منال المصرى
اختتم البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) اجتماعاته السنوية 30 أكرا عاصمة غانا، من 18 إلى 21 يونيو 2023 والتي شهدت حضور كبير ممثلين عن 65 دولة ومؤسسات مالية دولية وإقليمية وفي مقدمتهم نانا أدو دانكوا أكوفو-أدو رئيس غانا، والدكتور بنديكت أورما رئيس مجلس إدارة أفريكسيم بنك وحسن عبدالله نائب محافظ البنك المركزي، والدكتور محمد معيط وزير المالية، ووامكيلي ميني الأمين العام لأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ( (AfCFTA، وبجضور بعض رجال الأعمال والمتخصصون في الصناعة المصرفية والفاعلون في التجارة والتمويل التجاري.
وسلمت مصر في آخر الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك” رئاسة الجمعية العمومية للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك” إلى دولة غانا.
وناقشت جلسات اجتماعات أفريكسيم بنك بعض الموضوعات منها شحذ الجهود على وجه السرعة لتطبيق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية،وما الذي تحتاجه أفريقيا لتغذي نفسها – التغلب على تحديات الأمن الغذائي من أجل التنمية المستدامة في أفريقيا، ومزايا المؤسسات المالية القارية القوية- نحو رؤية موحدة لازدهار الأفارقة، وممر وسطى جديد للأفارقة – وتعزيز الترابط بين أفريقيا ومواطنيها في الخارج من أجل الرخاء المشترك، ومن الآباء إلى الأبناء: تحقيق رؤية عموم أفريقيا عبر الأجيال، والرياضة كفرصة جديدة للنمو الشامل، ودروس من التاريخ كفرصة للمستقبل – تأملات من أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي.
وقال نانا أدو دانكوا أكوفو-أدو رئيس غانا إن القارة الأفريقية لن تكون قادرة على تحقيق أهدافها التنموية ما لم يكن لديها مؤسسات مالية إنمائية قوية.
واضاف خلال كلمته باجتماعات (أفريكسم بنك) أن مؤسسات التنمية المالية في إفريقيا ظلت تعاني من نقص كبير في رأس المال وإن هذه المؤسسات بحاجة إلى رأس مال مناسب وأن يكون لديها تنسيق فعال مع الاتحاد الأفريقي حتى تتمكن من تقديم أداء فعال للقارة.
وأشار أكوفو أدو إلى أن بنكًا مثل “التصدير والاستيراد الصيني” لديه رأسمال بقيمة 54 مليار دولار في حين أن “أفريكسم بنك” يبلغ رأسماله 6 مليارات دولار فقط، داعيا الدول الأفريقية والأفارقة للمساهمة في مبادرة رأس المال العام لأفريكسم بنك من خلال الاكتتاب في الأسهم المخصصة لهم.
وأشاد الرئيس أكوفو أدو بأفريكسم بنك لدوره التحفيزي في إفريقيا، داعيا لأن يسعى لتحسين تصنيفه مع وكالات التصنيف الائتماني من أجل تعزيز عملياته والقدرة على العمل باستمرار لصالح إفريقيا والأفارقة بدول المهجر في الكاريبي.وتعهد أكوفو أدو بالعمل على أن يحظى “افريكسم بنك” بوضع خاص في الاتحاد الأفريقي تقديراً لدوره ومساهماته في القارة واصفا الاجتماعات السنوية الثلاثين للبنك AAM2023بأنها حدث عابر للقارات، إثر مشاركة العديد من دول الكاريبي الذين أصبحوا أعضاء بشكل كامل في البنك بعد توقيع اتفاقيات الشراكة مع المؤسسة.
قال بنديكت أورما، رئيس مجلس إدارة البنك الأفريقي للإستيراد والتصدير “أفريكسيم بنك”، إن البنك ضخ منذ نشأته أكثر من 100 مليار دولار في 30 عاما الماضية بهدف تمويل التجارة البينية ومشروعات البنية التحتية بين الدول الأفريقية.
وأوضح خلال كلمته في الاجتماعات السنوية، أن البنك يستهدف مضاعفة إجمالي الأصول والضمانات من 30 مليار دولار حاليا إلى 60 مليار في 6 سنوات، حيث بلغ إجمالي حقوق الملكية للبنك نمت لتسجل 32 مليار دولار خلال شهر يونيو الجاري.
وتناول بنديكت أهم أولويات البنك التي تتمثل في إقامة منطقة تجارة حرة بين مختلف الدول الافريقية وإنشاء اتحاد المدفوعات والمقاصة لعموم أفريقيا ووضع تعريفة خارجية مشتركة لحماية الصناعات الناشئة وإنشاء صندوق لتثبيت أسعار المواد الخام.
كما تشمل أولوياته تنمية التجارة بين البلدان الأفريقية من خلال تنظيم المعارض التجارية الأفريقية والمشاركة فيها ومن خلال منح تسهيلات النقل والعبور ؛ والتحرير التدريجي للعملات الوطنية من جميع المرفقات الخارجية غير الفنية وإنشاء منطقة نقدية أفريقية.
وقال رئيس مجلس إدارة البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير “أفريكسيم بنك”، إن أفريكسيم بنك يخطط مضاعفة حجم التمويلات المخصصة لتمويل التجارة البينية بين الدول الأفريقية (الإستيراد والتصدير) من 20 مليار دولار التي تم ضخها في 5 سنوات ماضية إلى 40 مليار دولار بنهاية 2026.
وأوضح، أن مضاعفة أفريكسيم بنك تمويلات دعم التجارة البينية بين الدول الأفريقية تأتي مدفوعة من دعمه لسرعة تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وسد الفجوة الكبيرة في تمويل التجارة بين البلدان الأفريقية.
وأشار إلى أن البنك ضخ تمويلات ‘للدول الأفريقية خلال منذ 2020 و2022 بنحو 45 مليار دولار بهدف مواجهة التبعات السلبية لفيروس وأزمة أوكرانيا بما ساعد العديد من الحكومات والبنوك المركزية والتجارية والشركات والشركات الصغيرة والمتوسطة على التغلب على الآثار المجمعة لهذه الأزمات.
وأوضح بنديكت، أن البنك قدم حزمة تمويلات بقيمة 2.9 مليار دولار لشركات مقاولات مصرية لتنفيذ مشروعات كبرى في أفريقيا حيث ساهم في تمويل شركات مصرية لبناء سد تنزانيا، وواردات الأسمدة الفوسفاتية من المغرب إلى نيجيريا وإثيوبيا.
وبحس بنديكت أورما يعمل البنك مع منظمة المعايير الإقليمية الأفريقية (ARSO) لمواءمة معايير التجارة عبر إفريقيا.
وأعلن البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير، “أفريكسيم بنك” إطلاق منصته الجديدة للتأمين “Afrexinsurance” والتي ستوفر خدمات التأمين المتخصصة للشركات في جميع أنحاء الدول الأفريقية خلال أولى فعاليات الاجتماعات السنوية الثلاثين للبنك الأفريقي الاستيراد والتصدير الذي ينعقد على مدار 3 أيام.
وقال بنديكت أورما رئيس مجلس إدارة “أفريكسيم بنك”، إن منصة التأمين ستعمل جنبًا إلى جنب مع خدمة نظام الدفع والتسوية الأفريقي (PAPSS) لأفريكسم بنك وخدمات الاستثمار في الأسهم.
ووصف جوناس موشوشو رئيس مجلس إدارة الشركة المنشأة حديثًا Afrexinsuranceالتأمين بأنه أحدث سلاح مالي في إفريقيا”، حيث تساهم في تلبية احتياجات أولئك الذين يمولون التجارة في أفريقيا”.
وشركة Afrexinsurance هي المنصة الثامنة لمجموعة “أفريكسم بنك”، والتي تضم صندوق تنمية الصادرات في إفريقيا (FEDA)، والذي يتخذ من كيجالي رواندا مقرا له، بحسب جوناس.
وتم تأسيس FEDA لتوفير رأس المال والقروض بهدف سد فجوة التمويلات التي تقدر بمليارات الدولارات اللازمة لتعزيز قطاع التجارة في إفريقيا.
ومن خلال شركة التأمين الجديدة، سيعمل “أفريكسيم بنك” على توسيع ترسانته المالية لدعم الأعمال التجارية في إفريقيا، ليمثل علامة فارقة في أهداف المؤسسة لتعزيز التجارة والتنمية الاقتصادية في القارة، بحسب موشوشو.
وقال أيمن الزغبي، رئيس قطاع تمويل التجارة البينية والاستثمار و الشركات في البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك”، إن محفظة القروض القائمة حاليا لمصر تبلغ حوالي 7 مليارات دولار حتى شهر يونيو الجاري لتمويل عدد من مشروعات البنية التحتية والتجارة البينية والصغيرة والمتوسطة.
وأوضح الزغبي، في تصريحات صحفية على هامش الاجتماعات السنوية للبنك في أكرا عاصمة غانا، أن مصر تستحوذ على حصة بين 16% إلى 17% من إجمالي محفظة قروض البنك باعتبارها من أكبر المساهمين في رأس مال البنك.
وأضاف الزغبي أن محفظة قروض البنك حققت زيادة خلال العام الجاري بنحو 6 إلى 7 مليارات دولار مقارنة بالعام السابق لتسجل إجمالي المحفظة حاليا 33 مليار دولار.
