الإيكونوميست المصرية
المتحف المصرى الكبير.. مشروع القرن

المتحف المصرى الكبير.. مشروع القرن

ولاء جمال

المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى ضخم يضم آثارا؛ بل هو حلم تحول إلى حقيقة ومشروع يوصف بمشروع القرن، حيث يعكس عظمة مصر وحضارتها الخالدة.
وقال الخبراء: إنه صرح معمارى عالمى سيضع مصر فى صدارة السياحة العالمية، وسيعيد تقديم تاريخها العريق بصورة حديثة تبهر الزوار من كل مكان.
المتحف المصرى الكبير هو واحد من أعظم الإنجازات التى شهدتها مصر فى العصر الحديث، حيث وصفه محمد ثروت عضو لجنة السياحة العربية بأنه صرح معمارى ضخم يليق بحجم وعظمة الآثار التاريخية التى اكتشفت على مر العصور، مؤكدا أنه أكبر متحف فى العالم من حيث حجم المبنى وعدد القطع الأثرية المعروضة داخله، وهو ما يجعله مشروع القرن بلا منازع.
وأكد أن هذا المشروع سيساعد بشكل كبير فى وضع مصر فى صدارة السياحة العالمية، وخاصة مع اقتراب ذكرى اكتشاف مجموعة آثار الملك الذهبى توت عنخ آمون التى تعد من أهم الاكتشافات الأثرية فى التاريخ الحديث، ومن المنتظر أن يسهم افتتاح المتحف فى زيادة أعداد السائحين والزوار إلى مصر بما لا يقل عن 5 ملايين سائح إضافى سنويا، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد القومى وحركة السياحة، موضحا أن افتتاح المتحف ليس حدثا منفصلا، بل بجواره مطار سفنكس الدولى إلى جانب شبكة طرق ومحاور جديدة تخدم السياح وتوفر لهم سهولة الوصول والتنقل، بما يعكس رؤية متكاملة تهدف إلى جعل السياحة رافدا أساسيا من روافد التنمية فى مصر.
من جانبه، ذكر أبو الحجاج العمارى الخبير السياحى أن المتحف المصرى الكبير سيكون فاتحة خير على السياحة المصرية، مشيرا إلى أن اختيار شهر نوفمبر لافتتاحه يعد اختيارا موفقا وذكيا للغاية، لأن هذا الشهر شهد فى الماضى حدثا تاريخيا عظيما وهو اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، كما أنه يمثل بداية الموسم السياحى الشتوى الذى يعد من أنشط المواسم وأكثرها جذبا للسياحة الثقافية فى مصر والتى تتمثل فى مدن مثل الأقصر وأسوان والقاهرة، فضلا عن الرحلات النيلية “النايل كروز” التى تجذب السياح بشدة، إلى جانب مدن أخرى مثل الإسكندرية التى لها نصيب كبير ولكن بشكل مختلف.
وأوضح العمارى أن هذا التوقيت الذكى يجعل الافتتاح حدثا عالميا بامتياز، حيث سيتزامن مع أجواء مناخية مناسبة جدا، ومع حضور واسع لقادة العالم وشخصياته البارزة، مما سيجعل مصر محط أنظار الجميع.
وأكد الخبير السياحى أن المتحف المصرى الكبير يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، ولأول مرة ستعرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون فى مكان واحد وبشكل متكامل، حيث تحتوى على قطع لم تعرض من قبل ولم يشاهدها الجمهور، لافتا إلى أن هذه النقلة النوعية ستفتح آفاقا جديدة أمام السياحة المصرية، وستكون خطوة كبيرة إلى الأمام فى تعزيز مكانة مصر السياحية على المستوى العالمى ومع هذا الإنجاز، ستعود مصر لتتصدر المشهد العالمى فى مجال السياحة الثقافية، التى تعتبر الأصل والجذر الحقيقى للسياحة المصرية.
وأشار العمارى إلى أنه رغم أن مصر تتميز بتنوع سياحى واسع يشمل نحو 14 نوعا مختلفا من السياحة، فإن السياحة الثقافية هى الأهم والأكثر تميزا، لأنها بمثابة مصدر دخل قوى ومدر للعملة الصعبة، كما أنها ترتبط بالمجتمعات المحلية بشكل مباشر، حيث يستفيد منها العاملون فى مجالات متعددة مثل أصحاب المراكب النيلية “الفلوكة واللانشات” وسائقى وسائل النقل المحليين، والمرشدين السياحيين، والتجار فى الأسواق، وغيرهم الكثير، لذلك فإن المتحف المصرى الكبير سيكون له أثر إيجابى عميق لا يقتصر فقط على الدولة، بل يمتد ليشمل المجتمع المحلى بأكمله.
وأكد الخبير السياحى أن المتحف المصرى الكبير فريد من نوعه وسيجعل مصر تزدهر بالوجه الحضارى الحديث إلى جانب حضارتها الفرعونية العريقة الممتدة عبر العصور، وهو ما سيجعلها محط أنظار العالم بأسره.
وأشار إلى أن هناك أحداثا أخرى عظيمة لا تقل أهمية، مثل افتتاح طريق الكباش فى الأقصر، وموكب نقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة، إلا أن هذين الحدثين تزامنا مع فترة انتشار جائحة كورونا، وهو ما قلل من أثرهما العالمى رغم أهميتهما الكبيرة، ومع ذلك فإن المتحف المصرى الكبير سيعيد تسليط الضوء على هذه الإنجازات ويكللها بالنجاح، مما يجعلها جزءًا من سلسلة متكاملة تعكس جهود الدولة فى إحياء التراث وتقديمه للعالم فى صورة جديدة.
ولفت الخبير السياحى إلى أن السياحة المصرية تسير فى طريقها الصحيح، وأنها بخير بفضل حالة الاستقرار السياسى والأمنى التى تعيشها مصر، حيث إن السياحة لا تزدهر إلا فى بيئة آمنة ومستقرة، ومصر اليوم تقدم نفسها كواحدة من أكثر الوجهات أمانا فى المنطقة، ولا يخفى على أحد أن مصر تمثل عمق الحضارة الإنسانية وواحدة من أعرق الدول فى التاريخ، فهى ليست مجرد وجهة سياحية بل دولة متفردة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
من جهته، قال ياسين أحمد الخبير الاقتصادى: إن المتحف المصرى الكبير سيرسى حدثا عالميا مدويا، ليس فقط على مستوى مصر، بل على مستوى العالم بأسره، فهو أكبر متحف فى العالم من حيث الحجم وعدد القطع المعروضة، كما أنه سيعيد تعريف تجربة زيارة مصر بالنسبة للسائحين، حيث سيجد الزائر نفسه أمام تاريخ حى ممتد لآلاف السنين، ومجموعة أثرية متكاملة تروى قصة الحضارة المصرية القديمة بكل جوانبها.
من هنا يمكن القول: إن المتحف المصرى الكبير هو بحق مشروع القرن الذى سيعيد لمصر مكانتها السياحية والثقافية، وسيجعلها فى قلب العالم مرة أخرى، باعتبارها صاحبة أعظم حضارة عرفها التاريخ وأغناها بالإنجازات الإنسانية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *