الإيكونوميست المصرية
العمدة المالى……..بقلم: أشرف الليثى

العمدة المالى……..بقلم: أشرف الليثى

بقلم: أشرف الليثى

تجربة بريطانيا مع عمدة لندن المالى تستحق الدراسة وذلك لأننا فى أحوج ما نكون لتطبيقها فى مصر الآن، فيتم كل عام اختيار أحد كبار رجال الأعمال البريطانيين ليصبح عمدة لندن المالى وليس له أى علاقة بالجهات التنفيذية ولا بالعمل الحكومى فى بريطانيا ولكنه يشارك فقط فى دراسة أى قرار يكون متعلقا بالبيزنس أو بقطاع الأعمال البريطانى بصفة عامة، ومدة هذا المنصب الشرفى عام كامل ينتقل خلاله إلى مقر فى وسط لندن للإقامة فيه إذا أراد ولاستقبال زائريه من رجال الأعمال الأجانب والبريطانيين وأصحاب الشركات. وفى بداية عمله، تقوم ملكة بريطانيا باستقباله وتمنحه قلادة عليها الشعار الملكى البريطانى، ومن حقه أن يرتديها طوال هذا العام على أن يردها فى نهاية عمله التطوعى هذا.
وعلى مدى عام كامل، يقوم هذا الشخص بالسفر إلى عدة دول وفقا لأجندة يحددها هو، بهدف التفاوض مع مستثمرين أجانب لجذبهم للاستثمار فى بريطانيا، حيث ينقل إليهم خبراته كرجل أعمال بريطانى ويطلعهم على أهم المزايا التى تتوافر فى بلاده وأهم المجالات التى تحتاجها بريطانيا، ولا يخجل من أن يخبرهم أيضا ببعض المشاكل التى قد يواجهها وينصحهم بكيفية التغلب عليها، ومن الضرورى أن يكون صادقا فى كل كلمة حتى يكسب ثقتهم ولا يفقدها فى أى وقت من الأوقات.
عمدة لندن المالى أو رجل الأعمال البريطانى يعتبر هذا العام هو بمثابة جزء من رد الجميل لبلاده التى ساهمت فى ثروته وشهرته، ومن حقها عليه – علاوة على الضرائب التى يسددها بانتظام – أن يتبرع بعام كامل من وقته وجهده ويمارس هذا العمل التطوعى بكل حب وإخلاص وتفان وبدون أى ضغوط خاصة أن نشاطه الخاص وأعماله لا تتوقف ولكنه هو الذى يتوقف عن إداراتها ويتفرغ لعمله التطوعى بالكامل.
نحن الآن فى أشد الاحتياج لرجال الأعمال المصريين للحديث مع أقرانهم من رجال الأعمال سواء الخليجيون أو الأجانب والذهاب إليهم فى أماكن إقامتهم وإقناعهم بالاستثمار فى مصر وشرح المزايا التى من الممكن أن يحصلوا عليها خاصة إذا كان هو رجل أعمال ناجح هنا، ومناقشة أى صاحب شركة وبلغة البيزنس، وبالتأكيد سيكون إقناعه أفضل مئات المرات من حديث أى مسئول حكومى مع هؤلاء رجال الأعمال.
نحتاج الآن إلى كتيبة ضخمة من رجال الأعمال فى كافة التخصصات ينطلقون من مبادرة شخصية منهم إلى دول العالم المختلفة والحديث مع تجمعات رجال الأعمال ولا ينتظرون أن يأتوا إلينا بل الذهاب إليهم وشرح المزايا وأيضا الصعوبات وكيفية التغلب عليها بل والمكاسب التى من الممكن أن تتحقق لهم.
الكلمة التى ينطق بها رجال الأعمال أصدق مئات المرات وأكثر تأثيرا لدى المستثمرين الأجانب من التى يطلقها أى مسئول حكومى مهما علا شأنه.
لغة البيزنس أصبحت الآن لغة خاصة لا يعلمها إلا رجال الأعمال ويتعاملون بها فيما بينهم ويعرفون جيدا أى الكلمات سيكون لها تأثير كبير على الآخرين.
حان الآن وقت أن يتقدم رجال الأعمال الصفوف بدلا من المسئولين الحكوميين لرد جزء من جميل هذا البلد عليهم، ويعملون جميعا تحت شعار جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين الأجانب والعرب للاستثمار فى مصر.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *