الإيكونوميست المصرية
قناة السويس ستظل أفضل ممر للتجارة فى العالم

قناة السويس ستظل أفضل ممر للتجارة فى العالم

فاطمة إبراهيم
أكد خبراء النقل أن مشروع إنشاء ممر للسكك الحديدية والشحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا يمر عبر السعودية وإسرائيل، سيحتاج إلى نحو عشر سنوات للتنفيذ، وسيكون له تأثير طفيف على قناة السويس، حيث إن الحمولة الإجمالية للقطار قد تصل إلى 100 حاوية، بعكس المركب الواحدة التى تمر من قناة السويس وتحمل 24 ألف حاوية.
وبفرض أنه فى العام الواحد تم نقل ما يعادل 36 ألف حاوية فى المشروع الجديد، فهو رقم لا يشكل أى خطورة على قناة السويس التى يمر من خلالها نحو 35 مليون حاوية.
وقال الفريق كامل الوزير وزير النقل: “لم أقلق تماما من إعلان إنشاء ممر اقتصادى بين الهند وبعض دول آسيا وأوروبا بأنه قد يؤثر على قناة السويس.. مفيش مشكلة أبارك للمشتركين فيه، ونحن سبقنا بمشروعات، ليس بغرض المنافسة ولكن كون بلدنا تحتاج لهذه المشروعات”.
وأضاف الوزير: “نفذنا ازدواج قناة السويس الجديدة، ومشروع القطار السريع، إضافة إلى الممرات اللوجستية، مش بهدف إننا ننافس حد، مصر مش مع حد ولا ضد حد، مصر مع مصلحة شعبها”، وأضاف: “نعلم من فترة بوجود أفكار حول خطوط عديدة بالمنطقة منذ فترة، وتنمية بلادهم حق لهم، ونحن نساعدهم فى هذا الأمر، كوننا نمتلك خبرات فى مد خطوط السكك الحديدية وحفر الأنفاق”.
وذكر وزير النقل: “جاهزون نشارك أشقاءنا العرب فى إنشاء أى مرافق، لأنهم لا ينفذون هذه المشاريع للتأثير علينا، هذه مصلحة بلادهم، كما ننفذ نحن عملنا من أجل مصلحة بلدنا”، متابعا: “بطمن المصريين، مفيش حاجة هتكون بديلة لقناة السويس إطلاقا، حتى القطارات الجديدة فى مصر لا يمكن أن تكون بديل للقناة، كون الحمولة الإجمالية للقطار قد تصل إلى 100 حاوية، بعكس المركب الواحدة التى تمر من قناة السويس وتحمل 24 ألف حاوية”.
وقال الفريق كامل الوزير موضحا: “مفيش منافس على الإطلاق، قد يأخذ بعض حاويات البترول وهذا أمر طبيعى كون حركة التجارة تتطور، قناة السويس أهم ممر ملاحى فى العالم ولا بديل لها”.
وأشار إلى أن تكلفة النقل عبر الممر الاقتصادى الجديد بين الهند وبعض الدول العربية ستكون أعلى بسبب خط السير الذى يشمل محطات عدة.
وأشار الخبراء لـ”الإيكونوميست المصرية” إلى أن مصر لديها فرصة هائلة لتعزيز تنافسية قناة السويس كممر بحرى للحاويات فى منافسة الطرق البديلة مثل الممر الاقتصادى بين الهند والشرق والأوسط وأوروبا، مشددين على أهمية التنسيق والتكامل بين قناة السويس والهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس لجذب استثمارات أجنبية لتنفيذ مشروعات لوجستية وتقديم هذه الخدمات للسفن المارة فى القناة ليس ذلك فحسب بل العمل على تصدير هذه الخدمات لتكون مصر مركز عالمى لتقديم الخدمات اللوجستية.
وقال سعد الزناتى مستشار وزير النقل السابق إن مشروع الهند أوروبا، المعلن عنه فى آخر قمة لمجموعة العشرين، يستغرق وقتا طويلا حتى يتم تنفيذه، مشيرا إلى أنه يشبه المستحيل أن يتم تفريغ سفن تحمل 20 ألف حاوية على سكة حديد، وربما يكون ذلك أقل تكلفة لكنه يستغرق وقتا أطول، غير أنه يمكن أن يستخدم الطريق فى تنفيذ مشروع أنابيب لنقل الغاز والبترول.
وأضاف الزناتى أن طريق الهند أوروبا قد يكون الأقصر لكن من المستحيل أن يكون بديلا عن قناة السويس، كما أنه توجد طرق أخرى مثل طريق الحرير غير أنه أبعد قليلا، مشيرا إلى أن مصر لديها فرصة جادة للاستثمار فى ممر قناة السويس، وترفع كفاءة الممر والعمل على جانبى الممر.
ولفت مستشار وزير النقل السابق إلى أن الهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس يجب أن تعطى مزايا وحوافز لجذب المستثمرين مثلما حدث من قبل، منتقدا التباطؤ الشديد فى تنفيذ المشروعات الاستثمارية التى وعدت بها الدول فى منطقة القناة.
وأشار الزناتى إلى أن مصر أمامها فرصة هائلة لجذب استثمارات للمنطقة لاسيما أن ممر قناة السويس جيد جدا، وبه إمكانيات هائلة، لافتا إلى أنه يجب القضاء على البيروقراطية التى تمثل العائق الأساسى أمام جذب الاستثمارات الأجنبية.
من جهته، أكد الدكتور محمد على عميد معهد النقل البحرى سابقا أن مشروع الهند أوروبا ليس الطريق الوحيد الذى يحاول منافسة قناة السويس، ولكن توجد مشروعات كثيرة فى هذا الاتجاه.
ورأى الدكتور محمد على أن القيمة المطلقة لتأثير مشروع الهند أوروبا قد تكون ليست كبيرة، لافتا إلى أهمية أن نفكر فى أن هذا المشروع قد لايتوقف فقط على كونه سكة حديد ولكن من الممكن أن يكون هناك أنابيب لنقل الغاز والبترول عبر حيفا وعسقلان.
وشدد عميد معهد النقل البحرى سابقا على ضرورة تعزيز القدرات التنافسية لقناة السويس لاسيما أن هذا المشروع ليس الوحيد ولكن توجد طرق أخرى إقليمية ودولية منافسة للقناة، منوها إلى ضرورة الترابط والتنسيق والتكامل بين قناة السويس والهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس لتوطين صناعات لوجستية عالمية، وتقديم الخدمات اللوجستية للسفن المارة عبر القناة، وتصدير هذه المنتجات عبر القناة.
وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن، ورئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قد أعلنوا خلال قمة مجموعة العشرين الأخيرة، عن خطط لبناء خط سكك حديدية وممر شحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، فى مشروع يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادى والتعاون السياسى.
ويعد المشروع جزء من مبادرة أطلق عليها اسم الشراكة من أجل الاستثمار فى البنية التحتية العالمية، حيث سيساعد الممر على تعزيز التجارة ونقل موارد الطاقة وتطوير الاتصال الرقمى.
ويتكون الممر الاقتصادى بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا من ممرين منفصلين، الأول الممر الشرقى ويربط الهند بالخليج العربى والممر الغربى الذى يربط الخليج بأوروبا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *