بقلم: أشرف الليثى
بدأت علاقتى بالأستاذ طارق الخولى منذ عام 2018 عندما تولى منصب رئيس مجلس إدارة بنك الشركة المصرفية العربية الدولية، وكان لى الشرف أن أكون أول صحفى يجرى معه حديثا صحفيا مطولا تحدث فيه عن أفكاره لتغيير هوية هذا البنك الذى لم يكن موجودا فعليا فى السوق المصرفية المصرية وكان يحتل المراتب الأخيرة، وكان من أهم ما يشغل باله اسم البنك الذى أصبح لا يليق به فى ظل التطورات الضخمة التى تجرى الآن، وكان اسم saib لم يكن موجودا فى هذا الوقت ولم يكن مطروحا حينئذ، وحقيقة أشفقت على الرجل من كثرة المشاكل التى كان يئن بها البنك، بل تخوفت جدا وأعربت له عن تخوفى من الرهان بمستقبله المصرفى العريض الذى بدأ منذ عام 1982 مع البنك العربى ثم مع MIBANK ثم بنك عودة ثم البنك المركزى كوكيل للمحافظ المساعد لقطاع الرقابة الميدانية ورئيس إدارة المخاطر المركزية فى البنك المركزى، ولكننى بمجرد ما جلست أمامه وتحدث معى عن أفكاره وطموحاته لبنك الشركة المصرفية العربية الدولية تبددت كل مخاوفى وشكوكى، فالرجل كان يدرك تماما حجم المخاطر وحجم التحديات ويدرك أيضا أنه يواجه صعوبات داخلية تفوق مئات المرات الصعوبات الخارجية.
الأستاذ طارق الخولى أفكاره مرتبة ولديه رؤية ثاقبة تجعلك تجلس أمامه ولا عليك سوى الإنصات فقط، وأهم ما يميزه إيمانه الشديد بالعمل الجماعى وقناعته بأن أول طريق النجاح يبدأ من خلال تطوير العنصر البشرى وتهيئته لتولى المسئولية فى إطار منظومة عمل متكاملة يكون لكل فرد فيها دوره المؤثر، ومهما صغر أو كبر حجم العمل الموكل لكل فرد فإن عليه أن يؤديه بإخلاص ويجتهد ويبذل أقصى ما فى وسعه.
لا يحب الأستاذ الحديث عن الماضى أو البكاء على اللبن المسكوب ولكن ينظر دائما إلى الأمام، ولديه قناعة تامة باتباع المنهج العلمى والأسلوب المؤسسى فى عمله بصفة عامة، يجيد تحريك فريق العمل الذى يعمل معه بحرفية واقتدار وبحب أيضا، وهو من مدرسة الأسلوب الهادئ الرصين ولا يعرف سوى طريق الحق والعدل والمساواة.
اختيار الأستاذ طارق الخولى وكيلا للبنك المركزى بقرار جمهورى اعتبارا من 27 نوفمبر 2023 وقبوله هذا المنصب الرفيع يعد تحديا جديدا فى مشواره المهنى الممتد منذ 40 عاما، واختياره لهذا المنصب فى هذا التوقيت الصعب تشريفا وطنيا واعترافا بقدرته على المضى قدما فى الطريق الصعب وأملا فى تحقيق النجاح مثلما قاد بنك saib من قبل والعبور به إلى بر الأمان وتحويل خسائره إلى أرباح لأول مرة فى تاريخ البنك، وحقيقةً فهو لا يعرف سوى طريق النجاح مهما كانت المصاعب.
أعتقد أنه إن شاء الله سوف يحقق النجاح فى مهتمه الانتحارية رغم أن الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد الآن ليست هى الأفضل، فى نفس الوقت هناك آمال شعب بالكامل معقودة حاليا على فريق المركزى المحترف وننتظر منهم جميعا حلولا غير تقليدية لعلاج مشاكل صعبة يئن منها الاقتصاد الآن، واتخاذ قرارات من شأنها المساعدة على استقرار السوق ونزع فتيل الاحتقان الموجود حاليا.
المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.. وعلى الله التوفيق.