الإيكونوميست المصرية
تبرعات هادفة… بقلم: محمد فاروق

تبرعات هادفة… بقلم: محمد فاروق

بقلم: محمد فاروق

المصرى بطبعه إنسان مغداق كريم سخى حتى ولو كانت أحواله الاقتصادية ليست ميسرة، فالشهامة وحب الخير ومساعدة الآخرين سمة أصيلة من سماته، وكأنها جين يكمن داخله يظهر فى كل أوجه حياته وفى كافة أنشطته اليومية.
أضف إلى هذه السمة السائدة فى المصرى، إيمانه الراسخ وحبه الجم لإخراج التبرعات والصدقات سواء كان هذا التصدق عن نفسه أو عائلته من الأحياء والأموات.
تلك التركيبة الفياضة تجعل منه دائما وأبدا شخصا واسع العطاء طلق اليدين، ولكى يوظف هذه السمات الحسنة توظيفا سليما، لابد أن يوجه هذا النهر المتدفق من الخير لأرض خصبة، يستطيع من خلالها جنى ثمار كرمه وإفادة الشخص المحتاج الفعلى وليس الذى يدعى الحاجة ويتصنع الفقر.
لذا يجب علينا أن نطور من تفكيرنا فى تلك القضية المهمة، والتصرف بأسلوب يساهم فى توفير خدمات حيوية قد تمثل للمحتاجين والفقراء الحياة نفسها ونحن لا ندرى.
فلو نظرنا إلى قطاع الصحة مثلا، سنجد أن هناك أماكن فى أشد الحاجة لكل جنيه قد ننفقه فى اتجاه آخر أقل جدوى، فالدولة تبذل قصارى جهدها من أجل توفير الرعاية الصحية للمواطنين، ولم تدخر جهدا أو مالا إلا وبذلته، لكن فى ظل هذا التعداد الضخم وما ينجم عنه من عدد كبير من المرضى، إلى جانب محدودية الإمكانيات المتاحة مقارنة بهذا العدد الضخم، ينتج عن هذا وجود مستشفيات تحتاج للمزيد من الأدوات والمعدات والأجهزة، الأمر الذى يدفعنا بقوة نحو التبرع لهذا القطاع الحيوى، فما أصعب اللحظات التى تمر على مريض لا يجد غرفة أو سريرا أو أنبوبة أكسجين أو علاجا، وقد تكون دقائق معدودة هى الفاصلة بينه وبين الموت أو الشفاء.
ولو بحثنا عن أماكن التبرع للقطاع الصحى فلن نجد أية صعوبة، فهناك قوائم بتلك الأماكن سهل الحصول عليها من وسائل الإعلام ومن على شبكة الإنترنت وغيرها، ومن الممكن أن تتبرع وأنت جالس فى مكانك من خلال خاصية الموبايل كاش المتوفرة فى البنوك وشركات الاتصالات، كما يمكنك التبرع من خلال ماكينات ATM ومن خلال البنوك، وهناك شهادات فى العديد من البنوك يتم التبرع بعوائدها للمؤسسات الخيرية كصدقة جارية وتشمل قطاعات عديدة بخلاف المؤسسات العلاجية مثل المعاهد التعليمية ودور المسنين وأماكن رعاية الأطفال اليتامى والأطفال اليتامى المعاقين، وبنك الطعام، وغيرها الكثير والكثير.
أوجه الخير عديدة، لكن علينا اختيار الأسلوب والطريقة الأحق والأولى بإخراج التبرعات، والتحرى وبذل مجهود أكبر فى اختيار الشخص أو الجهة التى ستتلقى تبرعاتنا سواء صدقات أو زكاة، وتغيير أسلوب ونمط تفكيرنا فى هذا الشأن وتوجيه التبرعات لجهات وأشخاص فى أمس الحاجة لأموال وضعنا الله تعالى واستخدمنا لكى نرسلها إلى مستحقيها، فما نحن إلا وسيلة توصيل ليس إلا، فلنكن على قدر تلك المسئولية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *