الإيكونوميست المصرية
عصام الدين فرج………………بقلم: أشرف الليثى

عصام الدين فرج………………بقلم: أشرف الليثى


الدكتور عصام الدين فرج الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.. بدأت علاقتى به عام 2011 عقب أحداث يناير مباشرة عندما تم نقل مقر المجلس الأعلى للصحافة بعد الحريق الذى تعرض له مبنى مقر الحزب الوطنى بكورنيش النيل وتدميره تماما، وكان المجلس الأعلى يشغل طابقا فى هذا المبنى الضخم، وانتقل المجلس إلى المقر المؤقت فى وكالة أنباء الشرق الأوسط بالدور الخامس بشارع هدى شعراوى، كانت تلك الفترة من أصعب وأدق الفترات التى مرت على مصر بصفة عامة والإعلام والصحافة بصفة خاصة.
كانت هناك مظاهرات واحتجاجات شبه يومية من جانب الصحفيين أمام مقر الوكالة فى محاولة للوصول إلى مقر المجلس الأعلى للصحافة، وكان الدكتور عصام فرج يتصدى وحده لجموع هؤلاء الصحفيين، ونظرا لطبيعته الهادئة المتزنة ودبلوماسيته استطاع احتواء هؤلاء المتظاهرين دون أن يسبب أى مشكلة للوكالة التى وجدت نفسها مقحمة فى مشاكل ليس لها أدنى علاقة بها. ونظرا لطبيعة عمل الوكالة الحساس، حرص الدكتور عصام على أن يبعدها تماما عن مشاكل الصحفيين واحتجاجاتهم ويتحمل بكل جسارة وحده هذه المظاهرات والوقفات الاحتجاجية.
الدكتور عصام لديه القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة بثبات انفعالى كبير وبهدوء واتزان وبقدرة فائقة يستطيع أن ينزع فتيل أى أزمة قبل أن يصل الموقف لدرجة الانفجار دون أن يسبب أية خسائر لأى طرف أمامه، ولديه القدرة على امتصاص غضب الطرف الآخر الذى أمامه مهما كانت درجة الغليان دون أن يشعره بأن هناك خاسرا أو كاسبا للمعركة.
الفترة المقبلة فى تاريخ الإعلام المصرى تعتبر من الفترات الصعبة بل الأصعب فى تاريخ مصر الحديث، نظرا لتشابك وتعقد القضايا الإعلامية وتعددها، وتحتاج إلى أناس ذوى مواصفات خاصة، ومنصب الأمين العام للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من المناصب الحساسة جدا التى ربما لم يظهر عمله على السطح ولكن إدارته للعمل وتنسيق نشاط اللجان المختلفة تهيئ المناخ المناسب للمجلس لأداء دوره بهدوء وحرفية وحيادية.
وحقيقة وبدون أى تحيز فإن شخصية الدكتور عصام تعتبر هى الأنسب لهذا المنصب خاصة فى تلك المرحلة المهمة.
ولجنة الشكاوى التى يرأسها الأستاذ جمال شوقى، والتى تعتبر من أصعب اللجان وأكثرها حساسية نظرا لكم العمل الضخم الملقى على عاتقها، أعتقد أن الأمين العام له دور مهم للغاية بها لمساعدة أعضاء اللجنة كى يؤدوا عملهم الضخم والصعب والشاق بسهولة ويسر.
الدكتور عصام فرج تنتظره ملفات مهمة وشائكة جدا، والأنظار كلها تتسلط عليه، والتحديات التى تواجهه ضخمة، ولكن قبوله لهذا المنصب فى هذا التوقيت يعتبر تحديا جديدا، وكلى ثقة فى قدرته على السيطرة على كافة الأمور بسهولة ويسر، خاصة أنه كأستاذ جامعى يملك عقلا مرتبا ويؤمن بالمنهجية فى العمل، كل هذا سوف يجعل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يعمل كخلية نحل منظمة تؤدى عملها بحبٍ وتفانٍ وإتقانٍ، وفى النهاية سيكون الكاسب هم الإعلاميون.
مبروك للمنصب.. وأعانك الله على المسئوليات الضخمة.

Related Articles