الإيكونوميست المصرية
سن الـ 60 تحير الأطباء وعلماء النفس الاجتماعى…بقلم:أشرف الليثى

سن الـ 60 تحير الأطباء وعلماء النفس الاجتماعى…بقلم:أشرف الليثى

أشرف الليثى

أصبحت سن الـ 60 تمثل الآن صراعا حادا بين أصحاب الأعمال سواء كانت قطاعا عاما أو خاصا من ناحية، وبين جموع العاملين فى دول العالم المختلفة.. ففى فرنسا على سبيل المثال، ترى الحكومة أن سن التقاعد لابد أن يتم ترحيلها إلى ما بعد الستين وذلك لأن الأبحاث العلمية أثبتت أن أعمار البشر نتيجة التطور الطبى أصبحت أطول عن ذى قبل بنحو 14 عاما؛ بمعنى أن الإنسان الذى كان يحال للتقاعد عند الستين من الممكن الآن ترحيله إلى 74 عاما وهذا ما أغضب نقابات العمال فى فرنسا ورفضته بشدة.
والأبحاث التى يقوم بها الآن خبراء من الأطباء وعلماء النفس الاجتماعى لإثبات حقيقة أنسب سن للتقاعد، بداية تشير تلك الأبحاث إلى أنه من الصعب توحيد القياسات فى تحديد عمر البشر؛ فالعامل الذى يعمل أمام أفران ذات درجات حرارة عالية، أو إنسان آخر يعمل فى مناجم الفحم تحت الأرض، أو إنسان يعمل فى صناعة الإسمنت أو البلاستيك، هل يتساوى بشخص يعمل داخل مكاتب مكيفة وفى ظروف بيئية أفضل من هؤلاء؟ هل يتساوى العمر الفسيولوجى لهؤلاء جميعا ويتم إحالتهم إلى التقاعد فى سن الـ 60 مثلا؟؟
الإجابة بالطبع لا.. وهل الإنسان الذى يعمل فى البيئات الريفية مثل الذى يعمل فى البيئات الحضرية أو الجبلية أو الصحراوية؟ وهل الذكر مثل الأنثى؟
أولا: علماء علم النفس الاجتماعى أكدوا أنه لا يمكن للجميع التساوى فى السن المحددة فى الرقم القومى لأن وحدة القياس ظالمة، وهو ما يعرف بالسن المثبتة فى الأوراق الرسمية ولكن فى الحقيقة لا يمكن مساواة الجميع.
ثانيا: يشير خبراء الطب إلى أن الكتلة العضلية للإنسان ربما تتساوى نسبيا حتى سن الأربعين، ولكنها تبدأ فى الاختلاف تماما بعد ذلك وتؤثر فيها عوامل التدخين وإدمان الخمر والمخدرات وعدم ممارسة الرياضة، فتبدأ الفجوة تزيد بين الأشخاص بعضهم وبعض وهناك أشخاص يصلون إلى سن الستين قبل غيرهم .
والعنصر الآخر الذى يستندون إليه فى أبحاثهم اللياقة الذهنية، فهناك أشخاص تقل لديهم هذه اللياقة قبل الآخرين، ولذلك سيكون من غير المفيد توحيد القياسات الذهنية للجميع وفقا للعمر الميلادى الموجود فى الرقم القومى.
ومازال الجدال مستمرا بين أطراف النزاع بين أصحاب الأعمال الذين يرغبون فى مد سن التقاعد فى الدول الغربية وبين نقابات العمال التى تتمسك بين التقاعد المحدد وهو 60 حتى يستمتع أصحابها بما تبقى من أعمارهم.
وبالنسبة لمصر، فقد حددت بصفة نهائية رفع سن التقاعد إلى 65 عاما بحلول عام 2040، ولكن من الواضح أن هذا الموضوع سوف يحتاج إلى تقييمات أخرى بناءً على الأبحاث التى تتم الآن وفى انتظار نتائجها.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *