الإيكونوميست المصرية
مصر تواجه أزمة سد النهضة بمشروعات عملاقة

مصر تواجه أزمة سد النهضة بمشروعات عملاقة


ولاء جمال – وفاء على
ثمن خبراء الاقتصاد دور الدولة فى حل أزمة المياه نتيجة ملء سد النهضة وتأثير ذلك على مصر.
وأكد الخبراء أن مشروع الدلتا يعمل على زيادة المساحة المزروعة لتأمين احتياجات المواطنين من السلع الزراعية، فى ظل استمرار إثيوبيا فى استكمال مشروعها، حيث تسعى الدولة إلى البحث عن حلول سريعة للخروج من هذا المأزق حتى لا يشعر المواطن بأى تأثير سلبى.
وأكد الدكتور ياسين أحمد، الخبير الاقتصادى أن الدولة المصرية تعمل على تنفيذ مشروع الدلتا الجديدة بمساحة تزيد على 2.4 مليون فدان، موضحا أن الهدف من المشروع هو زيادة المساحة المزروعة لتأمين احتياجات المواطنين من السلع الزراعية والغذائية وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج والتى تشكل ضغطا على الحكومة بسبب نقص العملة الأجنبية وارتفاع تكلفة الشحن وغيرها.
وأضاف ياسين أحمد أن المشروع يعتمد على المياه الجوفية والمخلوطة بمياه الصرف الزراعى بعد معالجتها، بعد تأسيس محطة عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعى بمنطقة الحمام، بما يكفى لزراعة المساحة المحددة.
وأشار الخبير الاقتصادى إلى أن الدولة المصرية قامت مؤخرا بتنفيذ مشروع النهر الصناعى والذى يصل طوله إلى حوالى 175 كم ويضم ما يقرب من 12 محطة لرفع المياه، بالإضافة إلى محطة لمعالجة المياه فى منطقة الحمام، وبالتالى المياه الناتجة عن عملية الرى الزراعى فى الدلتا سوف يتم تحويل مسارها ومعالجتها ثلاثيا فى محطة عملاقة بمنطقة الحمام لتكون أكبر من محطة بحر البقر.
وأكد ياسين أحمد أن مياه النيل سوف يتم نقلها من خلال ترعة عملاقة يجرى حاليا العمل على تنفيذها ومن السحب من خزان المياه الجوفية بمنطقة غرب وجنوب العلمين بنسب مدروسة.
وذكر الخبير الاقتصادى أنه بالطبع ستتأثر هذه المشروعات من سد النهضة، وكلما قامت إثيوبيا بملء جديد فى الخزان، أدى ذلك إلى نقص حصة مصر من المياه، حيث تمتلك مصر حصة حوالى 55.5 مليار متر مكعب سنويا طبقا لاتفاقية 1959.
وتابع أن إثيوبيا تسعى لتحقيق أهدافها ومصالحها من خلال السد لتوليد الكهرباء للمواطنين الإثيوبية والتى تغطى حوالى 65% من احتياجاتهم من الكهرباء ، وبالتالى كلما قصر المدى الزمنى لملء السد، اشتد التأثير على مصر، لافتا إلى أن ملء السد خلال 4 سنوات، يعنى انخفاض حصة مصر من المياه بنحو 12 مليار متر مكعب سنويا، وبالتالى سيكون له تأثير سلبى على الثروة السمكية والأراضى الزراعية وستتقلص المساحة المزروعة فى مصر بنسبة ربع المساحة المزروعة حاليا، الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع الفجوة الغذائية ويجعل الدولة مضطرة لمزيد من استيراد السلع الغذائية، كما أنه سيؤدى لتقليل نسبة الطمى وخصوبة الأرض الزراعية، كذلك سيقل حجم الطاقة الكهربية المنتجة من السد العالى بنسبة 50%، مشيرا إلى أنه إذا كانت الآثار غير ملموسة فى مصر خلال السنة الأولى لملء السد إلا أنه سيظهر تأثيرها بشكل كبير عند زيادة ملء السد بشكل أسرع.
من جانبه، قال أحمد عبد الوهاب، الخبير الاقتصادى إن مشروع الدلتا يستهدف زيادة الإنتاج الزراعى وتحقيق درجة أعلى من الأمن الغذائى، وتوفير فرص عمل للمواطنين، وزيادة الصادرات، وتقليل الواردات، مع تبنى الأساليب الحديثة فى الزراعة والرى، مؤكدا أن سد النهضة له تأثير سلبى على مصر سواء فى الزراعة أو إنتاج كهرباء السد العالى نتيجة انخفاض منسوب بحيرة ناصر، وفقد حوالى 10% من المياه المخزنة على الأقل كبخر وتسريب تحت سطح الأرض أو غير ذلك، وبالتالى فإن ملء بحيرة سد النهضة سيؤدى إلى انخفاض كميات المياه الواردة إلى مصر وبالتالى خفض حصة الزراعة من المياه مما سيؤثر على النشاط الزراعى تأثيرا كبيرا.
ويساهم القطاع الزراعى فى الناتج المحلى الإجمالى بنحو 15%، وفى الصادرات بنحو 20%، ويبلغ عدد المشتغلين بها 30% من إجمالى قوة العمل المصرية، ويعيش فى الريف نحو 60% من السكان، يستورد المجتمع المصرى منتجات زراعية لتغطية حاجة السكان من الغذاء بنحو 90 مليار جنيه سنويا، وتبلغ نسب الاكتفاء الذاتى من القمح 55% والذرة 56% والفول 27% والزيوت 10% واللحوم 74%.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *