تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أعمال تنفيذ مشروع تطوير “حدائق الفسطاط”، يرافقه اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، والمهندسة جيهان عبد المنعم، نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية، واللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، والمهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، واستشاريو المشروع.
وأكد رئيس الوزراء أن تطوير “حدائق الفسطاط” يعدُ أحد أهم مشروعات تطوير المناطق التاريخية والأثرية التي تُنفذها الدولة، حيث يوفر متنفساً في قلب العاصمة، يتضمن مناطق تراثية وترفيهية وثقافية تحقق تجربة سياحية فريدة للزوار والسائحين.
وخلال الجولة، وجه رئيس الوزراء بتسريع أعمال الزراعات في منطقة مشروع تطوير “حدائق الفسطاط”، وخاصة أن هذا التوقيت هو الأنسب للزراعة، كما ناقش مع المسئولين عن المشروع بعض جوانب البنية التحتية لإتمام الزراعات الخاصة بالمشروع.
واستهل رئيس الوزراء الجولة، بالاستماع إلى شرح تفصيلي من اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، تناول الموقف العام لمشروع تطوير “حدائق الفسطاط”، ونسب الإنجاز الحالية لكل مُكَوِن، والأعمال المتبقية به، والبرنامج الزمني المقرر لإتمامه. ويشهد المشروع تنفيذ المنطقة الاستثمارية، والمنطقة الثقافية، ومناطق: المغامرة، الحدائق التراثية، والتلال، والحفائر، والقصبة، والأسواق، والنادي، وبحيرة عين الحياة، ومجرى النهر، والبوابات التاريخية والمعاصرة والحدائقية، والنادي المصري القاهري.
وتضمنت جولة رئيس الوزراء “المنطقة الثقافية”، والتى تُعد أحد 8 مناطق رئيسية يتضمنها المشروع، والتي يتم إنشاؤها على المجرى المائى، الرابط بين ساحة مسجد عمرو بن العاص، وبحيرة عين الحياة.
وأكد المهندس خالد صديق أن “المنطقة الثقافية” تبدأ من البوابة الرئيسية للحديقة على شارع صلاح سالم، وحتى المدخل الخلفي لمتحف الحضارات، ولذا تم تسمية المحور الواصل للمتحف بالمحور الثقافي، وتتكون المنطقة الثقافية من مجموعة من الحدائق التى تُمثل مُختلف العصور، هذا إلى جانب مجموعة من الأماكن التي ستتيح تقديم العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية وغيرها، وكذا الخدمات لزائري الحديقة، وتنتهى المنطقة الثقافية ببحيرة المرأة المصرية، التي تضم مُدرجاً، وكذا مجموعة من الأعمال الفنية النحتية التى تسجل دور المرأة المصرية فى بناء الحضارة عبر مختلف العصور.
وتناول رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية الموقف التنفيذي لمنطقة المغامرة، ضمن مكونات المنطقة الثقافية، وتضم مجموعة من المُدرجات الخضراء، كما تطرق إلى الموقف التنفيذي للمنطقة الاستثمارية، المجاورة للمنطقة الثقافية، وتشمل ساحة للاحتفالات، ومطاعم وكافتيريات، تطل على بحيرة عين الحياة، وتمت الإشارة إلى الموقف التنفيذي للنهر الذى يمتد من بحيرة عين الحياة ويتصل بمجموعة التلال الخضراء إلى ساحة مسجد عمرو بن العاص، والذي يشهد تقدما فى تنفيذ أعماله، حيث تم تبطين مسار النهر بالكامل، وجار استكمال باقى الأعمال استعداداً لضخ المياه به.
كما زار مدبولي ومرافقوه منطقة التلال، وتعرف على أعمال تنفيذ هذه المنطقة ضمن مكونات المشروع، وأشار المهندس خالد صديق إلى أن المنطقة تشهد تنفيذ 3 تلال رئيسية، ترتفع كل تلة لما يقرب من 70 متراً، مع عمل مصاطب لهذه التلال، تكون بمثابة مسارات للصعود لقمتها، لتغدو هذه المنطقة أحد معالم القاهرة السياحية، حيث تطل على منطقة أهرامات الجيزة، وجامع محمد على وجبل المقطم، وجامع السلطان حسن، وغيرها من المعالم التي تميز مدينة القاهرة.
وأضاف أن منطقة التلال تشهد حالياً مرحلة الزراعة وتحويلها لمناطق خضراء، وستكون قمم هذه التلال جاهزة لتنفيذ العديد من الأنشطة، مثل المطاعم والكافيهات التي تقام بها المناسبات التي سوف تتم على التلال مثل حفلات الزواج، أو أية أنشطة احتفالية أخرى، كما سيكون هناك إمكانية لركوب الدراجات، ووسائل نقل أخرى مخصصة للصعود إلى قمم التلال والانتقال بين تلة وأخرى، مع تواجد مسارات المشاة، والتريض، وفي نفس الوقت سوف يتواجد مجموعة من الكباري الرئيسية التي تعبر ضفتي النهر والتي تربط مجموعة التلال مع بعضها، والتي تعتبر مصدر الحركة الرئيسي بالنسبة للمشروع، وكذا ملاعب للأطفال، وأماكن لممارسة الأنشطة الترفيهية التي تتم على سفوح هذه التلال، كما أن جزءاً من التلال سيطل على النهر، وسيقام عليه مسرح، وستقام به مجموعة من الأنشطة الفنية.
كما زار رئيس الوزراء ساحة مسجد عمرو بن العاص، وتعرف على أعمال التطوير التي تتم، وتشمل الساحة وملحقاتها، بما في ذلك مدخل الساحة من ناحية المسجد، والبوابات، والمُسطحات الخضراء، والنافورة الرئيسية، والسُلم الرئيسي، وسوق الفسطاط، وأحواض الزراعة، والنخيل، والتراسات، والنصب التذكاري.
وأوضح اللواء محمود نصار أن الأعمال المتبقية في ساحة جامع عمرو بن العاص تشمل استكمال مجموعات النخيل التي يتم زراعتها، ووحدات الإضاءة وأنظمة الصوت في الساحة الخارجية للمسجد، موضحاً أن التطوير يشمل منطقة الأسواق، وهي إحدى المناطق والمعالم الرئيسية، ويعدُ المدخل الخاص بها من ساحة جامع عمرو بن العاص، والهدف منها هو إحياء فكرة الأسواق الحرفية، التي كانت موجودة في منطقة الفسطاط قديما، مثل سوق الزجاج، والفخار، والجلود، وغيرها من الحرف التقليدية التي كانت تميز القاهرة التاريخية ومنطقة الفسطاط.
كما قام رئيس الوزراء بدخول مسجد جامع عمرو بن العاص لتفقد أعمال الترميم ورفع الكفاءة، التي انتهت منها شركة “المقاولون العرب”، حيث استمع إلى شرح من المهندس سيد فاروق، رئيس مجلس إدارة الشركة عن الأعمال، مشيراً إلى أنه يتم حالياً التأكد من كفاءة الإضاءة بالمسجد، والإذاعات الداخلية، تمهيداً لفرش المسجد، استعداداً لشهر رمضان الكريم، وتجول “مدبولي” داخل المسجد، مشيداً بأعمال الترميم التي تمت بأعلى كفاءة.