الإيكونوميست المصرية
تكامل الأنشطة الاقتصادية يجعل الساحل الشمالى كنز مصر القادم

تكامل الأنشطة الاقتصادية يجعل الساحل الشمالى كنز مصر القادم


فاطمة إبراهيم
على الرغم من اهتمام القيادة السياسية الحالية بمنطقة الساحل الشمالى وتنفيذ العديد من مشروعات البنية التحتية فإن الحياة اقتصرت على ثلاثة أشهر فقط خلال العام، دون الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التى تتمتع بها المنطقة اقتصاديا وسياحيا. فكيف يمكن للساحل الشمالى أن يكون أحد أهم قبلات الاستثمار المباشر خلال الفترة القادمة، وكنز مصر القادم، لاسيما بعد صفقة رأس الحكمة وجذب 35 مليار دولار للاقتصاد المصرى؟
ويتضح اهتمام الدولة فى وضع مخطط تنفيذى لتنمية الساحل الشمالى الغربى بامتداده من العلمين وحتى السلوم، بنطاق وظهير صحراوى يمتد فى العمق لأكثر من 280 كيلومترا، ليشغل مسطح 160 ألف كيلومتر مربع، يشمل إقامة سلسلة مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية وسياحية ضخمة لتعظيم الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التى تتمتع بها.
وأكد الخبراء أن منطقة الساحل الشمالى أنعم الله عليها بمزايا عديدة قل أن تتجمع فى مكان واحد، غير أن الحياة تكاد تكون قاصرة على ثلاثة أشهر فقط خلال السنة، مشيرين إلى أنه لتعظيم الاستفادة من الساحل الشمالى واجتذاب استثمارات كبيرة لها يجب إضافة أنشطة اقتصادية أخرى مثل الصناعات الغذائية والدوائية، ومشروعات الطاقة، وغيرها.
ووفقا لبيانات رسمية، فإن الساحل الشمالى الغربى بما يمتلكه من موارد مختلفة، سوف يستوعب الزيادة السكانية خلال الـ40 عاما المقبلة، والتى تقدر بنحو 34 مليون نسمة، وسوف توفر المشروعات المزمع تنفيذها بالمخطط 11 مليون فرصة عمل حتى سنة 2052.
وبينما ظهرت بشائر التنمية فى منطقة العلمين، تعاظمت معها اهتمامات الدولة المصرية، واستمر العمل على مدار الساعة لإنجاز المشروعات الاستثمارية والتنموية حتى تحولت من أرض ألغام أطلق عليها البعض “حدائق الشيطان” إلى جنة الله على الأرض، تفوق كل مواصفات المدن العالمية.
ومما يؤكد على هذه الأجواء- التى أنعم الله بها على مصر- هو تسابق المستثمرين العرب والأجانب لاستغلال الفرص الاستثمارية الضخمة فى السواحل الشمالية الغربية لمصر، وفى القلب منها العلمين ورأس الحكمة.
وأشار الخبراء لـ”الإيكونوميست المصرية” إلى أن تكامل الأنشطة اقتصادية صناعية وزراعية وتجارية، وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك السياحية يساعد على استمرار الحياة الاقتصادية طوال العام وزيادة فرص التشغيل، وزيادة مساهمة الساحل الشمالى فى الناتج المحلى ويحول الساحل الشمالى من كنز مصر المفقود إلى الكنز القادم.
وتعتبر مدينة الساحل الشمالى من أفضل المدن الساحلية الجذابة الساحرة فى مصر لوجودها على البحر الأبيض المتوسط الذى يتمتع بالمياه الزرقاء الصافية والنقية لا تشوبها شائبة، بالإضافة إلى الرمال الصفراء الناعمة والطبيعة الخلابة الجذابة الساحرة التى تتميز بمناظر رائعة ومميزة.
كما أنها تمتلك مجموعة من أهم وأميز الشواطئ الصافية الجذابة والأجواء الصيفية المعتدلة والمميزة طوال العام التى تتناسب مع كافة المصطفين التى تجعل حياتك فى الساحل الشمالى مميزة وممتعة، لذلك تعتبر هذه المدينة هى المقصد السياحى الأول والخيار الأفضل فى مصر.
ويتميز الساحل الشمالى بوجود خمس بحيرات مميزة ومهمة من ضمن أميز البحيرات فى مصر من أصل إحدى عشرة بحيرة موجودة فى مصر، وهى: (البرلس، إدكو، المنزلة، مريوط، والبردويل)
الساحل الشمالى هى منطقة تقع فى شمال مصر يمتد على مساحة 500 كم بداية من الإسكندرية فى شرق مصر حتى السلوم فى أقصى غرب مصر على الحدود الليبية.
الدكتورة يمن الحماقى أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس أكدت أن الساحل الشمالى كنز لاشك فى ذلك فهو من أجمل بقاع العالم، لكن لا يجب أن نتصور أن الساحل الشمالى يحل مشاكل مصر الاقتصادية، حيث إن الإصلاح الاقتصادى الهيكلى هو الذى يعالج المشاكل المزمنة فى الاقتصاد مضيفة أن صفقة رأس الحكمة ساهمت فى حل أزمة نقص العملة، وأنقذت مصر من انهيار الاقتصاد.
وأضافت د. يمن الحماقى أنه لابد أن نعى الأهمية النسبية للساحل الشمالى كجزء من الإصلاح الهيكلى الاقتصادى بدلا من استثمارها فقط ثلاثة أشهر فى العام “يونيه ويوليو وأغسطس”، وبعد ذلك تجد كل المحال والمطاعم مغلقة، مشيرة إلى أن ذلك لن يتم من خلال التركيز على الأنشطة السياحية فقط، وإنما يجب إضافة أنشطة وصناعات أخرى مثل مشروع الضبعة النووية والصناعات الغذائية، وصناعة الأدوية، كما أن الساحل يمثل ظهيرا لتصدير الخضر والفاكهة فبدلا من تصديرها غير مصنعة يمكن إضافة صناعات غذائية لتصديرها مصنعة، وتحقيق قيمة مضافة وزيادة فرص التشغيل وزيادة نسبتها فى نمو الناتج المحلى الإجمالى، وهذا يجعل الساحل الشمالى مستثمرا خلال العام.
ونوهت أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس إلى أن أشهر البرد فى الشتاء تقتصر على ديسمبر ويناير وجزء من فبراير فيمكن إضافة أنشطة سياحية تجتذب السائح بالتكامل مع الأنشطة الاقتصادية الأخرى مثل الصناعة، والتجارة، وتكنولوجيا المعلومات، دون التركيز على السياحة فقط،
وذكرت د. يمن الحماقى أن تنوع الأنشطة الاقتصادية يجتذب جميع الفئات ويمكن الاستفادة من زيادة معدل النمو دون الاقتصار على فئة الأغنياء فقط، مشيرة إلى النشاط السياحى يجب أن يجد احتياجاته متاحة من أثاث ومدخلات الطعام وغيرها، وهنا يتحقق التكامل الاقتصادى من خلال التخطيط الجيد، ورفع الاستثمارات بخلق بؤرة جديدة لتصنيع احتياجاتنا محليا، وتدريب العمالة لرفع كفاءتهم بما يتيح فرص عمل جديدة لتعظيم الاستفادة من خلال تعميق الإنتاج المحلى والتنظيم الجيد.
وترتكز استراتيجية الدولة المصرية لتنمية الساحل الشمالى الغربى على الاستخدام الأمثل لجميع الموارد والمقومات فى هذا النطاق، ويتمثل ذلك فى استغلال المناطق جنوب الشريط الساحلى، بدءا من العلمين إلى السلوم فى استصلاح الأراضى بالاعتماد على مياه الأمطار والمياه الجوفية، وتنمية المدن الساحلية القائمة كمراكز تنمية رئيسية مع إنشاء مراكز سياحية عالمية.
إضافة إلى استغلال ظهير الاستصلاح الزراعى فى إنشاء تجمعات عمرانية جديدة قائمة على الأنشطة السياحية والسكنية، وأنشطة التصنيع الزراعى والتعدين، فضلا عن إنشاء عدد من التجمعات البيئية الجديدة لخدمة أنشطة سياحة السفارى، وإمكانية استصلاح ملايين الأفدنة على تحلية مياه البحر ومياه الصرف الزراعى المعالجة، لاستزراع نباتات الوقود الحيوى والأعلاف، بجانب استغلال منخفض القطارة فى التنمية المتكاملة.
من جهته، أشار الدكتور بلال شعيب الخبير الاقتصادى إلى أهمية العودة إلى مهرجانات السياحة، والتسوق حيث إن دولة مثل الإمارات قائمة على المعارض والتجارة، مؤكدا أنه يجب العودة إلى سياحة المعارض بما يتيح للسائحين الوافدين بالتسوق وتنشيط التجارة، كما أن الحركة الفندقية تساعد على نمو الاقتصاد، ويمكن الترويج للسياحة بالتعاون مع السعودية، والإمارات من خلال تذكرة واحدة لزيارة أكثر من دولة بحيث تكون السياحة نشطة طوال العام بحسب الجدول الزمنى، كما هو معمول به بين فرنسا وإيطاليا وألمانيا .
وأضاف شعيب أن تصدير العقار أحد المصادر المهمة للنقد الأجنبى والاستفادة من المزايا التى يتمتع بها الساحل الشمالى حيث يعد من أفضل المدن الساحلية الجذابة الساحرة فى مصر لوجودها على البحر الأبيض المتوسط الذى يتمتع بالمياه الزرقاء الصافية والنقية لا تشوبها شائبة، بالإضافة إلى الرمال الصفراء الناعمة والطبيعة الخلابة الجذابة الساحرة التى تتميز بمنظر رائع ومميز، فضلا عن الاهتمام بجودة المطارات وتحسين خدمات الطيران.
فيما أفاد الدكتور أحمد خطاب الخبير الاقتصادى بأن الساحل الشمالى مشروع توسعى وامتداد للاسكندرية القديمة لأنها غير قابلة للزيادة، واصفا أن الساحل الشمالى مثل تطور طبيعى عمرانى للإسكندرية القديمة، وبعد الانتهاء من العلمين يصبح مصيفا مستداما، مضيفا أن الساحل الشمالى يحتاج إلى مزيد من الاستثمارات التى تؤهله أن تكون نسبة الإشغال به 100% فى الصيف وبنسبة 50 % فى الشتاء.
وتوقع أنه خلال خمس سنوات سيكون الساحل الشمالى مؤهلا لذلك بالفعل ويجتذب قاطنى البحيرة، والشرقية، والمنوفية، والإسكندرية، لأن العمران لا يأتى فى عام واحد، كما أنها تحتاج لمزيد من الخدمات كالطعام والشراب، وكذلك النقل حتى تنخفض به تكلفة المعيشة، مشيرا إلى أن تكلفة المعيشة فى العلمين ضعف التكلفة فى أى منطقة أخرى، ولكن مع تزايد مقدمى الخدمات تتراجع تكلفتها.
ونوه خطاب إلى أن الدولة تسعى جاهدة لاستكمال البنية التحتية لتشغيل المترو والقطار السريع والكهربائى، لافتا إلى أن الساحل الشمالى مدينة جميلة وواعدة فهى بالنسبة للمناخ وكبيئة لها فرصة تنافسية أكبر من العاصمة الإدارية، لأن جوها معتدل، وقابلة لأن تكون الإسكندرية الجديدة، فعند استكمال مشروعات البنية التحتية وتشغيلها بالكامل تجتذب الأغنياء من المناطق القريبة بها، وعند ذلك تزيد فرص التشغيل، ويزيد عدد الجامعات، والمستشفيات وبعض خدمات النقل الخاصة الداخلى أو الخارجى.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *