ولاء جمال
أكد الخبراء أن مصر تمتلك 13 مليون فدان، تجمع بين الأراضى القديمة بالوادى والدلتا والمشاريع الكبرى كالدلتا الجديدة وتوشكى، مما يعزز الأمن الغذائى ويواكب النمو السكانى المتوقع.
وأضاف الخبراء أن الحكومة تسعى لخلق مجتمعات متكاملة بخدمات تعليمية وصحية لاستيعاب السكان ونقلهم من الوادى القديم، ما يعزز التنمية المستدامة ويوفر فرص عمل جديدة فى هذه المناطق الواعدة.
وقال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضى والمياه بجامعة القاهرة، إن مصر تُعد نموذجا طموحا لاستصلاح الأراضى وزيادة المساحات المزروعة، فى إطار الجهود القومية لتنمية الأراضى الصحراوية، حيث يوجد لدينا نوعان من الأراضى الزراعية: الأراضى القديمة فى الوادى والدلتا، بمساحة تقارب 6 ملايين فدان، والأراضى المستصلحة حديثا خارج الوادى، وتشمل مشاريع مثل “الدلتا الجديدة”، “توشكى”، و”شرق العوينات” وتضم حوالى 7 ملايين فدان، مما يجعل الإجمالى الحالى للأراضى المزروعة نحو 13 مليون فدان بزيادة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.
وأكد أن أبرز هذه المشاريع هو مشروع “الدلتا الجديدة” بمساحة 2.2 مليون فدان، ومشروع “توشكى” الذى أعيد تنشيطه ليصل إلى 700 ألف فدان، إضافة إلى ذلك، هناك مساحات فى سيناء وشرق العوينات تعتمد على تقنيات رى متنوعة تشمل المياه الجوفية ومياه الصرف الزراعى المعالجة.
وأشار إلى أنه مع النمو السكانى متوقع أن نصل إلى 160 مليون نسمة بحلول 2050، وهو ما يبرز الحاجة إلى إدارة الموارد بكفاءة لمواجهة التحديات المستقبلية، لافتا إلى أن توطين السكان فى الأراضى الصحراوية يمثل خطوة محورية لتحقيق التنمية المستدامة بهدف تخفيف الكثافة السكانية فى الوادى القديم ونقل السكان إلى المناطق المستصلحة حديثا، ولتحقيق ذلك، يجب توفير خدمات متكاملة تشمل التعليم، الصحة، والمرافق الأساسية، لجذب السكان وتشجيعهم على الاستقرار.
فيما قال الدكتور ياسين أحمد الخبير الاقتصادى إن المناطق الصحراوية فى مصر تلعب دورا محوريا فى زيادة الرقعة الزراعية، حيث تعتمد الدولة على استراتيجيات متعددة لاستصلاح هذه الأراضى وتحويلها إلى مساحات منتجة، موضحا أن الحكومة المصرية تبنت مشروعات طموحة مثل مشروع “المليون ونصف مليون فدان”، الذى يستهدف استصلاح مساحات شاسعة من الصحراء، مما يعزز من الأمن الغذائى ويخلق فرص عمل جديدة.
وأشار إلى أن استخدام تقنيات الرى الحديثة يمثل ركيزة أساسية لهذه الجهود، حيث يتم الاعتماد على نظم الرى بالتنقيط والرش بدلا من الرى بالغمر، مما يسهم فى تقليل استهلاك المياه وزيادة كفاءة استخدامها، كما لفت إلى أهمية اختيار المحاصيل الملائمة للبيئة الصحراوية، مثل التمور والزيتون والفول السودانى، التى تتحمل الظروف القاسية وتضمن إنتاجية مرتفعة.
وأضاف الدكتور ياسين أن البيوت المحمية تلعب دورا هاما فى تحسين الإنتاج الزراعى، حيث توفر بيئة مثالية لنمو المحاصيل فى ظروف مناخية مناسبة، ما يعزز من استدامة الإنتاج.
وتطرق أيضا إلى أهمية التنمية المتكاملة للمجتمعات الزراعية، حيث يتم إنشاء مجتمعات سكنية متكاملة بالقرب من المناطق المستصلحة، مما يشجع على الاستيطان وجذب العمالة إلى هذه المناطق.
وعن الموارد المائية، أوضح أن الاعتماد على المياه الجوفية يمثل مصدرا حيويا لرى الأراضى الصحراوية الجديدة، فيما تسهم محطات تحلية مياه البحر فى المناطق الساحلية فى توفير مياه صالحة للزراعة، مما يدعم خطط الدولة للتوسع الزراعى فى الصحراء.