أشرف الليثى
رغم أنها أقدم دولة فى التاريخ، فإنها لم تبح بأسرار جمالها حتى هذه اللحظة، والدليل على ذلك أننا حتى الآن نكتشف مناطق جميلة فى ربوع مصر المختلفة مثل العلمين التى أصبحت من أجمل بقاع العالم، وأتوقع أن تنافس فى أقل من خمس سنوات قادمة الريفيرا ومونت كارلو وكان ونيس المدن الأشهر على مستوى العالم .
هذه المنطقة وفى أقل من ست سنوات تحولت من مدينة أشباح، مزروع بها أكثر مليون ونصف مليون لغم منذ الحرب العالمية الثانية واستمر هذا الوضع المخيف لأكثر من 80 عاما، إلى مدينة حديثة من مدن الجيل الرابع التى تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية، بل أصبحت درة الساحل الشمالى كله وربما تكون أجمل مدينة على شاطئ البحر المتوسط .
هذه المدينة ستصبح شهادة أمام العالم كله على قدرة المصرى على التخطيط والتنفيذ والإبداع ومحاكاة أحدث المدن العالمية .
وإذا دققنا البحث فى أرض مصر المباركة سنجد كنوزا ليس لها حصر لم تستكشف بعد؛ على سبيل المثال الواحات المصرية تحتاج إلى عين الفنان المصرى لإعادة اكتشافها وتخطيطها لتصبح على الخريطة السياحية لمصر بل من الممكن أن تصبح من أجمل المناطق الطبيعية فى العالم والتى ليس لها مثيل، فلم يزورها أحد إلا ووقع أسيرا فى حبها فما بالك لو تم تطويرها وتحديثها.
وإذا انتقلنا إلى كنز آخر من كنوز مصر فى سيناء وخاصة منطقة جبل الطور أو جبل موسى أو منطقة سانت كاترين والتى من الممكن أن تصبح مزارات سياحية لكافة الأديان فهذه المنطقة تجلى فيها رب العزة إلى الأرض وكلم فيها موسى عليه السلام، هل هناك فضل أكثر من هذا لمنطقة فى مصر، تجلى فيها رب العرش ألا تستحق هذه المنطقة أن تصبح أقدس منطقة على ظهر الأرض يأتى إليها السائحون من مختلف دول العالم.
السياحة هى الملجأ السريع الآن أمام مصر لزيادة مواردها من العملات الأجنبية، ولكن نحتاج أن نعرف كيف نسوق الكنوز المصرية التى تحت أيدينا خاصة أن ما نملكه ليس له مثيل آخر فى دول العالم التى يتجاوز دخلها من السياحة عشرات أضعاف ما يأتى لمصر.
هل يعقل أن يكون دخل مصر من السياحة أقل من دخل تونس أو المغرب اللتين لا تملكان ربع ما تملكه مصر من كنوز سياحية؟
حان الوقت لأن يصبح قطاع السياحة المشروع القومى الأول لمصر، والذى تسخر له كافة الإمكانيات كونه الطريق الأسرع للعملة الصعبة التى أصبحت شحيحة الآن وأصبحنا فى أمس الحاجة إليها.