ولاء جمال
تمثل سيناء قلب مصر النابض وركيزة أساسية لتنميتها الاقتصادية والاجتماعية، فهى ليست مجرد أرض؛ بل منجم للثروات الطبيعية ومقومات استثمارية هائل.ة
وقال الخبراء: إن جهود التنمية الشاملة التى شهدتها سيناء فى السنوات الأخيرة، من تطوير البنية التحتية والموانئ إلى السياحة والزراعة والصناعة، تجعلها محورا حيويا لتعزيز الاقتصاد والأمن القومى.
وأكد وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسى أن سيناء تمثل بقعة عزيزة وغالية على مصر، وتنميتها ليست مجرد خيار اقتصادى؛ بل ضرورة مُلحَّة قبل أى اعتبار آخر.
فتنمية سيناء تحمل أهمية اقتصادية حقيقية يمكن أن تسهم فى تعزيز الاقتصاد الوطنى بشكل كبير، لأن سيناء تمتلك مقومات طبيعية ضخمة، فهى منجم للثروات والموارد المعدنية، وتحتوى على مواد خام يمكن استغلالها فى مختلف الصناعات، من التعدين إلى الصناعات التحويلية.
وأضاف جاب الله أنه على مر السنوات السابقة، كانت هناك محاولات محدودة لتنمية سيناء، واقتصرت على بعض المشروعات السياحية فى الجنوب والمناطق التعدينية، ولم تشمل باقى الأراضى ولا تمس التنمية الشاملة، ومع تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم، شهدت سيناء نهضة شاملة ضمت الشمال والجنوب والشرق والغرب، وتم دمج جهود التنمية مع مشروع محور قناة السويس، لتصبح سيناء جزءًا محوريًا من خطط التنمية الاقتصادية الوطنية.
وأبرز ما تحقق على أرض الواقع، ربط سيناء بالداخل المصرى عبر خمسة أنفاق جديدة، إلى جانب تطوير نفق الشهيد أحمد حمدى، مما ساهم فى تسهيل حركة المواطنين والبضائع بين سيناء وباقى أنحاء مصر، كما تم تطوير عدد من المعديات والجسور، وإعادة تشغيل قطار السكك الحديدية الذى يربط القاهرة بسيناء، الأمر الذى جعل الوصول إلى سيناء أكثر سهولة ويسرًا.
وأوضح أن هذا الربط مرتبط بتطوير شبكة طرق واسعة داخل سيناء، بحيث أصبح الانتقال داخل المحافظة أسرع بكثير، مما عزز من حركة الاستثمارات والتنمية العمرانية فى مختلف المناطق.
ومن الناحية السياحية، أكد عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسى أنه لم تغفل خطط التنمية المقومات السياحية الفريدة لسيناء، فقد تم تطوير مناطق شرم الشيخ وسانت كاترين، وكذلك إضافة غرف سياحية جديدة ومرافق ترفيهية متقدمة، لتصبح الوجهة السياحية أكثر جاذبية للمصريين وللسياح الأجانب.
أما فى الشمال، فتم استغلال محطات معالجة المياه وترعة السلام لإضافة مساحات كبيرة من الأراضى الصالحة للزراعة، مما ساهم فى تعزيز القطاع الزراعى وخلق فرص عمل جديدة، ولو تحدثنا عن وسط سيناء، فقد تم إنشاء عدد من الصناعات الجديدة التى تعتمد على الموارد المحلية، ما أدى إلى خلق بيئة صناعية متكاملة.
وفى مجال الموانئ، أشار جاب الله إلى أنه تم تطوير ميناء العريش وموانئ أخرى، إضافة إلى مشروع تطوير طابا وربطه بخط سكة حديد، مما يساهم فى تعزيز حركة التجارة البحرية وربط سيناء بالأسواق الإقليمية والدولية، موضحا أن هذه المشاريع ساهمت بالفعل فى خلق فرص عمل لأبناء سيناء، وجذبت مواطنين من الداخل المصرى للاستقرار والعمل فى سيناء، وهو ما يعزز التركيبة الاجتماعية ويقوى الأمن القومى فى هذه المنطقة الحيوية.
من جانبه، أكد الدكتور ياسين أحمد الخبير الاقتصادى أن الاستثمار فى سيناء خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاقتصاد المصرى، فمساحة سيناء الكبيرة وثرواتها الطبيعية الهائلة، تجعلها بوابة ربط مصر بآسيا وتعزز التجارة مع الدول المجاورة، لافتا إلى أن استثمارات سيناء لن تسهم فقط فى تحسين التواصل التجارى، بل ستخفض تكاليف نقل البضائع، وتدعم النمو الاقتصادى، وتدفع عجلة التنمية الوطنية إلى الأمام.
وأشار إلى أن التنمية الشاملة لسيناء ليست مجرد مشروعات فردية؛ بل خطة استراتيجية متكاملة تشمل البنية التحتية والصناعة والزراعة والسياحة وتطوير الموانئ، كل هذا يهدف إلى تحويل سيناء إلى مركز اقتصادى مهم، يحقق فوائد مباشرة على الاقتصاد المصرى ويعزز الاستقرار الاجتماعى والأمنى فى تلك المنطقة العزيزة على قلوب جميع المصريين.




