الإيكونوميست المصرية
كاسك يا وطن ————— بقلم حورية كامل

كاسك يا وطن ————— بقلم حورية كامل


بقلم: حورية كامل

اسمحوا لى أن أستعير اسم مسرحية للفنان السورى دريد لحام وأقولها بعلو الصوت “بدى أشرب كاسك ياوطن” لا أكون عرضه للابتزاز الحكومى فيه من رسوم وضرائب وإكراميات ومرتبات تُدفع من جيوبنا لستة ملايين موظف عنوة واقتدار لا يعملون، فمن يعمل مليون موظف فقط والستة ملايين الآخرين عالة على جيوبنا بل يتمتعون بتعليم وصحة ومعاش وما إلى ذلك من مميزات نحن من ندفعها وكل هذا لتقاعس البرلمان عن إصدار قانون الأحوال المدنية الذى سُن إبان ثورة يوليو الناصرية.
بدى أشرب كاس وطن يحترم أدميتى يشملنى برعاية صحية حقيقية تليق بالبشر، وطن أُحترم فيه ولا أكون عُرضة لجشع كل من كنت فى مرمى هدفهم من سائقين إلى متسولين إلى مؤسسات لاتعمل إلا إذا دفعت الشاى لهم وهذا لكى أحصل على الخدمة التى من حقى أساسا وأدفع رسومها طائعة صاغرة.
وطن صريح لايكذب فيه على الشعب المسئولون ويخرجون علينا بتصريحات رنانة ولكنها لاتنفذ ولا تسمن أو تشبع من جوع.
كاسك ياوطن أعشقه وأعشق تنفس هوائه، يسلبنى عقلى حين أنظر إلى نيله، شوارعه، مبانيه وحتى أرضه أذوب فيهم جميعا عشقا.
كاسك ياوطن تنتابنى الغيرة إذا استحسنت نظاما معيشيا فى أى دولة أذهب إليها وأتمناه بوطنى الذى تجرعت حبه منذ مولدى ولم أشتهِ غيره مقرا لى، فأنا نبتة هذه الأرض الطيبة ولكن تعاقبت عليها عصور ورؤساء والوضع كما هو، ولكن مازال يحدونى الأمل فيه ومازلت لا أنتمى لغيره حبا وعشقا، هل أكون مريضة به؟ مرحبا بمرضى بوطنى الحبيب، فكما ولدت به وترعرت فيه وأنجبت ذريتى به وأحفادى ولدوا بأرضه، فلا أتمنى غير أن أدفن فيه .
وإلى أن تأتى ساعتى، سأظل أحلم بكاس الوطن وفقط أقول لوطنى حنانيك على من مثلى الكثيرين الذين يعشقون سماء وأرض وهواء الوطن الذى ليس لنا بديل له وإن تعددت المُغريات فلا نرضى له بديلا، مازلنا نحن المتيمين بالوطن نكتب اسمها عالشمس اللى مابتغيب حين نسافر أيام خارجه ونُسرع للعودة له، مصر وطنٌ يعيش فينا مهما بعدنا وليس وطنا نعيش فيه. حنانيك ياحكومة، يامن فى يدكم القرار، يامسئولين، يا أصحاب الكراسى حنانيك علينا.

Related Articles