كتب: أشرف الليثى
أكد المهندس خالد شومان المدير التنفيذى لجمعية قطن مصر فى حديث خاص لمجلة “الإيكونوميست المصرية” أن مصر على الطريق الصحيح نحو استعادة القطن المصرى عرشه عالميا فى ظل اهتمام القيادة السياسية بقطاع الغزل والنسيج والجهود الضخمة التى تبذلها الحكومة الآن ممثلة فى وزارة التجارة والصناعة ووزارة الزراعة فضلا عن الاستثمارات الضخمة لوزارة قطاع الأعمال فى قطاع الغزل والنسيج وعمليات تطوير وتحديث المحالج لا شك جميعها عوامل مهمة لمصلحة النهوض بالقطن المصرى وتعظيم قيمته الاقتصادية.
وأضاف أنه فى إطار سعى جمعية قطن مصر الدائم لاستعادة القطن المصرى مكانته وعرشه عالميا، وقعت الجمعية اتفاقية شراكة مع شركة وندرمان تومسون مصر (Wunderman Thompson Egypt) من أجل الاستفادة من خبراتها التسويقية لتعزيز مكانة القطن المصرى عالميا ووضع استراتيجية لبناء العلامة التجارية وتعزيزها، وإدارة العلاقات العامة وتوحيد صورة القطن المصرى فى مختلف الأسواق العالمية باستخدام أساليب إبداعية مبتكرة.
وقال المهندس خالد شومان إن هذه الشراكة بين الجمعية وشركة وندرمان تومسون مصر تأتى تتويجا للجهود المبذولة لاستعادة القطن المصرى مكانته العالمية والتى أدت لاعتبار مصر من الدول المعتمدة رسميا ضمن مبادرة قطن أفضل منذ منتصف عام 2020.
وأضاف أن جمعية قطن مصر تسعى لاستعادة القطن المصرى لعرشه كما كان فى العقود السابقة وتعظيم القيمة المضافة له وذلك عن طريق برامج الحماية والترويج والحفاظ على شعار القطن المصرى فى كافة سلاسل الإمدادات من قطن وغزل ونسيج ومنسوجات منزلية وملابس جاهزة.
جدير بالذكر أن جمعية قطن مصر هى جمعية أهلية تعمل على إدارة شعار القطن المصرى المملوك لكل من وزارة التجارة والصناعة واتحاد مصدرى الأقطان من خلال إدارة مشتركة مع مالكى العلامة والشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس الجاهزة ووزارة الزراعة والمجلس الأعلى للصناعات النسجية.
وحول سؤال عن سبب اختيار الجمعية لشركة وندرمان تومسون للقيام بهذه المهمة، قال المهندس خالد شومان: “تحرص جمعية قطن مصر على اختيار شركائها بعناية فائقة وقد تم التعاقد مع شركة Wunderman Thompson كونها من أكبر الشركات العالمية الرائدة فى مجال الدعاية والإعلان والتى تعمل من خلال 90 فرعا على مستوى العالم ونجحت فى تسويق كبرى العلامات التجارية فى مختلف المجالات. وستقوم الشركة بتنفيذ حملات تسويقية فى مصر وأمريكا وأوروبا واليابان ودول الخليج العربى لزيادة نشر الوعى بجودة المنتجات المصنوعة من القطن المصرى والتعريف بأهمية وجود شعار القطن المصرى للتأكد من أن المنتجات ليست مغشوشة مما سيكون له مردود إيجابى على زيادة الطلب على المنتجات المصنوعة من القطن المصرى بنسبة 100%”.
وقال المهندس خالد شومان إن جمعية قطن مصر تفخر بأنها كانت لها الريادة فى الترويج والتوعية بمبادرة القطن المصرى الأفضل نظرا لرغبة أصحاب سلاسل التجزئة العالمية فى إنجلترا وباقى الدول الأوروبية والولايات المتحدة فى الحصول على قطن مصرى مستدام، وقامت شركة John Lewis بتنسيق أول اتصال للجمعية مع منظمة BCI، موضحا أن جمعية قطن مصر تدير حاليا بالشراكة مع اليونيدو مجموعة العمل الخاصة بمشروع القطن المصرى حيث أصبحت مصر رسميا عضوا فى مبادرة BCI.
وقامت الجمعية أيضا بتنظيم زيارة ضمت كبار مصنعى الغزل والنسيج والماركات العالمية لمحلج القطن المطور بالفيوم حيث ضمت الزيارة عددا من ممثلى الماركات العالمية وهم Christian Dior و Hugo Boss و Albini و Stella Mc Cartney و Marks & Spenser و John Lewis و Dunelm وغيرهم للإطلاع على الإجراءات القوية وغير المسبوقة التى تتخذها الحكومة المصرية فى تطوير المحالج والمصانع فى قطاع الصناعات النسجية لاسترجاع أمجاد مصر فى صناعة الغزل والنسيج والاستفادة من الميزة التنافسية الفريدة لأعظم قطن فى العالم .. الذهب الأبيض.
وحول سؤال عن الإجراءات التى اتخذتها الجمعية خلال الفترة الماضية للترويج للقطن المصرى، قال المدير التنفيذى لجمعية قطن مصر: “بالفعل قامت الجمعية بدور فعال فى هذا الإطار حيث تمت المشاركة فى المؤتمرات الدولية للقطن والمعارض المتخصصة فى مجال الصناعات النسجية مثل معرض هايم تكستيل بألمانيا وهوأكبر معرض متخصص فى المنسوجات المنزلية و معرض بريمير فيزيون بفرنسا وهو من أكبر المعارض المتخصصة فى مجال الغزل والملابس الجاهزة وذلك لتعظيم القيمة المضافة للقطن المصرى لكى يتم تصديره بعد تصنيعه مما يعود بالنفع على الاقتصاد القومى. كما حرصت الجمعية على لقاء كبار سلاسل التجزئة وحضور المؤتمرات الدولية للقطن وإلقاء المحاضرات للتعريف بشعار القطن المصرى و كيفية التأكد من أن المنتجات مصنوعة بالفعل من قطن مصرى وحث المصنعين والتجار على استعمال القطن المصرى”.
كما قامت الجمعية بالتعاقد مع السيد / جيسى كيرلى كمستشار لها فى الولايات المتحدة الأمريكية بسبب خبرته لمدة 36 عاما فى إدارة منظمة سوبيما وهى المسئولة عن ترويج القطن الأمريكى البيما المنافس الأول للقطن المصرى فضلا عن سمعته الطيبة وعلاقاته بكبار تجار التجزئة فى أمريكا والمصنعين العالميين فى جميع أنحاء العالم.
ومن شركاء الجمعية فى النجاح شركة بيروفريتاس وهى شركة من أكبر الشركات العالمية الرائدة فى مجال الفحص الفنى وتمتلك 160 فرعا حول العالم وتم وضع آليات واشتراطات جعلت تجار التجزئة العالميين يثقون فى شعار القطن المصرى ويشترطون على مورديهم الحصول على ترخيص استخدام شهادة حق استخدام الشعار وذلك ليطمئنوا من أن منتجاتهم بالفعل مصنوعة من 100% قطن مصرى وأن مورديهم قاموا باتباع كافة الإجراءات ليحصلوا على تلك الشهادة من حيث إجراءات سحب وفحص العينات وتقديم المستندات التى تثبت شراء الكميات المناسبة من قطن مصرى مع كميات المنتجات التى تصنعها الشركة ووجود نظام كودى يسمح بتتبع القطن المصرى بشفافية كاملة خلال جميع مراحل الإنتاج.
وحول النتائج التى تحققت على مدى السنوات الماضية نتيجة هذه الجهود الضخمه التى قامت بها جمعية قطن مصر لإدارة شعار القطن المصرى، قال خالد شومان: “إنه بفضل هذه الجهود زادت ثقة العملاء الأجانب فى المنتجات التى تستخدم القطن المصرى وزاد عدد العملاء الأجانب الحاصلين على ترخيص استخدام الشعار خلال عام 2020 بنسبة 40% رغم التحديات التى واجهت الاقتصاد العالمى بسبب جائحة كورونا”.
وفى سؤال حول الدور الرقابى الذى تقوم به جمعية قطن مصر من أجل حماية القطن المصرى وشعاره، قال المدير التنفيذى لجمعية قطن مصر: “بالفعل تم وضع عدة معايير دقيقة للتأكد من أن المنتج المقدم إلى المستهلك والذى يحمل ترخيص وضع شعار القطن المصرى عليه مصنع من 100% قطن مصرى، فمنذ البداية عملت الجمعية على حماية شعار القطن المصرى من عمليات الغش التى كانت منتشرة فيما سبق حيث كانت تبلغ نسبة الغش فى المنتجات المطروحة بالأسواق وتحمل شعار القطن المصرى ما يقرب من 90% من الكمية المطروحة ولكن بعد أن قامت الجمعية بدعم وتمويل استكمال الأبحاث العلمية للتوصل إلى اكتشاف البصمة الوراثية والمتعارف عليه بتحليل DNA للقطن المصرى والتى ساعدت على محاربة الغش التجارى حيث كانت تقوم شركات عديدة بخلط القطن المصرى بأنواع أخرى من أقطان أقل جودة وسعر وكانت تقوم ببيعها بالأسواق على أنها مصنوعة من 100% قطن مصرى. أما الوضع الحالى فإن الجمعية تقوم بحماية القطن المصرى وشعاره وملاحقة الشركات التى تسىء استخدامه أو شعار القطن المصرى قضائيا، وعندما يتم اكتشاف أى غش من خلال تحليل المنتجات بالبصمة الوراثية تقوم الجمعية بالاتصال بسلاسل محلات التجزئة والمحلات الكبرى على مستوى العالم وعلى الفور يتم رفع هذه المنتجات حفاظا على سمعة القطن المصرى كما تتم ملاحقة الشركات المخالفة قضائيا مما ساهم بشكل كبير جدا فى انخفاض حالات الغش”.
من جانبه، قال هانى شكرى المدير التنفيذى لمصر وشمال أفريقيا بشركة وندرمان تومسون مصر: ” إننا نشعر بالحماس الشديد لشراكتنا مع جمعية قطن مصر التى تهدف إلى استعادة القطن المصرى لمكانته المرموقة”.
وأضاف: “نحن متحمسون بشدة لشراكتنا هذه ونشعر بالسعادة العارمة من أجل تحقيق هدف واحد وهو استعادة القطن المصرى لمجده”.