بقلم: نيفين إبراهيم
فى الثانى من ديسمبر 2021 تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بمرور خمسين عاما على اتحاد إمارات الساحل المتصالح بفعل حكيم العرب الراحل الشيخ/ زايد بن سلطان آل نهيان .. وكانت دولة الإمارات قد أعلنت أنها تعتزم بحلول 2021 تحقيق رؤيتها، والتى تهدف إلى أن تكون الدولة ضمن أفضل دول العالم من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية بحلول اليوبيل الذهبى للاتحاد هذا العام، فهل تحققت الرؤية؟
عشت فى دولة الإمارات وتحديدا فى “أبوظبى” 35 عاما، إذ قدمت إلى أبوظبى للمرة الأولى فى فبراير 1986 فى رحلة خاطفة لمدة شهر ثم عدت إليها مقيمة فى نهاية سنة 1986، ولم أكن أتصور ما خبأه القدر لى من تجارب ونجاحات وصداقات وإنجازات يعجز عقلى عن استيعابها حتى هذه اللحظة .
فى مايو 1985، كنت قد تخرجت توى من كلية الإعلام- جامعة القاهرة، وكانت تتملكنى رغبة عارمة فى العمل فى التليفزيون كأى خريج أو خريجة، يتصور أن النجاح هو أن يعمل مذيعا.
واذكر أننى وصلت بالفعل إلى تليفزيون دولة الإمارات آنذاك وتم اعتمادى مذيعة وعُهد إلى الأستاذ / عبد الوهاب قتاية – المذيع بدرجة أستاذ، والذى كان يشغل منصبا مرموقا آنذاك فى المؤسسة الإعلامية فى أبوظبى – بتدريبى على قراءة نشرة الأخبار .
فى ذاك الوقت، كان خروج المرأة فى دولة الإمارات العربية المتحدة للعمل فى الإعلام المرئى محدود جدا وغير متعارف عليه، بل وغير مقبول فى الثقاقة السائدة آنذاك، وهو ما لاحظته بعد قليل من التحاقى بتليفزيون أبوظبى وقتها وأثناء محادثاتى مع صديقات تعرفت عليهن فى بدايات تواجدى فى الدولة، سواء من الإمارات أو من الوافدين من بلدان أخرى ممن عاشوا على أرض الإمارات، كان جليا أن “وظيفة مذيعة التليفزيون” لامرأة عربية وظيفة غير مستحبة و لم تكن بنات الإمارات يقدمن عليها ولا يستسغنها، وبالرغم من شغفى بهذه المهنة وحبى واحترامى لها وإصرارى عليها، أومض نقاشا موضوعيا، مع الأستاذ عبد الوهاب قتاية ومع خالى مستشار رئاسة الوزراء آنذاك المرحوم د. محمود صفوت عثمان، الطريق واتفقنا أننا حتى وإن أحببنا المهنة وعشقناها، فإن المجتمع فى الإمارات لم يكن ليتقبلها بعد، فإذا أردنا أن نحيا بإحترام فى هذا المجمتع، فحتما يجب أن نتقبل عاداته ونتفهمها، وعليه ما لا يصير على بناته لا يصير علينا، فاتخذت قرارا صعبا وقبل الخروج على الهواء بأسبوع محققة حلمى فى تلك الفترة، انسحبت غير نادمة وكان هذا أفضل قرار اتخذته فى حياتى، آنذاك .. وظلت كلمة خالى تتردد فى ذهنى “ليس كل مذيع بالضرورة ناجحا، فالنجاح ليس حكرا على الوظائف التى ترتبط بالشهرة، ولكن المذيع يستضيف كل يوم مئات الناجحين فى مجالات مختلفة، فاحرصى على أن تكونى واحدة من هؤلاء الضيوف الذين يتطلع المشاهد إلى الاستفادة من تجاربهم فى الحياة”.
وبالفعل، رسم القدر لى طريقا آخر، فقد دخلت مجال التسويق والإعلام واستخدمت كل ما تعلمته فى دراستى فى مجالى المهنى الجديد، وحصلت على فرص لم أكن لأحصل عليها فى بلدى الحبييب مصر إلا بعد الوصول إلى سن معين كما هو العرف، ولكن فى دولة الإمارات، تم تعيينى كمديرة للتسويق والإعلام فى السوق الحرة – مطار أبوظبى الدولى سنة 1990 وكانت الوظيفة مميزة وبراقة لأن السوق الحرة آنذاك كان لها دور أساسى فى الترويج لإمارة أبوظبى كوجهة سياحية عالمية وكان من ضمن المطلوب ممن يشغل هذه الوظيفة أن يساهم مع جهات متعددة فى الدولة، لوضع أبوظبى على خريطة السياحة العالمية، ووفرت الدولة آنذاك لنا كل الإمكانيات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف، وكان المنصب كبيرا على سنى، فقد كنت فى العشرينات من العمر، وفوجئت آنذاك أن الوظائف القيادية الكبرى فى مطار الدولة وما شابهه من مؤسسات مماثلة، كانت فى أيدى شباب من دولة الإمارات مدعومين دائما بمستشارين من أهل الخبرة، وكنت أحيانا أسرح وأفكر، هل أنا على الطريق الصحيح، خاصة عندما كنت أعود فى الإجازا ت السنوية إلى مصر، فأسمع وجهة نظر البعض عمن يتركون مصر ويسافرون لبناء أنفسهم فى بلدان الخليج أو حتى أوروبا، فأجدها صورة خاطئة تصور دائما أن من يغترب فى الخليج، يضيع وقته وأنه لن يحصل على أى خبرات ولن يتقدم ولن يحصل إلا على المال!
وبمرور عام بعد عام، كنت أتقدم فى عملى وأكسب ثقة رؤسائى، ونجحت فى عمل علاقات مميزة على كل المستويات مع العديد من أهل الإمارات والوافدين من العرب والأجانب، وبدأت أشعر بإننى أتقدم، أنا أتعلم، أكتسب خبرات رائعة، ليس على مستوى محلى فقط ولكن على المستوى العالمى أيضا. كان لدىّ كل الدعم لأنجح فى مهمتى، وكنت كلما حققت نجاحا، تعضّدت مكانتى بين زملائى وأهل الإمارت الذين صاروا بمرور الوقت مثل الأهل، وبدأت أفهم أن الإنسان إذا أراد نجاحا كبيرا، فعليه أن يخرج من عباءته المحلية ويتقبل الآخر ويتعلم منه ويعى ويدرك أن الفهم والذكاء والمعرفة ليست حكرا على عرق أو جنس أو لون، كل إنسان على وجه الأرض لديه شىء يقدمه للبشرية وتزداد قيمة الإنسان كلما كان قادرا على التواصل الإنسانى مع الآخر وتبادل الخبرات والمنافع والعلم والمعرفة. كان هذا أول درس تعلمته فى دولة الإمارات. أما الدرس الثانى، فكان أهمية البساطة والكرم والإحساس بالآخر، فإن أعطاك الله من فضله، عليك أن تتذكر أن هناك آخرين ينتظرون عطاءك، وأنها فى نهاية الأمر تجارة مع الله، كان هذا الدرس من وحى ما كنت أشهده وأتباعه يوميا من عطايا وحكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه، كان يتابع بنفسه أمور الدولة، ويعطى الفرصة للشباب فيضعهم فى مناصب قيادية فيها الكثير من التحدى، ويعضدهم بخبراته وخبرات آخرين من كل حدب وصوب، وشملت عطاياه وأعماله الإنسانية، مختلف دول العالم على مدى عدة عقود، عبر العديد من المشاريع الضخمة وبرامج المساعدات ومبادرات بناء الإنسان وتنميته، وتخطت حدود دولته لتصل إلى كل مكان على وجه المعمورة.. رسخ الشيخ زايد مفهوم لغة الإنسانية التى تجمع دول العالم أجمع عبر حرصه على تسخير كافة الإمكانيات المتاحة لدعم الدول المتضررة جراء الحروب والأزمات والكوارث العربية.
ومَن منا يستطيع أن ينسى كلمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: “إن البترول العربى ليس بأغلى من الدم العربى”، ومَن منا كمصريين ينسى تبرع الشيخ زايد فى 1973 بتأسيس مدينة الشيخ زايد فى الإسماعيلية فى مصر بهدف توفير حياة كريمة لأهالى المحافظة انطلاقا من أواصر الأخوة والشراكة التى جمعت بين مصر والإمارات، كما تكفل بمساعدة مصر على إعادة إعمار مدن قناة السويس وشملت مدن القناة وذلك بعد حرب 1973 ..وفى عام 1990، تبرع الشيخ زايد بمبلغ 20 مليون دولار خلال الاحتفال التاريخى العالمى فى مدينة أسوان، لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة إسهاما من دولة الإمارات فى إحياء المكتبة التى تعد من أكبر مكتبات عصرها.
وتعدت عطايا ومكرمات الشيخ زايد لتصل إلى باكستان والسودان والمغرب وساعد المتضررين من المجاعة فى القرن الأفريقى عام 2000، بل وفى عام 1992، تبرع بمبلغ 5 ملايين درهم لصندوق إغاثة الكوارث الأمريكى لمساعدة المتضررين من ضحايا إعصار أندرو الذى ضرب فلوريدا وتسبب فى أضرار بالغة، لم يتردد الشيخ زايد فى تقديم يد العون لدولة عظمى لأنه كان يؤمن بأن الله يعطى من لديه القدرة على أن يعطى بدوره للآخرين.. باختصار لم يتردد الشيخ زايد فى تقديم الدعم لأى بلد سواء كان عربيا أو أفريقيا أو أوروبيا أو حتى أمريكا. جعل فعل الخير وسيلة للتواصل ومد جسور الإخاء والتراحم بين شعوب العالم جميعا، فهو من أرسى عمل الخير الإنسانى وجعله عملا مؤسسيا منظما ونهجا تسير عليه مؤسسات الدولة، ولأنى عملت فى موقع مميز فى مؤسسات الدولة فى مرحلة ما من مراحل حياتى، فقد كان فعل الخير ومساعدة المؤسسات والأفراد ضمن استراتيجيات التسويق وكان لابد من أن تتضمن الميزانيات التسويقية لأى مؤسسة فى الدولة ميزانية لتقديم هذا الدعم من خلال مبادرات خلاقة وإيجابية وداعمة بشكل يتناسب مع طبيعة نشاط أى مؤسسة.
أكرر مرة أخرى، أجل تعلمت كما تعلم كل مقيم على أرض الإمارات من الشيخ زايد، العطاء والبساطة والتواضع وضرورة الإخلاص فى أى عمل، وكنت محظوظة كونى شهدت وعايشت المنظومة المنضبطة التى أرساها بين أبنائه من أهل الإمارات ومن المقيمين على أرضها، فعملنا جميعا من خلال منظومة دقيقة فيها الكثير من النظام والانضباط وروح الفريق الواحد واحترام الكبير واحتواء الصغير.
أذكر أننى مثلى مثل أى وافد لدولة الإمارات أحببت وانبهرت بالشيخ زايد الإنسان والقائد الملهم، الحكيم.. وهبه الله شخصية قيادية وكان نموذجا يحتذى به فى إدارة الحكم والدولة، وبسيطا بلا تكلف، يفتح مجلسه للجميع ويتخذ قراراته بموافقة القبائل المختلفة وإجماعها ويسافر بنفسه للاطمئنان على الناس ويتفقد أحوالهم ويسأل على احيتاجاتهم ويلبيها لهم، وعزز قيمة الاستشارة، تعلمنا منه أن تستشير الجميع قبل أن تتخذ قرارا، ..الجميع يعرف أن الشيخ زايد كان يحرص على الإشراف بنفسه على تنفيذ الإصلاحات التى كان يأمر بها فى الدولة وكان مجلسه مفتوحا للجميع .
إذا أردت أن أكتب عن شخصية الشيخ زايد، فسأحتاج إلى مجلد، ولكن الرجل أعماله خلدته كرجل خير وعملاق من جزيرة العرب أثبت أن القيادة هبة ربانية لا تحتاج إلى التخرج من أكبر جامعات العالم ولا دراسات عليا ولا شهادات دكتوراه، بل أن نجاح الشيخ زايد فى تشييد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، عضد فكرة أن الله أعز أرض شبه الجزيرة العربية بالشيخ زايد، تلك الأرض التى أنجبت رسول الله عليه الصلاة والسلام، الرسول النبى الأمى الذى أرسى دعائم دين الحق، وليس غريبا أن يعز الله الإسلام والمسلمين بالبترول، الذى اعتبره الشيخ زايد أمانة، حافظ عليها واستثمرها فى بناء وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة وأغدق منها على الدولة وجيرانها وأصدقائها وعلى البشرية جمعاء.
ومرة أخرى ولأنى عشت فى دولة الإمارات 35 عاما، فقد تعلمت كما تعلم أهل الإمارات أنه لايوجد مستحيلا، وأن المستحيل تؤمن به وتتبناه العقول المحدودة، أما الإنسان القوى، فإنه لا يعرف المستحيل، ولا حدود ولا سقف لأهدافه، فهو يحلم ويضع أهدافا كبيرة نصب عينيه وعليه أن يحققها، قد يفشل مرة، قد يقع مرات، ولكن حتما، سينهض وينجح فى إحدى المرات، وهل يشكك أحد فى صحة هذا الكلام بعد أن خططت دولة الإمارات لمشروع اكتشاف كوكب المريخ باستخدام مسبار الأمل والذى تكلل بالنجاح فى 20 يوليو 2020، هذا الإنجاز أعطى شباب الدولة وشباب العرب الإحساس بأن مستقبلا رائعا مزدهرا ينتظرهم وأنهم ليسوا بأقل من غيرهم، فقد أصبحت دولة الإمارات ضمن تسع دول فقط فى العالم ممن لديها برامج فضائية لكوكب المريخ فى إطار استراتيجية رؤية الإمارات، التى نجحت نجاحا باهرا وعززت مكانتها بين دول العالم كدولة رائدة تسعى إلى الارتقاء بأبنائها وطموحاتهم وأحلامهم .. والتواجد العربى والإسلامى فى مجال الفضاء حيث إن المشاركة فى مثل هذه الاستكشافات، يعد مؤشرا هاما للتقدم، وطرق أبواب المستقبل .
كما أصبح جواز السفر الإماراتى من أقوى جوازات السفر فى العالم متخطيا الدول الكبرى والعظمى من حيث فتحه لكل الأبواب والبلدان للسفر دون تأشيرة مؤكدا المكانة القوية التى وصلت إليها دولة الإمارات العربية المتحدة.
إذا أحب الله عبدا، أتاه الحكمة وحب الناس والكاريزما الربانية التى تجعله قائدا وملهما، فالفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ولا شك أن الشيخ زايد رحمه الله، استغل الفرصة التى وهبها الله له، فأكرم أهل الأرض، فأكرمه رب السماء بحب واحترام العالم كله وتكللت جهوده المخلصة وعطاياه وكرمه بالنجاح، فأعز الله الشيخ زايد وأبناءه وشعبه وبلده، ووصلت الإمارات إلى ما وصلت إليه من مكانة بفضل جهود أبنائها وإخلاصهم وحبهم لبلدهم ولحكامهم واستكمالهم لمسيرة زايد والسير على نهجه وخطاه.
أعود إلى بداية المقال، فأقول إنه إذ كنت قد انسحبت يوما ما من وظيفة لم تكن تحبذها الثقافة السائدة آنذاك، فاليوم، وبعد 35 عاما على هذا الواقعة، فقد تم تمكين المرأة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، فأصبحت ليست فقط مذيعة، بل رئيسة برلمان ووزيرة وسفيرة وكاتبة وطبيبة ومهندسة ورئيسة لأكبر الشركات وفنانة وكل ما تطمح إليه امرأة، فقد أطلقت سمو الشيخة/ فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائى العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة فى دولة الإمارات فى عام 2015 والتى وضعت إطارا عاما ومرجعيا وإرشاديا لكل المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدنى فى وضع خطط وبرامج عمل من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة وريادية ومبادرة، تشارك فى كل المجالات العملية التنموية المستدامة بما يحقق لها جودة الحياة ويضمن لها المساواة والتميز، فالمرأة عنصرا فاعلا ورائدا فى التنمية المستدامة ولابد من إعطائها وتمكينها لتكون نموذجا مشرفا فى كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية .
عن نفسى كنت محظوظة بهذه الفرصة وفخورة بإنجازات دولة الإمارات كما أنا فخورة بكونى مصرية نجحت ووصلت لكل ما تطمح إليه امرأة فى سوق العمل من خلال حياتى ورحلتى الرائعة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظ الله هذه الدولة التى نفخر بها جميعا وحفظ حكامها وحكام الإمارات وعلى رأسهم سمو الشيخ/ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وسمو الشيخ / محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبى، وسمو الشيخ/ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبى.
خالص التهنئة للحكام والشعب والمقيمين على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس الدولة، أعلم أننا بصدد سماع الكثير من المبادرات التى يعجز البعض عن تصورها أو استيعابها، ولكننا اعتدنا دائما فى الإمارات على الأحلام والأهداف الكبيرة التى يبهرنا بها حكام الإمارات ويساهم فى تحقيقها شبابها وأهلها معضدين بإيمانهم بقدراتهم وبالدعم الذى يقدمه لهم حكامهم، والتى تجعل كل عربى يشعر بالفخر والفرح والأمل خاصة مع إعلانهم عن إطلاق البرنامج الوطنى للفضاء الذى يتضمن إعداد رواد فضاء إماراتيين وخطة لمائة عام تهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول عام 2117 .