الدكتور محمد الفولى رئيس مركز “قوام كلينيك” وأستاذ المناظير وجراحة السمنة:
الدكتور محمد الفولى من الأطباء الشبان الذين اكتسبوا خبرة كبيرة فى مجال جراحات السمنة والمناظير، وطموحه لا يتوقف عند حد معين بل يتجاوز حدود كل من سبقوه فى هذا المجال ولم ينظر تحت قدميه بل يضع مصر أمامه كهدف أساسى أن تصبح رائدة فى مجال علاج السمنة وجراحات المناظير، ووضع تلك الجراحة المهمة على خريطة السياحة العلاجية لتوافر كافة عناصرها ما نحتاجه فقط منظومة متكاملة من الدولة كى تصبح تلك الجراحات مصدرا هاما للدخل القومى المصرى.
وفى حديثه الشامل لمجلة “الإيكونوميست المصرية”، أشار الدكتور الفولى إلى الأسباب الرئيسية التى تؤدى إلى أمراض السمنة والطبقات الاجتماعية والمهن الوظيفية التى تعانى أكثر من غيرها من تلك الأمراض بالإضافة إلى أحدث ما وصل إليه العلم فى تلك الجراحات والعلاجات المتطورة.
وإلى نص الحديث:
• أولا ما هو تعريف السمنة وأسبابها؟
السمنة تعتبر أهم أمراض العصر وأخطرها لأن انتشارها أصبح كبيرا للغاية ليس فى مصر فقط ولكن فى الدول العربية بصفة عامة، ولم تنج الدول المتقدمة أيضا من هذا المرض وأصبحت المعدلات تتزايد بصورة كبيرة جدا فى الولايات المتحدة وأوروبا.
وتعريفها بمفهوم بسيط أنها زيادة فى الوزن بدرجات متفاوتة حيث هناك سمنة من الدرجة الأولى وهو ما يعنى زيادة حتى 10 كيلو جرامات عن الوزن الطبيعى، والدرجة الثانية من 10 إلى 20 كيلو، والدرجة الثالثة من 20 إلى 30 كيلو، والسمنة المفرطة أكثر من 30 كيلو، ولحساب هذا الوزن ما هو معروف بقياس معامل كتلة الجسم وهو وزن الجسم على مربع الطول أو بمعنى مبسط الوزن المثالى هو إلغاء مائة من طول الجسم إذا كان الطول 170 سم فالوزن المثالى هو 70 كيلو وما فوق ذلك يندرج تحت درجات زيادة السمنة.
• هل أصبحت مصر من الدول المصنفة والتى تعانى من مرض السمنة؟
هناك أبحاث عالمية تضع مصر فى المرتبة الثالثة بالنسبة لمرض السمنة عالميا ولم يعد مرض السمنة قاصرا على دولة معينة بل أصبح آفة تصيب الدول المتقدمة والنامية.
• هل السمنة لها علاقة بمهن معينة أو طبقة اجتماعية محددة؟
مرض السمنة يصيب بصفة عامة الطبقتين الأقل دخلا وذات الدخل المرتفع، وذلك لطبيعة التغذية؛ فالطبقة الأقل دخلا تعتمد فى التغذية على النشويات مثل الخبز والأرز والمكرونة ذات السعرات الحرارية المرتفعة والتى تتحول داخل الجسم إلى سكريات ودهون وهو ما يؤدى إلى السمنة، وبالنسبة للطبقة ذات الدخل المرتفع يعتمد معظم طعامها على الوجبات السريعة والتى تحتوى على نسبة عالية من الدسم والسعرات الحرارية المرتفعة.
• بماذا تنصح مجتمع الأعمال ورجال البنوك الذين تنتشر بينهم أمراض السمنة؟
هناك نقطتان أساسيتان تواجه مجتمع رجال الأعمال بصفة عامة؛ أولهما طبيعة الوجبات التى يتناولونها، وثانيهما نمط وأسلوب الحياة التى يعيشونها، فإذا كانت طبيعة العمل الجلوس فترات طويلة على المكتب أو استخدام السيارة فى غالبية التحركات، فهناك نتيجة مؤكدة وهى الإصابة بمرض السمنة وذلك نتيجة أن عمليات الحرق ضعيفة للغاية ولذلك فأول النصائح ضرورة الحركة حتى تزيد معدلات الحرق وكلما زادت الحركة زادت معدلات حرق الدهون، ولابد أن يتم تغيير نمط الحياة بحيث نعتمد بصورة أساسية على زيادة الحركة وعدم الارتكان إلى الجلوس لفترات طويلة خلف المكاتب وكذلك الحد من استخدام السيارة فى كافة تحركاتنا، ثانيا ضرورة ممارسة الرياضة بصفة منتظمة.
وأحذر بصفة أساسية الرياضيين الذين يبتعدون أو يتوقفون عن ممارسة الرياضة لأن هذا سيكون له نتائج سلبية كبيرة حيث تصاب العضلات بالترهل وتحل الدهون محل العضلات التى كانت موجودة.
ومن الضرورى الاهتمام بوجبة الفطور خلال الفترة من الساعة 7 إلى 9 صباحا قبل النزول للعمل لأن هرمونات الحرق فى الصباح تكون عالية جدا وبذلك يستفيد الجسم ولا يخزن الدهون، ثم الحرص أيضا على وجبة الغداء والتى تكون خلال الفترة من الساعة 1 ظهرا إلى الساعة 4 عصرا وخلال تلك الفترة أيضا تكون معدلات الحرق عالية وبذلك يتعود الجسم على هذا النظام، والمشكلة الأساسية فى وجبة العشاء فالأشخاص الذين يتعودون على تأجيل وجباتهم ويركزون على العشاء يكون التهام الطعام بشراهة وبدون حساب ومهما أكل لا يشبع وهنا الخطورة لأن الجسم فى فترات الليل يكون فى أسوأ حالات الحرق وبالتالى كميات الطعام التى التهمها يتم تخزينها داخل الجسم فى صورة دهون ولا يتم حرقها وهضمها بسهولة.
• ما أحدث الجراحات الخاصة بعلاج السمنة؟
عمليات السمنة أصبح دورها كبير فى أكثر من مجال أولا أثبتت كفاءة على المدى البعيد فى إنقاص الوزن والمحافظة على الوزن المثالى وكانت تتم فى السابق على الأوزان الكبيرة جدا ثم بدأت الأوزان الأقل تدخل فى هذا المجال وذلك بعد النتائج التى تحققت للأوزان الضخمة والنزول الكبير إلى الوزن المثالى وليس أيضا لمجرد الرجيم فقط ولكن من أجل الاستمرارية لأن الصعوبة التى تواجه أى إنسان يقوم بعمل رجيم هى قدرته على الاستمرارية، والعملية تعتبر عاملا قويا فى الحفاظ على الوزن.
وعمليات السمنة تندرج تحت شقين؛ الأول بالنسبة لأصحاب السمنة المفرطة أو الذين يعانون من سمنة موضعية بمعنى أن لديهم تمركز للسمنة فى مواضع معينة فى أجسامهم رغم أنهم لا يعانون من سمنة مفرطة وكنا فى السابق نستخدم التدخل الجراحى لعمليات السمنة هذه، والآن فى تطور المناظير بدأنا فى استخدام تقنية H.D فى جراحة المناظير وهى عالية الجودة التى تمكنا من رؤية كافة التفاصيل داخل الجسم باستخدام كاميرات دقيقة للغاية بأربع فتحات لا تتعدى 1 سم للتدخل عن طريق منظار الجهاز الهضمى لعمليات تصغير المعدة من أجل تقليل كميات الأكل التى يستخدمها الإنسان ويندرج تحتها عمليات التكميم وحزام وكشكشة وتدبيس المعدة، وعمليات التكميم هذه أصبحت الآن قائدة المسيرة فى تلك العمليات خاصة بعدما أثبتت نجاحات كبيرة طوال الفترة الماضية فى تقليل كميات الطعام على المدى القريب والبعيد وليس على المدى القريب فقط وهناك عمليات تتم عن طريق منظار الفم بدون أى تدخل جراحى وبدون بنج، مجرد باستخدام مهدئ فقط وذلك لتركيب بالونات المعدة وهى إحدى عمليات تخفيض كميات الطعام أيضا التى تدخل إلى معدة الإنسان.
