• ارتفاع الصادرات لأول مرة بنسبة 98% وخطة استراتيجية لزيادة الإنتاج
• أبو بكر الديب: مصر لديها العديد من مصادر الطاقة التى تؤهلها لتصبح رائدة على مستوى الشرق الأوسط
• رئيسة المفوضة الأوروبية: ندعم مصر لتكون مركزا إقليميا لنقل الطاقة
ولاء جمال – وفاء على
أصبحت مصر رائدة فى مجال الطاقة وذلك بعد اكتشاف العديد من حقول الغاز والذى يؤهلها لأن تصبح مركزا إقليميا لإنتاج وتجارة الغاز.
وأكد الخبراء أن مصر رفعت صادراتها من الغاز إلى مستويات غير مسبوقة حيث قفزت قيمة صادراتها إلى 98% لتنفيذ خطتها الاستراتيجية بشكل متسارع لزيادة طاقتها التصديرية.
وفى هذا السياق، قال أبو بكر الديب، مستشار المركز العربى للدراسات والباحث فى العلاقات الدولية والاقتصاد السياسى إن مصر تستطيع أن تصبح رائدة فى مجال صناعة الطاقة، خاصة منذ أن تم اكتشاف حقل ظُهر الذى أصبح من أكبر حقول الشرق الأوسط باحتياطى يُقدر بنحو بثلاثين تريليون قدم مكعب، وهو ما يُعزِّز هذا الحقل بالإضافة إلى الاكتشافات الأخرى التى قامت بها مصر وهى ما تزيد الطموح الذى تسعى إليه مصر لتصبح مركزا إقليميا لإنتاج وتجارة الغاز.
وأضاف الديب فى تصريحات لـ”الإيكونوميست المصرية” أن مصر لديها العديد من مصادر الطاقة التى تؤهلها لتصبح رائدة على مستوى الشرق الأوسط، ومنها محطات الإسالة، حيث تصدر مصر الغاز المسال من محطتين الأولى فى مدينة إدكو بطاقة تُقدَّر بنحو 10 مليارات متر والثانية فى دمياط بطاقة تصل إلى نحو 7 مليارات متر مكعب، مشيرا إلى أن هاتين المحطتين تعملان بطاقة قصوى لتلبية الطلب العالمى المتزايد على الغاز الطبيعى.
وأكد أن مصر قامت برفع صادراتها من الغاز إلى مستويات غير مسبوقة حيث قفزت قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعى والمُسالة بنسبة 98% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى لتصل إلى 3,892 مليار دولار وذلك خلال الربع الأول من العام الجارى.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تسعى إلى تنفيذ خطة استراتيجية بشكل متسارع لزيادة طاقتها التصديرية، خاصة فى ظل ظروف الحرب الروسية الأوكرانية والتى جعلت مصر مركز اهتمام دول القارة الأوروبية والتى تسعى إلى التخلى عن استيراد الغاز من روسيا.
وأكد مستشار المركز العربى للدراسات والباحث فى العلاقات الدولية والاقتصاد السياسى، أنه بالفعل استحوذت الدول الأوروبية على نصيب الأسد من صادرات مصر للغاز المسال هذا العام بنحو 71%، وتعتمد عليها بشكل كامل لتأمين احتياجاتها من الغاز.
فيما ذكر أحمد عبد الوهاب خبير اقتصادى أن مصر تمتلك أساسيات تسييل الغاز الطبيعى من خلال محطتين فى البحيرة و دمياط عن طريق ناقلات الغاز الطبيعى وخطوط الأنابيب وبذلك ستكون مصر أكبر شريك تجارى للاتحاد الأوروبى.
وأكد أنه تم توقيع مذكرة تفاهم فى مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعى بين مصر والاتحاد الأوروبى بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التى أثرت بدورها على أسعار الغاز فى أوروبا وتعتبر مصر حاليا المركز الإقليمى لتجارة الغاز الطبيعى وستكون أكبر شريك تجارى للاتحاد الأوروبى، موضحا أن حجم إنتاج مصر من الغاز الطبيعى يصل إلى حوالى 190 مليون متر يوميا -69 مليار متر مكعب سنويا.
من جانبه، أوضح محمود ياسين، الخبير الاقتصادى أن مصر تحتل المركز 13 عالميا والخامس إقيلميا والثانى فى أفريقيا بعد الجزائر، مؤكدا أن المفوضية الأوروبية توقعت استيراد 7 مليارات متر من الغاز الطبيعى المسال من مصر 2022.
ولفت ياسين إلى أن مصر وقَّعت خلال الفترة الأخيرة العديد من الاتفاقات الأولية لمشاريع الهيدروجين والأمونيا الصديقة للبيئة على ساحل البحر الأحمر.
ووقَّعت مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبى مذكرة تفاهم لزيادة صادرات الغاز الإسرائيلى إلى الاتحاد الأوروبى بعد تسييله فى مصر.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، عقب توقيع المذكرة فى القاهرة على هامش الاجتماع السابع لمنتدى غاز المتوسط إنها فرصة لتأمين الطاقة والتعاون الإقليمى وتدعيم السلام والتحول للطاقة النظيفة.
وأضافت أن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية أجبرت المفوضية على تنويع مصادر الطاقة، مشيرة إلى أن المفوضية تدعم مصر لتكون مركزا إقليميا لنقل الطاقة وستساعد مذكرة التفاهم التى وقَّعت مع إسرائيل فى هذا الشأن.
ومن المتوقع زيادة شحنات الغاز من مصر إلى الاتحاد الأوروبى بموجب هذا الاتفاق، ومن المرجح أن يستغرق الأمر نحو سنتين حتى ينعكس أثر هذه الزيادة بشكل واضح على الصادرات المصرية.
ويعد هذا الاتفاق اعترافا بالدور الرئيسى الذى يلعبه الغاز الطبيعى فى سوق الطاقة فى الاتحاد الأوروبى حتى عام 2030.