الإيكونوميست المصرية
د. أحمد جلال رئيس EBank: البنوك الرقمية قادمة لا محالة ونجهز أنفسنا لذلك

د. أحمد جلال رئيس EBank: البنوك الرقمية قادمة لا محالة ونجهز أنفسنا لذلك

د. أحمد جلال رئيس مجلس إدارة البنك المصرى لتنمية الصادرات EBank، من الخبراء المصرفيين الذى يجمع ما بين الرؤية المستقبلية الصائبة والواقع الحقيقى، ولذلك فخطواته محددة؛ بل ومن الممكن القول: إنه من القلائل الذين يجيدون تحديد أهدافهم بدقة وقيادة فريق العمل بحرفية واقتدار ولذلك دائما أسمع منه كلمة “نحن” وليس “أنا”، ولم يكن هذا من منطلق إنكار الذات بقدر ما هو إجادته قيادة العمل الجماعى وهو ما جعله ينجح فى قيادة البنك فى ظروف غاية فى الصعوبة ويصعد به الجبل الملىء بالتحديات حتى يستقر فى الوضع الذى يليق به وسط الكبار فى السوق المصرفية، بل ونجح فى نقل طموحاته إلى كافة أفراد فريق العمل معه كى يتبنوا جميعا حلما واحدا وهو الوصول إلى مصاف البنوك الكبرى العاملة فى السوق المصرفية والعمل على الوصول إلى أن يصبح البنك المصرى لتنمية الصادرات واحدا من أهم البنوك الديجيتال فى مصر باعتبار أن هذا هو مستقبل العمل المصرفى المصرى.. وإلى نص الحديث الجذاب الممتع معه والذى اختص به مجلة “الإيكونوميست المصرية”>

كتب: أشرف الليثى

 


• ما أهم المؤشرات التى حققها البنك خلال العام الماضى 2023؟
نظرا لوجود البنك فى البورصة المصرية فمن الصعب إعلان نتائج الأعمال قبل اعتمادها من قبل الجمعية العمومية والتى ستتم خلال الأيام القليلة المقبلة، ولكن لابد أن نشير إلى مؤشرات مهمة، فمنذ بداية عملنا فى البنك تحديدا منذ عام 2017، وضعنا خلالها استراتيجية عامة انتهت العام الماضى 2023 ونجحنا فى الانتهاء من كافة المحاور الرئيسية لتلك الاستراتيجية عام 2021 وكان الهدف الأساسى لهذه الاستراتيجية أن يتحول البنك المصرى لتنمية الصادرات من البنوك صغيرة الحجم إلى مصاف البنوك المتوسطة وعلى مستوى المحفظة التى كانت تبلغ قيمتها فى بداية الاستراتيجية 10 مليارات و600 مليون جنيه أصبحت الآن 56 مليار جنيه وكان البنك يعمل فقط على تمويل الشركات أصبحنا الآن نقوم بتمويل الشركات والأفراد أيضا وأدخلنا نشاط التجزئة المصرفية بشكل عام الذى لم يكن موجودا منذ نشأة البنك بل وأصبح حاليا يلعب دورا أساسيا فى مراحل نمو البنك وكانت أرباح البنك لا تزيد على 340 مليون جنيه، وصلت نهاية شهر سبتمبر الماضى إلى 2 مليار و300 مليون جنيه وسوف نتجاوز الثلاثة مليارات جنيه بنهاية عام 2023 وهناك أيضا زيادة فى رأس المال المصدر والمدفوع بقيمة 840.1 مليون جنيه مصرى ليصل رأس المال إلى 7.44 مليار جنيه ولتكون تلك الزيادة هى الرابعة فى العامين الأخيرين فتمكنا بفضل جهود الزملاء من زيادة رأس المال من 3.4 مليار جنيه إلى 7.4 مليار جنيه فى عامين وزاد أيضا عدد الموظفين، حيث كان 790 موظفا عام 2016 أصبحنا الآن 1700 موظف، وكذلك زاد عدد الفروع بشكل كبير وأصبحنا الآن 43 فرعا وأدخلنا أنشطة جديدة للبنك لم تكن موجودة من قبل مثل “الديجيتال بانكنج” وجميع الخدمات الرقمية نقوم بتقديمها بشكل موسع.
وفى نهاية عام 2021 تقريبا، خططنا لوضع استراتيجية جديدة للبنك بعدما حققت الاستراتيجية الأولى جميع أهدافها وأصبحنا واحدا من أكبر عشرة بنوك عاملة فى مصر بالنسبة لجميع المحافظ فكانت الاستراتيجية الجديدة 2021 – 2027 تعتمد على أهداف أخرى مثل الربحية التى تحظى باهتمام كبير من جانبنا وأيضا زيادة الكفاءة وكذلك محور المرونة فى التحول الرقمى، حيث نستهدف أن تصبح جميع الأنظمة الداخلية للبنك تعتمد على الديجيتال وهذه هى الأهداف الرئيسية لنا فى الاستراتيجية الجديدة التى تعتمد بصفة أساسية على بعض المحاور الثابتة التى نعمل عليها بالإضافة إلى محاور أخرى لها اهتمام خاص لتدعيم البنية الأساسية الرقمية للبنك، وشهد العام الماضى تغييرا فى “الكور بانكنج سيستم” حتى يتوافق مع رحلة التطور ونستثمر فى جميع مكونات البنية الأساسية الرقمية ونعتمد أيضا على تغيير فكر الشباب الموجودين فى البنك، حيث نؤهلهم لأن يكون لديهم مرونة فى التطور لأن الصناعة البنكية الموجودة الآن سوف تشهد تغييرا كبيرا متوقعا خلال السنوات الخمس المقبلة، ولذلك نعتمد أيضا على جرعات مكثفة فى تدريب العناصر البشرية الموجودة بالبنك ومن أهم الكورسات التى نركز عليها فى تدريب شباب العاملين فى البنك كورس Future Banking ومعظم الشباب حصل على هذا الكورس المهم واستفادوا منه كثيرا.

• هناك أرقام مهمة ضمن هذه المؤشرات.. ما أهم ظاهرة تود التركيز عليها من وراء هذه الأرقام؟
هناك ثلاثة أرقام لها دلالة كبيرة؛ الرقم الأساسى هو حصة البنك المصرى لتنمية الصادرات من إجمالى الصادرات لأن ما يقرب من 70% من عملاء البنك من المصدرين ولدينا خبرة كبيرة فى هذا الشأن، ولذلك إذا كان حجم أصول البنك أو محفظته تمثل 1.5 % من إجمالى حجم السوق المصرفية فى مصر إلا أن 10 % من إجمالى حجم الصادرات المصرية تتم عن طريق البنك وله دور مباشر فى تمويل تلك العمليات، وهذا من الأرقام المهمة جدا بالنسبة لنا ونسعى دائما لتطويره وزيادته.
الرقم الثانى هو حجم المحفظة التى زادت فى أقل من سبع سنوات بستة أضعاف، وبحمد الله نحصل على جائزة “البنك الأسرع نموا” طوال عدة سنوات.
الرقم الثالث هو رقم الربحية النهائى Bottom line وحققنا فيه زيادة عشرة أضعاف ما كنا عليه عام 2016، وهذا دائما يكون المقياس لحجم الأعمال المبذول من جانب جميع العاملين فى البنك.

• ما أهم التحديات التى واجهت البنك خلال عام 2023 فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى مرت بنا جميعا؟
كان عام 2023 من الأعوام الصعبة جدا على غالبية القطاعات الاقتصادية فى مصر ولكن لدينا قناعة تامة ونؤكد دوما أننا فى كل تحدٍ لابد أن نرى فرصة جديدة للنجاح مع التفكير فى وضع حلول لتلك الأزمات، وكانت أكبر التحديات كيف نكون أقرب ما يكون لعملاء البنك من أجل ثلاثة أهداف؛ أولا: إعطاؤه النصيحة والدعم فى التوقيت المناسب، ثانيا: مساعدته إذا ما تعرض لأية مشكلة والعمل على وضع حلول لها منذ البداية حتى لا تتفاقم، ثالثا: وقوفك بجانبه وقت الشدة سيمنحه الأمل فى التغلب على أية مشكلة، هذه هى مبادئ مهمة نحاول أن نحافظ عليها خاصة أن غالبية عملائنا لديهم علاقة منذ مدة طويلة مع البنك وعشنا معهم أوقاتا صعبة وأيضا أوقات رخاء، فمن واجبنا أن نقف معهم فى أوقات الشدة، كل هذا مع تأميننا للمركز الداخلى للبنك من خلال توفير مخصصات لتغطية المخاطر الخاصة بالقروض التى تمنح للعملاء وقت الشدة.

• عودة مرة أخرى للاستراتيجية الجديد للبنك.. ما أهم المحاور التى تعتمد عليها؟
هناك محاور من الاستراتيجية السابقة وهى محاور رئيسية وأساسية لعملنا فى البنك أهمها المحور الخاص برأس المال البشرى لدى البنك، والمحور الثانى الانتقال الرقمى Digital Transformation هذه محاور مهمة من الاستراتيجية السابقة، ومن المحاور المهمة فى الاستراتيجية الجديدة كفاءة التشغيل وقياس هذه الكفاءة وتعظيم الاستفادة الموجودة للربحية مع معدلات نمو مناسبة للمراحل الحالية وهو ما يعنى الاهتمام ليس بمجرد سرعة النمو ولكن الاهتمام بجودة النمو والتجويد الداخلى.
وكانت لنا أيضا رؤية منذ 6 سنوات فى الاهتمام بطرح منتجات الأفراد للمرة الأولى فى تاريخ البنك والذى نحتفل خلال عام 2024 بمرور 40 عاما على تأسيسه، وبالفعل نستطيع اليوم أن نقول: إن ما نقدمه من منتجات للأفراد تليق بتاريخنا الطويل، ومازال لدينا طموح فى تقديم المزيد والمزيد لإرضاء عملائنا.

• ذكرت أنكم تركزون مع موظفى البنك على أن هناك تطورا سيطرأ على عمل البنوك خلال السنوات الخمس المقبلة وضرورى أن يكون الجميع مستعدا لهذا التطور.. كيف ترى شكل البنك المستقبلى لـ EBank؟
البنوك الرقمية Digital Banks هى الأشكال القادمة وبسرعة ربما فى أقل من سبع سنوات ومن الممكن الاختلاف فى عدد السنوات التى ستأتى فيها ولكننا نتفق جميعا فى كونها قادمة لا محالة وسهولة تقديم الخدمة ستكون هى الحاكمة الرئيسية خلال الفترات المقبلة، وهناك بنوك بدأت فى الاستعداد لتلك الخطوة من خلال اتباع مدرسة تأسيس شركات ديجيتال تابعة لها بجانب عمل البنك، وهناك مدرسة أخرى تعتمد على تحويل البناء الداخلى للبنك تمهيدا لأن يصبح “ديجيتال”، ونحن من جانبنا ندرس المدرستين ونتحرك بشكل قوى ليس على مجموعة المنتجات التى نقدمها بل على مستوى العمليات الداخلية التى نقدمها للعميل بحيث يسهل فى المستقبل التحويل الكامل لأن نصبح بنكا رقميا، لأن العميل يهتم فى النهاية بوصول المنتج النهائى والخدمة المقدمة إليه من أقصر الطرق وأيسرها، وقواعد الخدمة المصرفية تتغير وبسرعة ومن الضرورى أن نطلع على هذه التغييرات وسرعتها بحيث لا نفاجأ بها.
من ناحية أخرى نساهم فى تغيير ثقافة العملاء بحيث نساعدهم على الإقدام على تنفيذ معاملاتهم بأنفسهم من خلال “الديجيتال بانكنج” وبدأنا نتبع ذلك فى الفروع الجديدة للبنك، حيث قمنا بتصميم مداخل البنوك بحيث تكون نقطة انطلاق رقمية Digital Hub وبمجرد دخول العميل للبنك يجد موظفا من البنك يرشده عن كيفية استخدام الماكينات الحديثة التى تتولى عمل جميع العمليات التى يرغبها العميل دون اللجوء إلى العمليات التقليدية بواسطة الموظف التقليدى فى الشباك ويساعده أيضا على كيفية قيامه بعمل تلك العمليات من خلال On line Banking بالموبايل دون الحاجة إلى زيارة فرع البنك.

• هل معنى هذا أنكم لن تتوسعوا فى إنشاء فروع جديدة للبنك؟
ناقشنا هذا خلال اجتماع مجلس الإدارة، ولكن قررنا فى النهاية أن نسير فى خطٍ متوازٍ بين “الديجيتال بانكنج” وبين افتتاح فروع جديدة للبنك خاصة أننا ليس لدينا فروع كثيرة وهناك محافظات ليس لنا فروع فيها وبمجرد تواجدنا فى كل محافظات مصر هذا شىء مهم جدا ولا نتوسع فى أماكن ومحافظات نكون موجودين فيها بالفعل. وفى الاستراتيجية السابقة، كنا نستهدف افتتاح 10 فروع فى العام ولكن مع هذا التطور قررنا فى الاستراتيجية الجديدة افتتاح فرعين فقط فى العام.

• هل هناك منتجات جديدة سيطرحها البنك خلال الفترة المقبلة؟
بالطبع نعمل دوما على تقديم كل المنتجات المصرفية.. فمنذ أيام، وقعنا اتفاقية تقديم خدمات التأمين ونطمح لتقديم المزيد والمزيد خلال الأيام المقبلة سواء للأفراد أو للشركات، ودائما نكون قريبين من العملاء للتعرف على احتياجاتهم ومحاولة تلبيتها سواء من خلال طرح منتجات جديدة أو تقديم خدمات حديثة.

• ماذا فعل EBank لأخذ مكانته التى يستحقها كبنك متوسط وسط الساحة المصرفية المصرية؟
نحمد الله بالطبع على ما وصلنا إليه، لكنى بلسان كل العاملين داخل EBank أستطيع أن أقول: إن مكاننا الطبيعى سيكون خلال السنوات القليلة القادمة فى مقدمة البنوك العاملة بالسوق المصرية، ولدينا مؤشرات ونسب أساسية نتحرك وفقا لها، وحققنا بالفعل جزءًا كبيرًا منها، وهناك مؤشرات أخرى فى طريقنا لتحقيقها، ونركز أن نصبح بنكا متكاملا وبه خدمات مصرفية متكاملة للعملاء، ونركز أيضا أن نستثمر أكثر فى “الديجيتال” لأنه هو المستقبل ونستطيع أن نلعب فيه دورًا أساسيًا، ووسط كل هذا لم نغفل جزء التصدير ونفكر الآن فى عمل خدمات غير مالية خاصة بالتصدير ونحن الآن فى المراحل النهائية لعمل نادى التصدير Export Club وسيتم تدشينه والإعلان عنه خلال الفترة القليلة المقبلة، وهذه كلها مجموعة خدمات غير مصرفية؛ جزء منها خدمات تشابكية بحيث نحاول مساعدة عملائنا ونبحث لهم عن افتتاح أسواق جديدة لتصدير منتجاتهم.
ونواكب من جهتنا التطورات الاقتصادية التى تمر بها البلاد، حيث إن التصدير أصبح أمرا حيويا ولا بديل عنه لتوفير عملات أجنبية خاصة أن هناك أسواقا كثيرة فى دول عديدة من الممكن أن تتواجد فيها المنتجات المصرية وبكل سهولة.

• هل البنك لديه استعداد لتمويل مشروعات قومية خلال المرحلة المقبلة سواء منفردًا أو بالتعاون مع بنوك أخرى؟
على الرغم من أننا مَرِنون للغاية فى تمويل كافة المشروعات، فإن المشروعات القومية لها أولوية بالنسبة لنا لأن عائدها يعم على المجتمع ككل وليس مصرفنا فقط، وبالفعل منذ أقل من شهر وقعنا عقد تمويل مشترك قمنا خلاله بدور المرتب الرئيسى لتطوير ميناء الإسكندرية والذى سيحول الإسكندرية لمركز لوجيستى وتجارى عملاق، ودائما نحن متواجدون لدعم أى مشروع يخدم اقتصاد البلد.

• هل هناك تركيز من جانبكم خلال المرحلة المقبلة على هدف معين؟
نركز على احتياجاتنا الداخلية، والتركيز حسب المرحلة التى وصلنا إليها والوصول إلى أهدافنا الاستراتيجية وحسب الهدف النهائى ونتحرك بشكل متسارع فى التجزئة المصرفية وبدأت نسبة قروض الأفراد بالنسبة لقروض الشركات تزيد.

• الصورة الذهنية للبنك فى الشارع المصرى أصبحت مختلفة تماما الآن مقارنة عما كانت عليه من قبل.. كيف تم هذا فى مدة بسيطة؟
قطاع الاتصال المؤسسى كان له دور مميز فى هذا، حيث بدأ اسم البنك يتغير والصورة الذهنية للبنك أصبحت إيجابية جدا، وبدأ البنك يسير بشكل مختلف فى مجال التسويق والتطوير الكبير الذى أصبح عليه البنك، كل هذا صار ملموسا فى الشارع المصرى والناس رأوا تغييرا فى الجوهر قبل الشكل.
وكنا حريصين ونحن نغير الصورة الذهنية للبنك ألا نفرط فى جودة الخدمات الموجودة، وكان العملاء عددهم 29 ألف عميل أصبحنا الآن 140 ألف عميل، وبالرغم من هذه الزيادة الكبيرة فإننا كنا حريصين ألا تكون على حساب جودة الخدمات المقدمة لهم.

• ما أهم شىء يميز EBank عن باقى البنوك؟
أكثر ما يميزنا – ونحن حريصون على هذه الميزة – أننا دائما قريبون من العملاء، والعميل بالنسبة لنا هو مركز اهتمامنا ونحاول أن يحصل على خدمة مميزة وبشكل ودى، وهذا منبعه أن البيئة داخل البنك بيئة ودية للموظفين، حيث إننا نركز على جودة الموظفين لدينا لأنها تعكس الخدمة التى نقدمها، ولذلك نجد درجات الولاء من العملاء للبنك مرتفعة جدا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *