الإيكونوميست المصرية
حنين ————— بقلم: حورية كامل

حنين ————— بقلم: حورية كامل


بقلم: حورية كامل
يتملكنى الحنين إلى بلدى عند وصولى لصالة المغادرة.. نعم يبدأ الحنين إلى مصر من على أرضها عند استعدادى للمغادرة، بالرغم من أننى أنتقد بعض السياسات (قرارات الحكومة أقصد)، وبعض الأنماط البشرية، كما أنتقد وبشدة ما آل إليه كثير من أهل بلدى من انقسامات وعادات استهلاكية خليجية وغربية لا تخص مجتمعنا ولا تعبر عن هويتنا الأصلية.
وفى جلسة خارج الديار المصرية جمعتنى بأجانب ودائما أجد السؤال بشغف عن مصر، عن المصريين، عن مستوى رضاهم، عن السيسى وماذا يرى المصريون فيه.
أسئلة تنصب على رأسى من كل حدب وصوب وكأنى المستشار الإعلامى لكل مؤسسات البلد وحتى الرياسة!! أو كأن مصر قرية صغيرة تعلم فيها جاموسة محمد ابن أبو سويلم ولدت إيه!!
لكن تأدبا يجب أن أرد، فتكون إجاباتى عائمة بعض الشىء (وهو يعنى أنا فى مطبخ الحكومة والرياسة والوزراء؟! ولأنى مصرية أصيلة فلابد من الفتى) وأبدأ بسرد ماتم إنشاؤه فهو ملء السمع والبصر من مدن وطرق وكبارى وأنفاق ومانتمتع به من أمن وأمان عما سبق فى السنوات الغابرة، وأنهى حديثى ضاحكة بأن مصر تجد أهلها جميعهم بالشوارع ليل نهار ولايوجد أحد يقبع ببيته سواى، ولكن مواقع التواصل الاجتماعى تظهر السخرية الشديدة الممزوجة بمرارة أحيانا، لأن هذه طبيعتنا نحن المصريين؛ ساخرون ونسخر من أى شىء، وإن لم نجد مانسخر منه نبدأ بالسخرية على أنفسنا، فأجاب أحدهم: “نعم هذا ماتفلحون به السخرية وفقط!” فأكملت حديثى متجاهلة هذا التعقيب من أحدهم وأردفت بأننا برغم سخريتنا الدائمة وانقساماتنا الظاهرة، فإننا فى وقت الخطر ووقت الشدائد نلتف جميعا متحدين ونكون على قلب رجل واحد ولا حتى نتذكر اختلافاتنا وانقساماتنا، وجدت جميع الجلوس يصدقون على كلامى مرددين: “بالفعل أنتم هكذا تنسون كل شىء وتكونون جبهة واحدة فى وجه أى خطر أو شدائد”.
شعرت بالسعادة والفخر كونى مصرية من نسيج الأرض الطيبة الجميلة، ويجعله عامر عليكم يا مصريين يا شعب لا يُغلب، شعب قاهر طارد لأى معتد أو حتى شامت، تحيا مصر أرضا وشعبا، ويجعله عامر عليكم يامصريين يا أجمل شعب ويجعل كلامنا خفيف عليكم.

Related Articles