وبحسب أيمن الزغبي، يدرس البنك حاليا إسناد تمويل مشروعات بنحو 4 مليارات دولار إلى شركات مصرية لتنفيذ مشروعات بنية تحتية وسياحية.
وتقع هذه المشروعات المرتقبة في دول أفريقية مختلفة منها جيبوتي ونيجيريا والسنغال وتنزانيا ودول الكاريبي بالتعاون مع شركات مصرية مثل السويدي إليكتريك وحسن علام وسامكريت والمقاولون العرب، وسامكو للمقاولات، بحسب ما قاله أيمن الزغبي.
وأوضح الزغبي أن البنك خلال الأيام القادمة بصدد التوقيع على تمويل بنحو 40 مليون دولار لصالح دولة جزر القمر لإنشاء فندق ومنتجع سياحي والذي يقوم بتنفيذه شركة الرواد التابعة لمجموعة السويدي.
قال معتز المقدم رئيس شركة إيفرجرين إيجيبت يونايتد، إن الشركة حصلت على قرض بقيمة 30 مليون دولار من البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك” لتمويل مشروع استزراع سمكي في شرق التفريعة.
وأوضح في تصريحات صحفية خلال الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد المنعقد في أكرا عاصمة غانا، أن مشروع الاستزراع السمكي في شرق التفريعة يستهدف إنشاء مفرغ بحري بما لديه من 100 قفص وبما يقرب من 6 آلاف قفص لاستزراع سمك وجمبري.
وإيفرجرين إيجيبت يونايتد هي إحدى شركات مجموعة “Guangdong Evergreen Group” وتحتل المرتبة 28 في مجال أعلاف الأسماك كشركة عالمية لتربية الأسماك، وتسعى إلى حل مشكلة الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك في الثروة السمكية المصرية، بحسب موقعها الإلكتروني.
وقال رئيس شركة إيفرجرين إيجيبت يونايتد، إن الشركة حصلت بخلاف تمويل شرق التفريعة على تمويلات أخرى من “أفريكسيم بنك” بنحو 240 مليون دولار لإنشاء مشروعات استزراع سمكي في زنجبار وجنوب أفريقيا.
وأوضح أن قيمة القرض المخصص لجزيرة زنجبار التابعة لدولة تنزانيا يبلغ 90 مليون دولار لإنشاء أول مدينة سمكية محلية بهدف تصدير الإنتاج من الأسماك إلى مصر.
أما القرض المخصص لمشروع جنوب أفريقيا يبلغ 150 مليون دولار لإنشاء مشروع استزراع سمكي في أقفاص بحرية (سمك وجمبري).
وسجلت استثمارات شركة إيفرجرين إيجيبت يونايتد 120 مليون دولار في مشروعي غليون وشرق التفريعة، بحسب معتز المقدم.
قال جمال نجم، نائب محافظ البنك المركزي المصري، إن أفريقيا تواجه عددا من التحديات بسبب ما خلفته التبعات السلبية لفيروس كورونا والضغوط التضخمية والتي زادت من صعوبتها التوترات الجيوسياسية.
وأوضح خلال كلمته التي ألقاها بالنيابة عن وزير المالية الدكتور محمد معيط، في الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للاستيراد والتصدير “أفريكسيم بنك”، “أننا في حاجة إلى دفع تنمية التجارة بين الدول الأفريقية والصناعة وسط زيادة مخاطر التغير المناخي، وضغوط الدين في العديد من الدول الأفريقية وما تبع ذلك من تأثير سلبي على الصادرات الإفريقية”.
وأضاف نجم أن هناك حاجة كبيرة لتحسين المرونة لدى الدول الافريقية لتخطي الأزمات العالمية، وهنا يأتي دور البنك الافريقي للتصدير والاستيراد، والذي وضع خطة استراتيجية مستهدفة للفترة بين عامي 2022 و2026 التي ركزت على التجارة البينية والصناعة الإفريقية، لتحقيق الريادة القارية في مجال التجارة والاستدامة المالية.
وأوضح أن استراتيجية البنك الجديدة التي أطلقها في 2022 ساهمت في تنمية وتطبيق إجراءات وحلول جديدة لتخفيف التداعيات العالمية عن القارة الأفريقية.
وأشار نجم إلى أن اختيار شعار الاجتماعات السنوية للبنك لهذا العام تحت عنوان “تقديم الرؤية: بناء الرخاء للأفارقة” يؤكد على الجهود التي تبذلها مؤسسات مثل البنك الافريقي للتصدير والاستيراد من اجل تكامل إفريقيا وسلامها ورفاهيتها.
كما يبرز عنوان الاجتماعات توافقا مع أجندة الاتحاد الإفريقي المستهدفة 2063 باعتبارها واحدة من المؤسسات القارية والإقليمية الفاعلة في تطبيق رؤية الاتحاد الإفريقي، بحسب نائب محافظ البنك المركزي.