الإيكونوميست المصرية
السيسى فى أمريكا ——- بقلم: أشرف الليثى

السيسى فى أمريكا ——- بقلم: أشرف الليثى


لم أقصد بهذا العنوان زيارة الرئيس السيسى الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هناك تواجدا طاغيا للرئيس فى غالبية المحافل الأمريكية فلا يوجد مكان تواجدنا فيه إلا وذكر اسم السيسى حتى سائقى التاكسى الذين تصادف أن معظمهم إما من إثيوبيا أو المغرب الشقيق وكم كان إعجابهم بالرئيس وشخصيته وقدرته على الحفاظ على استقرار مصر وتنميتها، ولكن الأغرب أن نسمع من أحد أعضاء الكونجرس والذى ينتمى إلى الأصول الكوبية عندما قال إنه يتمنى أن يرى فى كوبا شخصا مثل السيسى وقال إن تجربة السيسى الرجل القوى الذى استطاع أن يسيطر على زمام الأمور فى البلاد تصبح تلك التجربة قدوة لعدد كبير من دول العالم التى ترغب فى الاستقرار بعد مرورها بفترات طويلة من التخبط سواء السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى سواء لمرورها بثورات اجتماعية أو مشاكل اقتصادية أو فساد سياسى.
لقد أصبح النموذج المصرى الذى ربما كان يلقى رفضا كبيرا فى بداية ثورة 30 يونيو عام 2013 عندما قام الشعب المصرى بثورة ضد جماعة الإخوان الإرهابية وأقصاها عن الحكم وانحاز له الجيش المصرى، أصبح هذا النموذج مثالا يتمناه العديد من دول العالم، ولنا فى الجزائر مثال حى على ذلك عندما رفع المتظاهرون صور السيسى وقالوا نتمنى أن يحكمنا مثل هذا الرجل.
خلال زيارتى للولايات المتحدة تقابلت مع مسئولين فى صندوق النقد الدولى ولم يخل الحديث أيضا عن الإشادة بطريق الإصلاح الاقتصادى الصعب الذى أخذت القيادة السياسية على عاتقها مهمة اتخاذ هذا القرار الصعب والتزم الاقتصاديون بتنفيذه بحرفية كبيرة حيث قال سوبير لال رئيس بعثة الصندوق إلى مصر إن مصر بعد تنفيذ سياسة الإصلاح الاقتصادى على مدى الثلاث سنوات الماضية أصبحت مؤهلة تماما أن تحقق معدلات نمو تصل إلى 6.5% فى المدى القريب بعدما بلغ معدل النمو الآن 5.5% بل والشىء الذى يدعو للتفاؤل أن مصر باستطاعتها مضاعفة الدخل القومى خلال السنوات العشر المقبلة، وقال إنه يشعر بالتفاؤل بالنتائج الإيجابية التى تحققت حتى الآن لبرنامج الإصلاح إلا أنه من الضرورى ألا نتوقف ونكتفى بهذا الحد فالمشوار لم ينته بعد ولكننا بدأناه وقطعنا فيه شوطا كبيرا ومهما وصعبا.
وقال أيضا إنه لولا شجاعة الرئيس السيسى ما كان يمكن أن يكتب لهذا البرنامج النجاح خاصة فيما يتعلق بملف دعم الطاقة فقط الذى كان يكلف الدولة أكثر من 190 مليار جنيه، انخفض الآن إلى 55 مليار فقط مما كان له أكبر الأثر فى المساعدة على خفض العجز فى الموازنة العامة بل وأصبحت تحقق فائضا أوليا الآن قدره 2 مليار جنيه.
وعند زياراتنا للخارجية الأمريكية ولقائنا بمسئول القسم المصرى هناك، أشاد بمصر وقدرتها على المساعدة على الحفاظ على استقرار المنطقة والدور الهام الذى تلعبه لمكافحة الإرهاب ومساعدة ليبيا والعراق فى استعادة سيطرة الدولة على مقدرات البلاد، وقال إن السيسى يحظى باحترام الإدارة الأمريكية خاصة بعد نجاحه فى برنامج الإصلاح الاقتصادى وخروج الاقتصاد المصرى من أزمته التى تعرض لها.
لم تكن النظرة الأمريكية الإيجابية الآن للرئيس السيسى لتتغير بسهولة إلا بناء على معطيات هامة على أرض الواقع فرضها تواجد شخصية مثل السيسى على رأس القيادة السياسية لمصر، أخلص فى عمله وفى حبه لهذا البلد فمنحه الله احترام الجميع، العدو قبل الصديق.

Related Articles