وهناك عملية ثالثة فكرتها تقوم على تقليل كميات الطعام ولكن الأكثر أنها تخفض من معدل امتصاصه، وهى ما يطلق عليها “تحويل المسار”، وهناك عملية تحويل المسار الكلاسيكية والحديثة تحويل المسار المصغر وهناك تطور آخر موجود يطلق عليها ثنائى التقسيم وهى عملية تجمع ما بين التكميم وتحويل المسار إلا أن هذه العملية مازالت حديثة وعمرها خمس سنوات فقط ونتائجها الأولية ممتازة إلا أن نتائجها على المدى البعيد لم تظهر بعد، وهناك مؤيدون كثيرون لها وأيضا معارضون، ولذلك لم يتم اعتمادها حتى هذه اللحظة وميزتها أنها تحتاج فيتامينات أقل من عمليات تحويل المسار الأخرى.
وبصفة عامة فإن الهدف من أى عملية هو عدم الرجوع إلى الأوزان الكبيرة والسمنة مرة أخرى وعلى المريض أن يختار ما يناسبه، وطبعا نقوم من جانبنا بعرض العملية المناسبة لحالته بجانب عرض جميع العمليات المتاحة ومزايا وعيوب كل منها وفى النهاية الاختيار يكون للمريض وأيضا الطبيب الذى لابد أن يكتسب ثقة المريض حتى يصبح العلاج فعالا والوصول إلى الوزن المثالى مدى الحياة.
• بالنسبة للدكتور محمد الفولى و”مركز قوام كيلينك”، ما أهم ما يميزك عن باقى أطباء هذا القطاع؟
أصبح لدينا بفضل الله خبرة كبيرة فى هذا المجال لأننى كنت من أوائل الأطباء المتابعين لجراحات السمنة والمشاكل التى قد تواجه المريض وكيفية تجنبها لأن عمليات جراحات السمنة منذ خمس سنوات كانت تواجهها بعض المشاكل ولم تكن متطورة مثلما هى عليه الآن وكان هناك فريق من الأطباء “وبفضل الله كنت واحدا منهم” تعلمنا كثيرا ودرسنا التطور فى هذا المجال، وكان موضوع رسالة الدكتوراه الخاصة بى “المقارنة بين عمليات تكميم المعدة وتحويل المسار”، وكنت أبحث عن النظام الآمن والأفضل والأمثل وتوصلت فى النهاية بعد أبحاث استمرت طوال ثلاث سنوات كاملة إلى أن كل مريض له العملية المناسبة الخاصة به ولا يمكن تعميم نظام يطبق على جميع المرضى.
وهناك ميزة أخرى أننا أصبحنا متخصصون فى جميع عمليات السمنة وليس فقط السمنة المفرطة وهذه نقطة مهمة نركز عليها فى مركز”قوام كيلينك” حيث نقوم بتوجيه المريض إلى العملية المناسبة له لأن هناك بعض المراكز المتخصصة فى البالون مثلا أو شفط الدهون ويقوم بعلاج جميع الحالات وفقا لتخصصه فقط وقد لا يكون المريض محتاجا إلى شفط دهون مثلا ومن الممكن أن يضره وتفشل هذه العمليات بعد فترة بسيطة إلا أنه بحكم كوننا متخصصين فى جميع العمليات فإنه من السهل توجيه المريض بسهولة إلى ما يحتاجه فقط بل ونقوم أيضا بعلاج أى ترهل قد يحدث للمريض بعد إجراء العملية خاصة بالنسبة لمريض السمنة المفرطة.. وأصبحنا نقوم بإجراء ما يقرب من مائة عملية شهريا، ويوما بعد يوم تزيد لدينا الخبرة وأصبح لدينا منظومة متكاملة من المتخصصين بداية من السكرتارية وصولا إلى المتخصيين فى إجراء مثل هذه العمليات.
• ما طموح الدكتور محمد الفولى فى سوق علاج السمنة؟
نأمل أن نصبح أكبر مركز متخصص فى علاج السمنة ليس فى مصر فقط ولكن على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط خاصة أننا نقوم باستمرار باستخدام أحدث ما توصل إليه العلم فى مجال علاج السمنة ونطور من مهارات فريق العمل كى نصل إلى الصورة المثالية التى نهدف إليها.
• هل مركز “قوام كيلينك” يستقبل جنسيات أخرى غير المصريين؟
نستقبل بالفعل حالات من جنسيات مختلفة وكان آخرها من ألمانيا وكانت عبارة عن شفط دهون وتعيش فى مصر وتمتلك واحدا من أشهر مراكز التجميل فى مصر وكان جسمها مثاليا بالنسبة لعدد كبير من النساء، إلا أن لها مطالب خاصة وكان هذا يحتاج إلى حرفية شديدة فى التعامل مع متطلباتها لأن عمليات شفط الدهون لابد أن يتوافر بها الدقة المتناهية لأن عمليات الشفط إذا زادت أو قلت تسبب مشكلة كبيرة ولابد أن تكون دقيقة جدا، وهناك أيضا حالات عديدة من منطقة الخليج العربى خاصة من السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهناك حالتان من الولايات المتحدة الأمريكية لمصريين مقيمين هناك.
• هل جراحات السمنة أصبحت علاجا لأمراض أخرى؟
بالفعل هناك أمراض عديدة يتم علاجها بعد زوال السبب الرئيسى، وغالبا ما يكون مرض السمنة هو المسبب الرئيسى لأمراض عديدة مثل السكر والذى تجرى عمليات خصيصا له مثل مناظير السمنة وعمليات علاج السكر وعمليات التمثيل الغذائى و جميعها تندرج تحت جراحات علاج مرضى السكر والآن هناك عمليات التمثيل الأيضى Metabolic surgery وهى مخصصة لعلاج الدهون الثلاثية والكوليسترول وأيضا علاج الدهون على الكبد وأيضا خشونة المفاصل حيث يتم علاج المسبب الرئيسى لكل هذه الأمراض والذى تسبب فى الخلل الفسيولوجى الذى نتج عنه جميع تلك الأمراض وهو مرض السمنة حيث تعتبر عملية التكميم عودة إلى الحجم الطبيعى للمعدة التى تمددت بصورة كبيرة نتيجة كثرة تناول الطعام والذى تسبب فى جميع تلك الأمراض السابقة.
• هل أصبحت مصر متقدمة فى هذه الجراحات، وكيف نضع جراحات السمنة على خريطة السياحة العلاجية لمصر؟
مصر أصبحت بالفعل من أهم الدول فى علاج أمراض السمنة والجراحات الخاصة بها على مستوى المنطقة وواحدة من الدول المتقدمة على مستوى العالم أيضا فى هذا المجال، وما نحتاجه فقط وجود منظومة شاملة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا وهو هدفنا أن نضع جراحات السمنة على خريطة السياحة العلاجية لمصر خاصة أن هذا النوع من السياحة مربح جدا للدول التى نجحت فى استغلاله مثل تركيا وتايلاند حتى أصبحت السياحة العلاجية جزءا هاما من الدخل القومى لهما، وعلى الرغم من أننا لم نتمكن بعد من إيجاد منظومة متكاملة للسياحة العلاجية فإننا نجحنا فى جذب أعداد كبيرة من الحالات التى كانت تتجه لدول مثل الأردن التى كانت متربعة على عرش جراحات السمنة فى المنطقة العربية، لكن مصر تفوقت الآن ونجحت فى استقطاب وسحب البساط منها لأن الأطباء المصريين أصبحوا متفوقين فى هذا المجال ولدينا خبرة كبيرة الآن بالإضافة إلى الموهبة التى يتمتع بها الطبيب المصرى وهذا معروف على مستوى دول المنطقة، كما أن الجيل الجديد من الأطباء والذى اكتسب معرفة حديثة وتعرف على أحدث ما وصل إليه العلم فى مجال المناظير وجراحات السمنة وعمليات النحت والتى لم تكن معروفة من قبل، وبذلك نجد أن الأطباء الشبان لديهم معرفة وخبرة فى هذا القطاع أكثر من الأطباء الكبار فى السن والذين لم تسنح لهم الفرصة للتعرف على تلك الجراحات الحديثة.
