حوار: أشرف الليثى
كشف د. هشام عبد العزيز، العضو المنتدب والمدير التنفيذى لشركة “أكتوبر فارما” أن مجلس إدارة الشركة وافق على اعتماد خطة مستقبلية تستهدف زيادة معدلات النمو والتواجد فى سوق الدواء المصرية والعربية والإقليمية وبموازنة تقديرية للشركة خلال عام 2022 بمبيعات 775 مليون جنيه.
وأكد العضو المنتدب للشركة فى حوارٍ خاصٍ لـ “الإيكونوميست المصرية” أن مجلس إدارة الشركة قدم أيضا مقترحا يستهدف ضخ استثمارات جديدة تُقدر بنحو 65 مليون جنيه، وستتم إضافتها بعد اعتماد المقترح من الجمعية العمومية للشركة، وذلك فضلا عن تخصيص 85 مليون جنيه استثمارات جارٍ إتمامها بهدف استحداث 3 خطوط إنتاج جديدة لإنتاج مجموعات أدوية للمراهم والأدوية الصلبة الكبسولات والأقراص.
وقال د. عبد العزيز إن الشركة حققت نموا فى قيمة الإيرادات الكلية بنحو 20% من ناحية القيمة خلال عام 2021 مقارنة بعام 2020. وعلى صعيد عدد الوحدات المنتجة، نمت بنحو 26% خلال الفترة نفسها، مشيرا إلى أن إجمالى إنتاج الشركة من الأدوية يصل إلى نحو 29 مليون عبوة سنويا، وتغطى الشركة نحو 1% من احتياجات استهلاك سوق الدواء المصرية، لافتا إلى أن حجم سوق الدواء لشركات القطاع الخاص فى مصر يُقدر بنحو 87 مليار جنيه.
وأوضح العضو المنتدب لشركة “أكتوبر فارما” أن الشركة يعود تاريخها لأكثر من 35 عاما، وتم إنشاء المصنع فى مدينة السادس من أكتوبر بشراكة ألمانية، مؤكدا أن الشركة تهتم بمعايير الجودة العالمية فى كافة المنتجات الدوائية، موضحا أن الشراكة الجديدة حاليا تضم استثمارات مصرية سعودية إماراتية موزعة بين المساهمين؛ وهم الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (أكديما) والشركة السعودية المصرية للاستثمارات الصناعية والشركة العربية المشتركة للاستثمار والمجموعة السعودية للاستثمار والتسويق المحدودة.
وعن سوق تصدير الأدوية، أشار د. عبد العزيز إلى أن مصر لديها فرص تصديرية هائلة فى سوق الدواء؛ حيث تعتبر بوابة الأسواق الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، وحتى الآن لم يحصل الدواء المصرى على مكانته فى السوق الخارجية، موضحا أن الشركة تقوم حاليا بالتصدير إلى أسواق روسيا وبعض دول أوروبا الشرقية والإمارات وسلطنة عُمان والأردن والسودان وليبيا وأوغندا ونيجيريا وهناك مناقشات للتعاون مع دول تايلاند والفلبين مشيرا إلى تغطية السوق المحلية بمجموعات أدوية ضخمة ومميزة وبالسعر الاقتصادى مراعاةً للظروف الاجتماعية من ناحية السعر وتغطية احتياجات الشعب المصرى.
وتابع العضو المنتدب لشركة “أكتوبر فارما” أن هناك تعاونا وثيقا بين الشركات المنتجة للأدوية وهيئة الدواء المصرية ووزارة الصحة لتقديم جميع نواقص الأدوية بالسوق وسد احتياجات السوق المصرية، مشيرا إلى أن مصر شهدت تطورا كبيرا فى القطاع الدوائى والطبى خلال السنوات الأخيرة؛ خاصة أنها ساهمت فى توفير علاج فيروس C بحوالى 10% ويقل بكثير عن المستورد ويعتبر ذلك إنجازا غير مسبوق، حيث كانت تكلفة العلاج ترهق ميزانية المريض وعائلته وساهمت الدولة فى حل تلك الأزمة، وهذه الأمراض الفيروسية المعدية تؤثر على إنتاجية العامل وأسرته.
وأوضح د. عبد العزيز أن انضمام قطاع الأدوية لبرنامج دعم الصادرات ساهم فى رفع قيمة الصادرات المصرية فى العام الماضى، حيث اقترب حجم إجمالى صادرات قطاع الأدوية من مليار دولار خلال 2021، وتستهدف مصر فتح أسواق جديدة للتصدير خلال الفترة المقبلة.
وقال د.عبد العزيز: “إن صناعة الدواء تتجه نحو الهدف الصحيح، وفرصة الدواء المصرى عالية فى غزو الأسواق الخارجية، لكننا لم نستفد بالشكل المناسب من سمعة الدواء المصرى حتى الآن وكانت معظمها مجهودات شخصية من بعض الشركات، ونحن نحتاج إلى مساعدة الدولة ومنح المصدرين حوافز تصديرية”، وأفاد بأن المبيعات المصرية ارتفعت بنسبة 7% سنويا وتم فتح أسواق جديدة للتصدير.
وأكد العضو المنتدب لشركة “أكتوبر فارما” أن الصُنَّاع يشاركون فى مساعدة القطاع الطبى، وتسهم صناعة الدواء بشكلٍ كبيرٍ فى المسئولية المجتمعية للمواطنين من خلال توفير أدوية جيدة بأسعار مناسبة.
وذكر د.عبد العزيز أن الشركة تهتم بالنشاط الخاص بالعاملين إلى جانب إمدادهم بالتدريب المستمر الذى يعد أمرا ضروريا وحتميا فى هذا المجال.
وأوضح أنه تم تنفيذ خطة استثمارية العام الماضى تضمنت إضافة خط إنتاج جديد للأدوية الأشربة بتمويل 20 مليون جنيه، واستحداث إنتاج الكحول تركيز 75%، وزيادة إنتاج الشركة من أدوية الزنك، والمضادات الحيوية التى تدخل فى بروتوكول علاج فيروس كورونا.
وعن الاهتمام بمجال البحث والتطوير، قال عبد العزيز: “إن شركة “أكتوبر فارما” تولى اهتماما كبيرا بالجزء الخاص بالأبحاث، فنحن دائما نجرى أبحاثا ودراسات للوصول إلى منتجات عالية الجودة وبتكلفة مناسبة ونتعاون مع وزارة الصحة فى عملها ومع القطاع الخاص سواء مستشفيات أو صيدليات كبرى”.
وأكد العضو المنتدب لشركة “أكتوبر فارما” على أهمية التكامل بين شركات الأدوية “المصنعون والمنتجون والمستوردون والموزعون”، وأفاد بأن السوق تضم نحو 135 شركة إنتاج، مشيدا بدور الدولة فى الرقابة على سوق الدواء وحمايتها وفق المعايير والمواصفات القياسية المعتمدة، مؤكدا أن القطاع الخاص شريك للدولة فى عملية الإنتاج وسد احتياجات ونواقص استهلاك المصريين من الأدوية الضرورية والحيوية.
وأشار د. عبد العزيز إلى أن مصر تعد بوابة أفريقيا والمشاريع التى تدعم التقارب مع دول القارة السمراء وأسواق الخليج، بالإضافة إلى أن مصر توفر العمالة المؤهلة علميا وعمليا فى صناعة الدواء فى مختلف المجالات من الباحثين والصيادلة والعاملين فى المصانع والهندسة الطبية، وهذا يؤدى إلى امتلاك مصر صناعة بكل أبعادها، فلدينا سوق محلية وسوق خارجية، وكل هذا ينعكس على الصناعة.
وطالب العضو المنتدب لشركة “أكتوبر فارما” الدولة بالتحرك لدعم صناعة الدواء، حيث إن مصر لديها كثير من الفرص الاستثمارية، كما أن إنشاء مدينة الدواء المصرى التى تسعى الدولة لإكمالها الفترة المقبلة ستجعل مصر ضمن أبرز دول العالم فى صناعة الأدوية وسيتم وضعها على خريطة صناعة الدواء العالمية.