الإيكونوميست المصرية
العقلية الإيجابية.. سر السعادة الحقيقية…..بقلم: أشرف الليثى

العقلية الإيجابية.. سر السعادة الحقيقية…..بقلم: أشرف الليثى

أشرف الليثى

تختلف مقاييس السعادة الحقيقية بين البشر، لكن هناك معيارًا واحدًا يكاد يجمع عليه الجميع، وهو العقلية الإيجابية (Mindset) التى تمتلك القدرة على استقبال محفزات الفرح وطرد مثبطاته، مما يفتح أمام الإنسان مساحات أوسع للأمل والرضا.
هذه العقلية الإيجابية ليست مجرد موقف ذهنى، بل هى أسلوب تفكير إيجابى ونمط حياة متكامل يوجّه قراراتنا ويحدد طريقة تعاملنا مع التحديات اليومية.
وتوصّل علماء النفس الاجتماعى إلى مجموعة من قواعد السعادة التى يمكن أن تشكّل بوصلة واضحة لكل من يسعى إلى حياة أكثر راحة وسلام نفسى، أهمها تجنب المقارنات السلبية التى تحرمك من تقدير إنجازاتك، والعيش فى اللحظة الحاضرة بعيدا عن الانشغال المفرط بالمستقبل المجهول.
كما يؤكدون على أهمية الإيمان بما تريد والعمل الجاد لتحقيقه، وتقبّل اختلاف الآخرين دون انتظار رضا الجميع، إضافة إلى تجاهل النقد الهدّام وعدم السماح له بأن يعيق مسيرتك نحو تطوير الذات.
السعادة الحقيقية ليست هدية تقدمها الظروف، بل قرار داخلى يتجدد مع كل صباح. وكما جاء فى الدعاء: “اللهم لا تجعل للحزن مكانًا فى قلوبنا”، فإن البداية الحقيقية تكمن فى اختيارك أن تبدأ يومك بالرضا والتفاؤل، وتحويل التحفيز والإلهام إلى منهج حياة.
السعادة ليست غاية بعيدة المنال، وإنما أسلوب حياة يتجسّد فى قدرتك على مواجهة التحديات بروح الصحة النفسية المتوازنة، فالأكثر سعادة فى هذا العالم ليسوا بالضرورة الأكثر ثراءً، بل أولئك الذين يتعاملون مع الحياة بمرونة ويبحثون عن الجمال حتى فى أبسط التفاصيل.
ومن أعظم أسرار السعادة المستدامة العطاء والسعادة؛ فابتسامة تمنحها لمحتاج، أو كلمة طيبة تشجع بها صديق، أو وقت تخصصه لدعم قضية إنسانية، كلها أفعال صغيرة تصنع أثرًا كبيرًا فى قلبك قبل أن تصنعه فى قلوب الآخرين. الدراسات النفسية تؤكد أن العطاء يرفع مستوى الرضا النفسى ويزيد الإحساس بالمعنى فى الحياة.
كما أن التوازن بين العمل والحياة يشكل ركيزة أساسية للسعادة، فالتخصيص المنتظم لوقت الراحة والهوايات واللقاءات العائلية ليس ترفًا، بل ضرورة للحفاظ على الصحة النفسية.
ولتعزيز طاقتك الإيجابية، اجعل التأمل والامتنان عادة يومية، فمجرد كتابة ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لوجودها يمكن أن يغيّر حالتك النفسية بشكل عميق ويمنحك سر السعادة الحقيقية.
وأخيرًا، السعادة ليست فى انتظار الظروف المثالية، بل فى صنعها بيديك. إنها قرار تتخذه كل صباح، ورسالة محبة ترسلها إلى نفسك والعالم من حولك، وتترك أثرًا يدوم مدى الحياة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *