الإيكونوميست المصرية
مكافأة ربانية….بقلم: محمد فاروق

مكافأة ربانية….بقلم: محمد فاروق


بقلم: محمد فاروق
من تابع وسائل التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة سيجد اسم لاعب كرة قدم صار يتردد كثيرا وأصبح له مؤيدون من كل الجماهير المصرية، إنه اللاعب الخلوق محمد عبد الشافى لاعب المنتخب المصرى السابق ولاعب نادى الزمالك.
بغض النظر عن النادى الذى ينتمى له هذا اللاعب فإن الموضوع أكبر بكثير، فالقصة ليس لها علاقة بكرة القدم بل يجب أن ننظر إليها بشكل أعمق من ذلك، فهذا اللاعب من طائفة أبناء الظِل الذين يطلق عليهم لقب “الجندى المجهول”، فهو لاعب يمتلك مهارات عالية وخبرات طويلة فى الملاعب ويعتبر من اللاعبين الملتزمين بالخطط أى الذين يفضلهم دائما المدربون، بالإضافة إلى ذلك فهو لاعب خلوق إلى أقصى درجة لا يثير أية مشاكل لا داخل الملعب ولا خارجه، ولا ينتمى لطائفة اللاعبين الطماعين الذين يبتزون أنديتهم ويهددونهم بالرحيل للفرق المنافسة رغم إمكانياته العالية، وطوال تاريخه لم يتعمد الخشونة فى لعبه ولم يؤذ أى لاعب منافس، فهو لاعب نظيف فى لعبه كما هو نظيف فى أخلاقه هادئ الطباع متزن نفسيا.
محمد عبد الشافى تاريخ طويل فى الملاعب على المستويين المحلى والدولى، لعب فى مصر واحترف فى السعودية، شارك مع المنتخب فى كأس العالم وحصل معه على بطولة أفريقيا.
ورغم هذا التاريخ الطويل وهذه الإمكانيات الهائلة والأخلاق الرفيعة وكل المميزات الفائقة التى يتميز بها هذا اللاعب والكفيلة بأن تجعله نجما ساطعا فى سماء اللعبة واسما محفورا فى تاريخها، فإنه على العكس من ذلك ظل فى منطقة الظِل، يتفانى ويبدع ويجتهد وتخرج علينا وسائل الإعلام ويخرج المحللون ليمدحوا غيره من هم أقل منه ويتغنوا بآخرين ويصنعوا منهم نجوما زائفة.
إلى أن أنصفه هذه الأيام الفيسبوك ورواده من جماهير الكرة باختلاف انتماءاتهم وأعطوه حقه الذى تأخر كثيرا، وهنا أدرك الإعلام أخيرا أن هناك شخصا اسمه محمد عبد الشافى يستحق التقدير.
التقدير الذى ناله عبدالشافى، وإن كان متأخرا، فإنه يبعث الأمل فى نفوس كل المظلومين، ينقل رسالة أنه مهما تأخر الحق فإنه سيظهر حتما، فكم من عامل يُهدَر حقه رغم تفانيه فى العمل فى حين ينال كل الإشادة والإعجاب من لا يستحق! وكم من موظف كفء يشعر بالظلم نتيجة عدم تقديره وعدم تقييمه بالشكل المناسب! وكم من أب وأم يفنيان حياتهما فى سبيل إسعاد أبنائهما دون الحصول على أى مردود لائق ولا يجدان سوى العقوق! وكم من شخص أسديت له معروفا أو خدمة ولم يكن فى عونك! وكم وكم وكم …..إلخ.
لذا فإن علينا أن نؤمن تماما بأن التقدير من المولى سبحانه وتعالى أجمل وأغلى، وأن علينا أن نعمل ونجتهد ونتفانى وأن نعطى ولا ننتظر المردود من مخلوق، فالله عز وجل سيختار الوقت المناسب ليكافئنا عن أعمالنا وستكون المكافأة أقيم وأروع بكثير من تلك التى كان سيعطيها إيانا شخص مثلنا، فيقول الله فى كتابه العزيز: “إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا” صدق الله العظيم، فهذا وعد وحتما سيتحقق ولكنه قد يكون فى صور مختلفة عما كنا نتخيله وقد تكون أفضل بكثير من الذى كنا نريده، فعلينا فقط أن نعمل دون أن ننتظر التقدير من أى شخص آخر وننتظره فقط من العلى القدير، فهو خير مجز عن أعمالنا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *