الإيكونوميست المصرية
ضرورة الاهتمام بالزراعة الصيفية للتغلب على أضرار الموجات الحارة

ضرورة الاهتمام بالزراعة الصيفية للتغلب على أضرار الموجات الحارة

ولاء جمال – وفاء على

يشهد العالم كله ارتفاعا ملحوظا فى درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة، مما يصيب مختلف القطاعات بالسلب، وبالتأكيد يعد القطاع الزراعى أحد أكثر القطاعات تأثرا بهذه الظاهرة.
وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ كلية الزراعة بجامعة القاهرة: إن القطاع الزراعى هو أكثر القطاعات تضررا من التغيرات المناخية، حيث يؤدى ارتفاع الحرارة إلى فقدان كميات كبيرة من المياه العذبة.
وأفاد بأن إنتاج العديد من النباتات والفاكهة يحتاج إلى نسبة معينة من الحرارة وبالتالى فإن تجاوزها يؤدى إلى وقف أو تدهور الإنتاج، لافتا إلى أن المناخ أصبح يتحكم فى نوعية المزروعات قبل المياه والتربة، كما أن ارتفاع نسب الرطوبة الجوية يؤدى إلى انتشار العديد من أمراض النباتات.
وأضاف د. نادر نور الدين أن الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة يؤدى إلى توقف إنتاج بعض النباتات منها الفاصوليا الخضراء والطماطم والكوسة والخيار وغيرها، وبالتالى ترتفع أسعارها.
وأوضح أستاذ كلية الزراعة بجامعة القاهرة أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة يؤدى أيضا إلى انخفاض عموم إنتاجية الحاصلات والثروة الداجنة والحيوانية بنسبة 10% بسبب الإجهاد الحرارى الناتج من ارتفاع درجات الحرارة كما يؤدى إلى تزايد نسب النفوق فى الدواجن.
وطالب د. نادر نور الدين بضرورة الاهتمام بالزراعة الصيفية فى الصوب الزراعية الحديثة الكبيرة والمظللة بشباك التهوية والتى تعد إحدى وسائل التغلب على أضرار الموجات الحارة، بالإضافة إلى ضرورة الرى الليلى نظرا لشدة الحرارة نهارا، وتقريب الفترة بين الريات لتعويض ما يفقده النبات من المياه سواء من جسم النبات لتلطيف الجو حوله أو من التربة، حيث يفقد النبات نحو 99% مما يمتصه من مياه ولا يستفيد إلا بنحو 1% فقط للنمو والمحصول.
من جانبه، أكد أحمد السيد الخبير الزراعى أن هناك بعض التأثيرات السلبية لارتفاع درجات الحرارة على المنتجات الزراعية أبرزها انخفاض الإنتاجية حيث تؤدى درجات الحرارة المرتفعة إلى انخفاض قدرة النباتات على امتصاص الماء والمغذيات، مما يؤثر على نموها وإنتاجها، خاصة أن موجات الحر الشديد قد تؤدى إلى ذبول النباتات وموتها مما يتسبب فى خسائر فادحة للمزارعين.
ولفت أحمد السيد إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تؤدى إلى تدهور جودة المنتجات الزراعية وتقليل قيمتها الغذائية، بالإضافة إلى ظهور أمراض ونباتات ضارة تؤثر على صحة الإنسان والحيوان.
وأشار الخبير الزراعى إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تؤدى كذلك إلى احتياج المزارعين لمزيد من استخدام المياه لرى المحاصيل، مما أسفر عن زيادة تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى أنها تضطرهم أيضا إلى استخدام مبيدات حشرية ومبيدات فطرية لمكافحة الأمراض والنباتات الضارة مما يؤدى إلى زيادة التكاليف بشكل أكبر.
وأوضح أحمد السيد أنه على الرغم من هذه التحديات، فإن الحكومة المصرية تبذل جهودا كبيرة لمواجهة آثار تغير المناخ على القطاع الزراعى، وتشمل هذه الجهود تحديث البنية التحتية للرى، حيث تعمل الحكومة على تحديثها لاستخدام تقنيات رى أكثر كفاءة مثل الرى بالرش والتنقيط، مما يساهم فى تقليل استهلاك المياه وتحسين كفاءة استخدامها فى الزراعة.
وأكد الخبير الزراعى أن الحكومة تعمل أيضا على تطوير الأصناف المقاومة للحرارة، حيث تدعم الحكومة جهود البحث والتطوير لتطوير أصناف نباتية جديدة مقاومة للحرارة والجفاف، خاصة أن هذه الأصناف ستساهم فى تحسين الإنتاجية وتقليل خسائر المزارعين.
ولفت إلى أن الحكومة تعمل على نشر الوعى بين المزارعين بأفضل الممارسات الزراعية التى تساعد على التكيف مع تغير المناخ، حيث تشمل هذه الممارسات استخدام تقنيات زراعية حديثة وتطبيق مبادئ الزراعة المستدامة.
وأضاف أحمد السيد أن الحكومة تقدم الدعم المالى والفنى للمزارعين لمساعدتهم على التكيف مع تغير المناخ، ويشمل هذا الدعم توفير قروض ميسرة وتدريبات على استخدام التقنيات الحديثة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *