بقلم: أشرف الليثى
على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على تأسيسها فى مصر، فإن السمة الرئيسية فى عملها هو الانضباط التام والتزام كافة أعضائها دون استثناء بقوانينها وأعرافها، ونجحت غرفة التجارة الأمريكية التى تأسست فى مصر عام 1982 والأولى من نوعها فى الشرق الأوسط بأن يكون لها شخصية مميزة وسط باقى الغرف التجارية وأن يكون لها دور أساسى فى تعميق علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر والولايات المتحدة، بل تعدى أحيانا دورها لتلعب دورا كإحدى مؤسسات المجتمع المدنى المؤثر فى اتخاذ القرارات الهامة مثل اتفاقية الكويز، وحاولت كثيرا للضغط على الجانب الأمريكى من أجل توقيع اتفاق التجارة الحرة بل ومن المؤكد أن دورها كان بارزا فى أوقات اختلاف وجهات النظر بين الجانبين المصرى والأمريكى بشأن المساعدات المدنية التى تم توقيعها فى أعقاب اتفاقية كامب ديفيد، وشهدت طوال ثلاثة عقود تقريبا مناقشات وجدالا واسعا سواء فى الكونجرس أو داخل الحكومة الأمريكية.
وكان للغرفة الأمريكية الريادة فى استنباط بعثات طرق الأبواب للعاصمة الأمريكية واشنطن، ولم تغلف تلك البعثات بالصبغة الحكومية أو التجارية لعقد صفقات تجارية لأعضائها وإنما تستهدف تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وفتح حوار حول أهم القضايا التى ممكن أن تكون مثار نقاش ومحاولة تصحيح الصورة المغلوطة فى بعض الأحيان لدى الرأى العام الأمريكى حيث كانت تتركز لقاءات أعضاء الوفد المصرى مع الأعضاء البارزين فى الكونجرس الأمريكى بغرفتيه الشيوخ والنواب ولقاءات مع وسائل الإعلام والمراكز البحثية وكبار الكتاب المؤثرين فى الرأى العام الأمريكى.
وقد شاركتُ فى عدد كبير من هذه البعثات ضمن الوفد الإعلامى المشارك فى هذه البعثات والتى أعترف أننى لم أر مثل هذا التنظيم المحترف الرائع والأجندات المتخمة بالمواعيد مع شخصيات هامة ومؤثرة وذلك بإدارة واعية لهذا الملف من المجتهدة النشطة رانيا سبسوبه التى نجحت فى بناء جسور من الثقة مع الصحفيين والإعلاميين الذين يتولون تغطية أخبار الغرفة.
وأريد أن أشير هنا أيضا إلى التنسيق الرائع بين أعضاء بعثات طرق الأبواب والذين يشكلون مجموعات عمل لمقابلة أكبر عدد من المسئولين وفى إطار هذا التنظيم المخطط كان يصاحب البعثة فى الغالب بعض أصحاب الشركات الأمريكية العاملة فى السوق المصرية لشرح وعرض تجاربهم فى مصر وحقيقة الأوضاع التى قد تكون مغلوطة لدى رجال الأعمال الأمريكان وذلك بهدف جذبهم للاستثمار فى مصر.
هناك دائما نجوم من كبار رجال الأعمال أعضاء الغرفة الذين كانت لهم بصمات واضحة ساهمت بشكل كبير على نجاحها واستمرارها فى العمل لتؤدى دورها المنوط بها دون الخروج عن النص مما جعلها من أكثر مؤسسات المجتمع المدنى تأثيرا سواء فى مجال البيزنس فى مصر ونالت احترام غرفة التجارة الأمريكية فى واشنطن التى تعتبر غرفة التجارة فى مصر من أنشط وأنجح الغرف الأمريكية خارج الولايات المتحدة ومن هؤلاء النجوم جمال محرم وعمر مهنا وخالد أبو بكر وطارق توفيق وأنيس اكليمندوس وأحمد أبو على وشريف كامل.
وإذا كان هناك فضل على التطور الإدارى الفنى للغرفة فهذا يرجع إلى هشام فهمى الذى قضى أكثر من 25 عاما رئيسا تنفيذا للغرفة أسس خلالها لنظام إدارى متطور تسير عليه حتى الآن رغم تركه منصبه منذ 12 يناير 2016 وتولى سيلفيا منسى للمنصب خلفا له وقد نجح هشام فهمى فى توسيع قاعدة العضوية وتنظيم البرامج وتعميق شبكات الاتصال بين أعضاء الحكومات المختلفة على مدى 25 عاما وبين جميع أعضاء الغرفة الأمريكية ورجال الأعمال بها وساهم بشكل كبير فى تعزيز النظام المؤسسى للغرفة حتى أصبحت نموذجا فى التنظيم والإدارة واحترام المواعيد.
كما كان لهشام فهمى الفضل الأكبر فى تعميق علاقات الغرفة برجال الإعلام حيث كنا نلجأ إليه دائما لاستيضاح أى أمور غامضة وكان لا يبخل علينا بالمعلومة الصحيحة والنصيحة أيضا وحتى الآن رغم وجوده فى واشنطن نلجأ إليه كثيرا للحصول على أى معلومة قد نحتاج إليها.
لا يمكن إنكار فضل غرفة التجارة الأمريكية بمصر على إثراء الحياة الاقتصادية والتجارية فى مصر بفضل المؤتمرات واللقاء الناجحة مع كبار المسئولين فى الدولة أو تنظيم لقاءات لوفود رجال الأعمال الأمريكان الذين يزورون مصر من آن لآخر ومازلنا ننتظر من الغرفة المزيد من الإنجازات سواء داخليا أو خارجيا.