أشرف الليثى
فى أول اجتماع للرئيس عبد الفتاح السيسى مع أعضاء الحكومة الجديدة رقم 124 فى تاريخ مصر الحديثة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، كانت هناك تكليفات محددة أولها الاهتمام بالتعليم والصحة والحفاظ على المكتسبات الأمنية التى تحققت خلال الفترة الماضية والاهتمام بالقطاع الخاص وتقديم حوافز تشجيعية له سواء القطاع الخاص المحلى أو الأجنبى والعمل على رفع المعاناة وتخفيفها من على كاهل المواطن المصرى والسيطرة على الأسعار وضبط الأسواق.
حقيقة تكليفات كلها مهمة جدا ولكن أكثر ما لفت انتباهى التركيز على أهمية استكمال ما بدأه الوزراء السابقون أو بالمعنى الأدق عدم هدم ما تم إنجازه فى الوزارة السابقة والبدء من جديد بغية نسب أى إنجاز لصاحبه الحالى وإلغاء أى عمل قام به الوزير السابق وهذه للأسف آفة مصرية بدأت منذ المصريين القدماء ومستمرة حتى يومنا هذا ولكن فى هذا العصر أصبحت تلك الآفة غير مقبولة بالمرة لأن ذاكرة التاريخ من الصعب محوها ومنصات التواصل الاجتماعى بسهولة جدا تذكرك بأى إنجاز سابق فلم يعد الوزير الحالى هو من بدأ كتابة التاريخ فى وزارته.
أقولها مرارا وتكرارا لابد من أن تكون هناك استراتيجية واضحة وثابتة لكافة قطاعات الدولة خاصة ما يتعلق بالتعليم يقوم بتنفيذها من يتبوأ منصب الوزير الذى تكون مهمته الأساسية تنفيذية وليس هدم ووضع استراتيجية جديدة.
عانينا كثيرا من تفخيم الذات ومحو تاريخ من سبقونا فى كافة مناصب الدولة والتغنى بأمجاد من يجلس على الكرسى الملهم الفذ الذى بمجرد نزوله ينقلب الجميع ضده وتظهر مساوئه سواء حقيقية أو من وحى خيال حاملى المباخر من المنافقين.
حان وقت تغيير ثقافة المجتمع المصرى وتغيير ثقافة one man show واستبدالها بالعمل الجماعى حتى يصبح الجميع مشارك فى تحمل المسئولية والوزير أو من يتولون المناصب القيادية يعملون فقط من أجل خدمة المواطنين ذلك هو الهدف الأساسى للحكومة كلها كما جاء فى القسم مراعاة مصالح الوطن والمواطنين.
فى كثير من دول العالم الوزير يطلق عليه خادم الشعب وطوال فترة خدمته يضع هذا الشعار نصب عينيه وعلى مكتبه وفى كل مكان داخل الوزارة الجميع يجب أن يدرك أن الهدف الأساسى هو خدمة الشعب والتخفيف من على كاهل المواطنين والبحث عن أيسر الطرق لحل مشاكلهم .
هناك علامات مضيئة فى وزارات مختلفة لمسئولين أخلصوا فى خدمة المواطنين ولم ينساهم الناس رغم مرور سنوات طويلة على رحيلهم مثل أحمد رشدى وزير الداخليأ الأسبق، وحسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق، وأسامة الباز مستشار الرئيس الأسبق، وعبد الغنى الجمسى رئيس أركان الجيش المصرى الأسبق، والمشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق، واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات الأسبق، والدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق وصاحب برنامج الإصلاح الاقتصادى فى بداية التسعينيات من القرن الماضى.
التاريخ سيظل يذكر كل وطنى قدم خدمات صادقة للوطن وكان يعمل بصدق من أجل المواطن المصرى فلا تشغل بالك أيها الوزير بكتابة تاريخك بنفسك واترك عملك الصالح يتحدث نيابة عنك هذا هو الأبقى ولن يستطيع كائن من كان أن يمحوه.