يقلم: أشرف الليثى
القرار الذى اتخذته هيئة الطرق والكبارى باستغلال المساحات أسفل الكبارى العلوية التى يتم إنشاؤها فى كافة ربوع الجمهورية، يعتبر من القرارات المهمة للغاية كونه يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد؛ أولا ستعود بالفائدة المادية على الهيئة لتستطيع إجراء الصيانات اللازمة والضرورية للكبارى بصفة دورية، وثانيا استفادة عدد كبير من الشباب فى إقامة مشروعات خاصة لتخفيض معدلات البطالة، وثالثا ضمان نظافة تلك الأماكن التى كانت فى السابق مرتعا للبلطجية والكلاب الضالة والقاذورات، رابعا ستحرص تلك المحلات على تجميل وتشجير تلك الأماكن ليصبح لدينا شكل جمالى سواء فوق الكوبرى أو تحته.
علينا أن نفكر بشكل اقتصادى فى كيفية استغلال كنوز ضخمة تحت أيدينا فى شوارع مصر ولكنها للأسف لم تستغل بل تشكل عبئا ضخما على المحليات من أجل نظافتها وتنسيقها؛ وعلى سبيل المثال الحدائق العامة التى تعتبر غالبيتها مرتعا خصبا لكل أشكال التجاوزات البيئية والأمنية، فلماذا لا يتم استغلال تلك الحدائق بمفهوم اقتصادى يضمن توفير فرص عمل للشباب ويحافظ على نظافتها، والحال نفسه بالنسبة للمحاور الجديدة التى يتم شقها فعلى جانبى كل محور يمكن إقامة مشروعات للشباب مثل سيارات المأكولات والمشروبات التى ستفيد مستخدمى تلك المحاور والطرق.
دول العالم المتقدم تفكر قبل إقامة أى مشروع سواء كان خدميا أو اقتصاديا أو اجتماعيا فى كيفية تحقيق أكبر عائد مادى للإنفاق على صيانته ولتحقيق منفعة مزدوجة لخدمة أكبر عدد ممكن من السكان والشباب، وأيضا انتهى من قاموس العالم كله أن تكون هناك خدمة بدون مقابل ماعدا الصحة والتعليم، وعلينا أن نقتدى بهذه الدول؛ فالخدمات الصحية فى غالبية دول العالم يتم دعمها بشكل كبير من جانب الحكومة التى تهتم بتوفير كافة المتطلبات للصحة والتعليم وما دون ذلك فالخدمة تقدم بتكلفتها الحقيقية دون أى دعم، فمن غير المقبول أن يتم تدعيم البنزين أو الكهرباء أو حتى الخبز على حساب الصحة والتعليم، هذه أوضاع مقلوبة ومعكوسة عندنا وآن الأوان لأن يتم تعديل تلك الأوضاع خاصة أن جائحة كورونا أظهرت بما لا يدع مجالا للشك حتمية الاهتمام بالصحة والتعليم، والدول التى اجتازت تلك المحنة الصعبة بسرعة ويسر هى التى تمتلك بنية أساسية فى القطاع الطبى مكنتها من سرعة السيطرة والعلاج.
لدىّ يقين بأن الحكومة المصرية والقيادة السياسية أصبح لديهما اهتمام كبير الآن بقطاع الصحة الذى صار يتقدم على كافة القطاعات الأخرى، والحمد لله أن هذا الاهتمام بدأ ما قبل كورونا عندما أعلن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مبادرة القضاء على فيروس سى وبالمجان ومبادرة 100 مليون صحة والاهتمام بصحة أطفال المدارس وسيدات مصر، جميعها مبادرات إنسانية رائعة تؤكد أن هناك قيادة واعية لتوجيه الاهتمام الأكبر لصحة المواطن المصرى، الذى يعتبر الهدف الأساسى من وراء جميع خطط التنمية الاجتماعية سواء قصيرة أو طويلة الأجل هو رفع مستوى معيشته.