الإيكونوميست المصرية
مصر تتوسع فى بناء المدن الذكية لتحسين حياة المواطن

مصر تتوسع فى بناء المدن الذكية لتحسين حياة المواطن

وفاء على

تخطط مصر حاليا لإقامة 30 مدينة جديدة بتكلفة 700 مليار جنيه، لاستيعاب 30 مليون نسمة وذلك فى إطار سعيها لبناء المدن الذكية باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية لتخفيف الازدحام فى المناطق الحضرية، وتقليل الضغط على العديد من المدن الكبرى ذات البنية التحتية القديمة، وتحسين حياة المواطن، وتحقيق النمو الاقتصادى.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن المدن الجديدة يتم بناؤها وفق أعلى المعايير العلمية المدروسة، وذلك فى خطوة تأتى فى إطار سعى الحكومة المصرية للقضاء على النمو العشوائى للمبانى ووضع رؤية مستقبلية للزيادة السكانية، مشيرا إلى أن مدن الجيل الرابع تهدف لتوفير سكن مناسب وحياة كريمة للمواطن وأن جميعها مدن ذكية تتواكب مع المستقبل الذى نتطلع إليه.

من جانبه، أكد أحمد الشناوى عضو لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين أن مدن الجيل الرابع والتى تقوم الدولة بتنفيذها بتوجيهات من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ستكون بمثابة نقلة نوعية لقطاع العقارات المصرى، والذى من شأنه أن يؤثر فى تغيير خريطة مصر بشكل يتناسب مع تحديات الحاضر والمستقبل.

وأضاف الشناوى لـ “الإيكونوميست المصرية” أن مصر استطاعت دخول عصرالمدن الذكية من الجيل الرابع وذلك من خلال بناء مدينة العاصمة الإدارية والتى عملت على زيادة الاستثمارات بالمنطقة، وتحفيز النمو الاقتصادى من خلال المشروعات التنموية التى يتم بناؤها فى هذه المدن .

وشدد عضو لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين على أن المدن الذكية تعتمد فى بنائها على الذكاء الاصطناعى وتسهيل العديد من المهام كالمرافق والمواصلات والطاقة وشبكات الصرف الصحى، مما يسهم فى تقليل الاتصال المباشر بين المواطنين، حيث تسهل على المواطن الحصول على الخدمات؛ على سبيل المثال: استخراج التراخيص والأوراق الرسمية وهذا يعمل على تقليل الازدحام والقضاء على الفساد وتحسين حياة المواطن وتحقيق النمو الاقتصادى.

وأوضح الشناوى أن مستقبل قطاع التشيد والبناء فى مصر سيعتمد بشكل كبير على المدن الذكية، والتى تسهم فى توفير الطاقة والجهد والوقت، بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة، مشيدا بالعاصمة الجديدة التى تم بناؤها فى وقت قياسى وذلك طبقا لرؤية مصر 2030 أو استراتيجية التنمية المستدامة التى تنتهجها الدولة المصرية.

وفى السياق ذاته، قال المهندس محمد طاهر عضو غرفة التطوير العقارى إن مصر أنشأت 13 مدينة ذكية وعلى رأسها العاصمة الجديدة ضمن مدن الجيل الرابع، لافتا إلى أن الحكومة المصرية تعتزم إطلاق المزيد منها، والذى بدوره سيؤثر بالإيجاب على التنمية والتعمير وزيادة استثمارات الدولة.

وأضاف طاهر أن هذه المدن الحديثة والتى صممت وفقا لأحدث المواصفات العالمية، من شأنها أن تسهم فى تعظيم تنافسية مصر لجذب الاستثمارات حيث تعمل على جذب أنظار الشركات ورجال الأعمال، لتكون بمثابة المقر الرئيسى للشركات المحلية والعالمية الموجودة بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى دعم القطاع السياحى، حيث ستصبح مقصدا سياحيا مميزا كما يحدث حاليا فى دولة الإمارات التى اتبعت هذا النهج فى بناء المدن الذكية.

وأشاد عضو غرفة التطوير العقار برؤية القيادة السياسية والتى تتمثل فى إطلاق المدن الذكية مثل العلمين والعاصمة الجديدة، مؤكدا أن مصر تمضى فى طريقها الصحيح نحو توفير مستقبل أفضل وبيئة آمنة للمواطنين.

وخلال السنوات الست الماضية، أطلقت وزارة الإسكان 15 مدينة جديدة تنتمى لمدن الجيل الرابع وتعتمد على تقنيات المدن الذكية التى تضمن استدامة التصميم العمرانى ومواجهة النمو غير المخطط وتساهم فى توفير فرص للسكن والاستثمار، على مساحة نحو 500 ألف فدان، ومن المقرر أن تستوعب جميعها 24.5 مليون نسمة مع اكتمال نموها.

وتتوزع المدن الجديدة على 14 محافظة مختلفة بعيدة عن وادى النيل للحد من الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية، وتوفير فرص تنموية بمناطق مختلفة وأنشطة استثمارية متنوعة.

وجاءت فكرة إنشاء هذه المدن الجديدة طبقا لرؤية مصر 2030 أو استراتيجية التنمية المستدامة، حيث تعمل الدولة على زيادة المساحة المتاحة للعمران من 6% إلى 12% لاستيعاب الزيادة السنوية للسكان حتى عام 2030 وتحفيز النمو الاقتصادى المتسارع من خلال المشروعات التنموية بإنشاء هذه المدن التى كان لها دور محورى فى نهوض قطاع التشييد والبناء خلال السنوات الماضية وتوفير حوالى 3 ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وقبل نهاية ديسمبر من العام الماضى، أعلنت الحكومة المصرية مواصفات العاصمة الجديدة كمدينة ذكية، ضمت المواصفات المنشورة إنشاء أكبر مركز بيانات فى الشرق الأوسط، ومركز لإدارة المدينة عبر جمع البيانات من السكان ورواد المدينة، بالإضافة إلى تطبيق ذكى لخدمتهم.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *