الإيكونوميست المصرية
جيرمين عامر….بقلم: أشرف الليثى

جيرمين عامر….بقلم: أشرف الليثى

بقلم: أشرف الليثى
فى 29 يونيه عام 2006، صدر قرار فاروق العقدة محافظ البنك المركزى فى ذلك الوقت بدمج ثلاثة كيانات ضعيفة وهى البنك المصرى المتحد والمصرف الإسلامى للتنمية والاستثمار وبنك النيل فى كيان واحد تحت اسم المصرف المتحد تمهيدا لطرحه للبيع، وكان من الضرورى تشكيل فريق عمل قوى لتنفيذ هذا الهدف وكان على رأس هذا الفريق محمد عشماوى الذى بدأ فى تشكيل فريق العمل المناسب، وجاء الدور على إدارة الاتصال التى ستتولى تغيير صورة الكيان الجديد فى السوق المصرفية المصرية، ولم يتوان عشماوى فى الاستعانة بشابة نابهة تعمل فى بنك CIB وعلى الفور تم استدعاء جيرمين عامر لتتولى إنشاء إدارة الاتصال المؤسسى والتى لم يكن لها أى وجود فى البنوك الثلاثة.
جيرمين عامر نشأت فى بيئة إعلامية من طراز مختلف؛ فوالدها الأستاذ حسن عامر أحد رموز الأسرة الصحفية ورائد من رواد الصحافة الاقتصادية ومؤسس الصحافة الرقمية، وهذه البيئة ساعدتها كثيرا على تشكيل وجدانها وشخصيتها وعلمتها كيف تصل إلى الجمهور المستهدف باستخدام أقصر الطرق وبأفضل الكلمات ولذلك عندما وضعت استراتيجية طموحة تعتمد على عنصريين هامين؛ الأول الاتصال الداخلى بين أعضاء الكيان الجديد وكيفية انصهار الجميع داخله وتغيير نمط الانتماء للكيانات القديمة والتحدث فقط باسم الكيان الجديد، والعنصر الآخر كيفية تحسين صورة الكيان الجديد فى السوق الخارجية والاتصال بوسائل الإعلام المختلفة وتشكيل وعى مختلف لدى الجمهور عن كيان يندمج فيه ثلاثة بنوك كانت تعانى من مشاكل كثيرة ومتعددة.
التحدى كان صعبا للغاية خاصة فيما يتعلق بموظفى الكيان الجديد الذين عملوا سنوات طويلة تحت مسمى بنوك مختلفة وبين ليلة وضحاها وجدوا أنفسهم ينتمون لكيان جديد، ومع صعوبة التحدى كان لإدارة الاتصال المؤسسى التى تم تشكيلها اعتبارا من عام 2007 الدور الكبير فى صهر هؤلاء ليس فقط فى الكيان الجديد بل والتحدث بلغة الجماعة تحت اسم الكيان الجديد المصرف المتحد وذلك من أجل انتشاله من المشاكل الضخمة التى كانت تواجهه خاصة الديون المتعثرة التى أصبحت تشكل العائق الأكبر لنمو هذا الكيان.
وواصلت جيرمين عامر الليل بالنهار من أجل تنفيذ الاستراتيجية الجديدة للمصرف المتحد واستخدمت الطرق العلمية الحديثة من أجل جعل الجميع يتحدث بلغة واحدة فقط تتمثل فى إنكار الذات أولا وتعظيم دور كل فرد حتى لو كان موظفا بسيطا وإقناع كل فرد ينتمى للكيان الجديد بأنه أصبح سفيرا للمصرف المتحد وعليه أن يتصرف من هذا المنطلق، وبالفعل حققت تلك الخطة نتائج مبهرة خاصة بعدما تولى رئاسة المصرف أشرف القاضى عام 2016 وانتقل بالمصرف لمرحلة جديدة تحقق الربح لأول مرة بعدما كانت المخصصات تستولى على كافة أرباح البنك.
ركزت جيرمين عامر وبذكاء غير طبيعى على الهدف الثانى وهو تحسين صورة المصرف فى السوق المصرية وتشكيل وعى جديد لدى الجمهور وإظهار نقاط القوة التى يتمتع بها والتركيز عليها والوصول إلى العملاء المستهدفين للمصرف واستخدام كافة الأدوات الإعلامية والإعلانية بطرق حديثة حتى تغيرت تماما صورة المصرف المتحد فى السوق وأصبح موجودا وسط الكبار وصار يمتلك الآن شبكة من الفروع بلغ عددها 65 فرعا تنتشر بجميع أنحاء الجمهورية.
وأصبح للمصرف المتحد إدارة اتصال مؤسسى من أقوى الإدارات بين البنوك العاملة فى مصر وترأسها جيرمين عامر ويعمل فيها مجموعة من الشباب المتميز؛ هيثم محمد وحنان ممدوح وأحمد محمود وكريم عامر وريم سيف، وتتحدث جيرمين بكل فخر عن تلك الإدارة إلا أنها دائما ما تشدد على أنهم مازالوا فى بداية المشوار وأنهم لم يحققوا شيئا رغم كل تلك النجاحات التى أثمرت فوز إدارة الاتصال المؤسسى بالمصرف المتحد بجوائز عديدة من جهات إعلامية مختلفة.
ونفخر نحن فى مجلة “الإيكونوميست المصرية” بأن نساهم فى إبراز دور جيرمين وإدارتها فى تحسين صورة المصرف المتحد فى السوق المصرفية المصرية وأيضا لدى جمهور العملاء، ولا نملك سوى أن نؤكد أن الجهاز المصرفى المصرى يفخر بأن يكون من بين أبنائه شخصية مميزة مثل جيرمين عامر.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *