الإيكونوميست المصرية
رأس سدر .. الحلم والأمل ——- بقلم جمال بسيونى

رأس سدر .. الحلم والأمل ——- بقلم جمال بسيونى


بقلم: جمال بسيونى
إن التجديد للمحافظ خالد فوده دليل على ثقة القيادة السياسية فى قدراته واعتراف بإنجازاته فى ظل الظروف الأمنية والاقتصادية التى مرت بها مصر فى الفترة الرئاسية الأولى والتى استطاع فيها الحفاظ على أمن وسلامة جنوب سيناء، وإعادة بعض السياحة إليها.
أعتقد أن تلك الظروف قد حالت دون اهتمام المحافظ برأس سدر المنطقة الواعدة فى جنوب سيناء والتى تمتاز عن مدن دهب ونويبع وشرم الشيخ التى يوليها المحافظ كل جهوده بقربها من القاهرة عن باقى مدن الجنوب وبطول الموسم السياحى الذى يصل إلى تسعة أشهر بعكس باقى المدن الأخرى التى لا يتعدى فيها الموسم أربعة أشهر، بالإضافة إلى ثبات نسبة الإشغال الذى يصل إلى نسبة كبيرة معظم السنة لاعتماده على السياحة الداخلية، فمعظم المصريين أصبحوا يفضلونها عن الساحل الشمالى لقربها ورخص سعرها وهدوئها وخاصة فى المواسم وإجازات نهاية الأسبوع.
أدى هذا الإقبال إلى انتعاش التجارة وزيادة فرص العمل بمدينة رأس سدر والقرى المحيطة بها، وأصبحت المدينة جاذبة للاستثمار وللعمل للكثير من المواطنين من الصعيد والدلتا والقناة.
ورغم كل تلك الفرص التى تؤهل هذه المنطقة لأن تكون أكثر عمرانا وجذبا للمواطنين من أنحاء مصر كلها للانتقال إلى جنوب سيناء وزيادة الكثافة السكانية بها، فإنها لا تحظى بأى اهتمام من الدولة، وكل ما أخشاه أن يزداد الإهمال لها بعد افتتاح الطريق الدولى لشرم الشيخ الذى يبعد عن طريق المدينة بعدة كيلومترات فتصبح فى طى النسيان.
ومازالت رأس سدر تشهد توسعات عمرانية وإقبالا متزايدا من المواطنين لتملك أو إيجار شاليهات بها رغم المشاكل التى تواجه المستثمرين والمواطنين وكذلك مرتادى القرى السياحية بها.
فمعظم القرى تعانى من انقطاع المياه طوال أشهر الصيف ويتعرضون لابتزاز شركة مياه الشرب ووكلائها الذين يغالون فى تسعير مياه الشرب ونقلها عبر السيارات إلى القرى بالإضافة لغش المياه وخلطها بالمياه الجوفية غير الصالحة للشرب والذى أوصل سعر متر المياه بالقرى إلى عشرين جنيها للمتر، فإن كان المُلاك يملكون القدرة على شراء المياه المعدنية فإن العاملين لا يملكون نفس المقدرة، الأمر الذى يعرض صحتهم للخطر.
والطريق الواصل بين مدينة رأس سدر والقرى الواقعة بعدها الذى كان ممهدا ومضاءً بأعمدة الإنارة التى تمت سرقتها أثناء الانفلات الأمنى الذى أعقب الثورة، أصبح الآن لا يصلح للسير وخاصة بالليل للظلام الدامس وكثرة التشققات والحفر، وكذلك أكوام المخلفات المنتشرة على جانبى الطريق، ورغم مرور أكثر من سبع سنوات لم يتحرك أحد لإعادة الطريق إلى سابق عهده.
ورغم كل تلك المعوقات وغيرها مازال المطورون الجادون يقومون بإنشاء القرى وبمستويات راقية، ومازالت الجهات المنوط بها تسهيل عملهم وتشجيعهم على زيادة استثماراتهم تضع العراقيل أمامهم مثل هيئة حماية الشواطئ ، والمرتكزات الأمنية التى تعوق وصول مواد البناء والعمالة اللازمة لهم.
فهل سيعطى المحافظ خالد فوده الاهتمام اللازم لرأس سدر ويسارع بإزالة تلك المعوقات ودراسة ملفات القرى المتعثرة لتعاود نشاطها.
أعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى إمكانية مادية كبيرة بل يحتاج إلى الاهتمام من السلطات المسئولة وعلى رأسها السيد المحافظ ، فالمواطن المصرى يستحق الاهتمام من الحكومة قبل السائح الأجنبى، وجنوب سيناء ليست شرم الشيخ فقط.

Related Articles