الإيكونوميست المصرية
سلاماً “آل غيث” ………………….. بقلم: أشرف الليثى

سلاماً “آل غيث” ………………….. بقلم: أشرف الليثى


بقلم: أشرف الليثى
شاهدت فيديو لسيدة تقود سيارتها، وبجانبها إحدى الفتيات “عرفت فيما بعد أنها ابنتها”، وتتجول فى شوارع وميادين مصر كمبادرة شخصية لتكذيب قناة “الجزيرة” التى ادعت أن هناك مظاهرات فى بعض الميادين يوم الجمعة التى دعا أهل الشر للتظاهر فيها.
تلك المبادرة الشخصية جاءت من سيدة تربت فى بيت أبسط معنى يطلق عليه أنه بيت وطنى خالص، أهله عاشقون لهذا الوطن دون أى غرض أو هوى أو طمع فى منصب.
“غادة غيث” مصرية أصيلة.. خريجة آداب إنجليزى.. وتشغل منصبا هاما فى البنك المصرى لتنمية الصادرات.. ووالدها اللواء/ سيد غيث مساعد وزير الداخلية الأسبق وأشهر من عمل فى إدارة مكافحة المخدرات لسنوات طويلة وحاصل على وسام الدولة للاستحقاق عن ضبط أكبر قضية جلب عالمية عرفت باسم قضية “السفينة ريفى ستار”.. ووالدتها السيدة صافيناز نور خريجة آداب إنجليزى أيضا ولها الفضل الأكبر فى تربية أبنائها على حب الوطن والدفاع عنه باستماته ضد أى عدو.
بيت الوطنية الذى نشأت فيه غادة غيث بيت مصىرى أصيل، وهناك بيوت مصرية كثيرة مثله تعشق تراب مصر دون أى غرض ولديها استعداد للدفاع باستماته عن هذا الوطن، ورغم أن غادة ذات الثقافة الغربية تعمل فى القطاع المصرفى وقد يعتقد البعض أن محور اهتماماتها ربما يكون مُركزا على الاقتصاد والتمويل، فإن ثقافتها السياسية وحبها وقراءاتها المتعددة للتاريخ ربما تفوق كثيرا المتخصصين فى العلوم السياسية، وبمجرد مناقشتها فى أى قضية سياسية تعرف أنك أمام شخصية عميقة جدا فى فهم الأمور والقضايا الشائكة والمتعددة، وعند الحوار معها تستمتع بسلاسة السرد والتحليل ولها آراء واضحة ومحددة فى غالبية القضايا المثارة على الساحات المصرية والإقليمية والدولية.
وابنتها “عالية”، التى تدرس الآن فى مدارس “ليسيه – مصر” للغات، تعشق أيضا رغم صغر سنها السياسة والتاريخ ويلقبونها فى المدرسة بالوطنية الصغيرة “ la petite patriote ”، وأحلامها أن تصبح مصر فى مصاف الدول المتقدمة، وأخوها أحمد طالب أولى ثانوى لا يقل عنها وطنية وثقافة سياسية وتاريخية، ولِمَ لا؟ وهو ابن هذا البيت الأصيل.
عندما تدخل بيت آل غيث، ينتابك شعور بأنك فى محراب؛ سكانه من العاشقين والغارقين فى حب مصر والعارفين لحدود الله والرسول، وفى آخر رحلة عُمرة للسيدة صافيناز نور والدة غادة غيث، كان دعاؤها فى الكعبة لمصر وللرئيس السيسى حتى انهمرت دموعها من شدة التأثر وخروج كل كلمة من قلبها بنية صادقة.
ستظل مصر مرفوعة الرأس، مادام فيها بيوت مثل بيت “آل غيث” الذى يمثل وبصدق الطبقة الوسطى المحافظة على استقرار البلد والذين يقدرون معنى الثقافة والتربية والفهم الصحيح للدين الإسلامى الوسطى بدون تشدد وبدون تعصب ويربون أبناءهم على احترام الكبير وحب الوطن ومعرفة الحقوق والواجبات ومعنى احترام الآخر، هذه هى المبادئ السامية التى تربينا عليها جميعا منذ زمن، والتمسك بها أصبح من الأشياء الصعبة بل والمستحيلة فى ظل غياب القدوة وغياب المبادئ وغياب دور الأسرة، لكن عندما تكون الجدة قدوة لابنتها وحفيدتها وتجد حصيلة هذا المجهود أشخاصا أسوياء يحظون باحترام الجميع وتقدير وحب كل من يتعامل معهم ويتمتعون بروح الأخاء والنظام والصدق فى التعامل وروح التعاون والوفاء والاستعداد للتضحية من أجل الغير، هذه هى المبادئ التى نفتقدها الآن ونتمنى أن تعود إلى الأسرة المصرية بكافة مستوياتها الاجتماعية. وفى النهاية لا أملك سوى أن أقول: سلاماً “آل غيث”.

Related Articles