل الغربى لمحافظة كفر الشيخ منطقة متكاملة استثمارية سياحية سكنية خدمية صناعية.
ومن المقرر أن تشمل هذه المنطقة مناطق صناعية ولوجيستية وميناء رئيسيا متعدد الأغراض ومركزا للحرف والصناعات اليدوية وإنشاء مدينة أوليمبية، بالإضافة إلى مدينة سكنية متكاملة المرافق والخدمات وطرح وحدات سكنية للشباب وإنشاء سكن اجتماعى، بالإضافة لإنشاء منطقة صناعية متطورة للصناعات الصغيرة والمتوسطة ومنطقة معارض مفتوحة للتسويق.
ويمتد نطاق الساحل الشمالى الغربى، من العلمين وحتى السلوم لمسافة نحو 500 كم، بنطاق وظهير صحراوى يمتد فى العمق لأكثر من 280 كم، ليشغل مسطح نحو 160 ألف كم مربع تقريبا، وتعود أهمية هذا النطاق التنموى إلى تفرده وتميزه فى أنه يحظى بكافة موارد ومقومات التنمية الموزعة بكافة أنحاء الجمهورية، لتتركز فى مكان واحد هو الساحل الشمالى الغربى وظهيره الصحراوى.