الإيكونوميست المصرية
م. حسين صبور.. قصه نجاح أكبر مهندس مصرى فى التاريخ الحديث

م. حسين صبور.. قصه نجاح أكبر مهندس مصرى فى التاريخ الحديث

????????????????????????????

كتب: أشرف الليثى
عندما تغوص فى أعماق شخصية ثرية مثل شخصية المهندس حسين صبور ذلك الرجل الذى حقق نجاحات لم ولن يصل إليها غيره، تكتشف أن القدر لعب دورا هاما فى حياته منذ تخرجه فى كلية الهندسة عام 1956 ورفضه العمل فى القطاع الحكومى مثل باقى عائلته، ثم تحديه ظروف التأميم وعدم استسلامه، وخروجه للعمل فى ليبيا التى ذاع فيها صيته وأصبح أشهر مهندس مصرى، وعودته مرة أخرى إلى مصر ليبدأ مشوار نجاح من طراز مختلف متحديا ظروفا ومواقف أكثر صعوبة، وما بين إصراره على النجاح واعتزازه وثقته فى عمله كانت عدالة السماء دائما ما تنحاز إليه، وحتى عندما خرج إلى آفاق أكثر سعة فى أفريقيا وانتشاره هناك كان إصراره وعزيمته الصلبة التى لا تلين وراء نجاحه.. لم ينس قط المبادئ التى تعلمها فى بداية حياته والتى كانت سببا مباشرا وراء هذه النجاحات ورغم كل ذلك مازال يتعلم ويفتخر بأنه سيستمر فى تعلم كل ما هو جديد حتى آخر نفس.. أطال الله فى عمر هذا المهندس المصرى العظيم الذى يعتبر من أعظم المهندسين الذين أنجبتهم تلك الأرض الطيبة، وهذه القصة مهداة للشباب الصغير كى يتعلم من إنسان يعتبر قدوة ونموذجا مشرفا للنجاح الذى بدأ سلمه من أوله، معتمدا على ثقته فى الله وفى نفسه، وواضعا دائما هدفا محددا يسعى للوصول إليه.

النشأة
المهندس حسين فايق صبور من مواليد نوفمبر 1936 من أسرة فوق المتوسطة، والده كان مهندسا فى الحكومة رئيسا لمصلحة المساحة، والعائلة سواء من ناحية الوالد أو الوالدة من المتعلمين جميعا تعليما جامعيا، فكان من بين أعمامه وخيلانه أطباء وسفراء ورئيس شركة قطاع عام ومهندسون، وكانت والدته وأخواتها من خريجى مدرسة كلية رمسيس للبنات، وعموما عائلته من طبقة الموظفين الحكوميين، هكذا يفضل دائما وصف عائلته وذلك لاعتزازه بأنه بدأ السلم من أولى درجاته، معتمدا على أهم الأسلحة التى غرزها والده ووالدته فى وجدانه، حيث كانت والدته تحرص دائما على أن يكون هو وأخوه الأكبر ” محمد صبور” من المتفوقين دراسيا، وبالفعل التحق الأخ الأكبر بكلية الطب، والتحق حسين بكلية الهندسة، وكانت تأمل والدته أن يصبح مهندسا حكوميا مثل والده الذى توفى وحسين مازال طالبا فى كلية الهندسة، حيث كانت تفضل أن يكمل مسيرة والده، كما كان التركيز الأعمق على الأخلاق وأن يكون حسين وأخوه دائما نموذجين متفوقين ومؤثرين فى كافة الأوساط التى يعملون بها.. كان هذا أول الدروس قبل الانطلاق فى الحياة العملية، لكن المهندس حسين خيب آمال والدته “من وجهة نظرها” ورفض الالتحاق بأى عمل فى الحكومة.
ويقول المهندس حسين صبور: “كان والدى ينفق راتبه بالكامل على أسرته الصغيرة كى نحيا حياة كريمة ونظهر بمظهر لائق ومشرف أمام الجميع ونتلقى أيضا تعليما مميزا، ولم يطمح فى يوم من الأيام فى أن نصبح أغنياء بل الأهم أن يكون لدينا قناعة وأن نتفوق فى دراساتنا وأى عمل يوكل إلينا وأن نحظى بحب واحترام كل من حولنا”.
البداية
تخرج حسين صبور من كلية الهندسة عام 1957 وكان سنه أقل من 21 عاما، ويقول: “كان من الطبيعى أن ألتحق بالحكومة مثل باقى أفراد الأسرة ولكن اتجهت إلى طريق مغاير تماما حيث كان لى صديقان مهندسان أكبر منى سنا وقررنا أن نفتح مكتبا هندسيا فى نفس عام التخرج، وهذه التجربة كانت والدتى تراها مغامرة كبيرة وقالت لى “أنت بوظت”، وعلى مدى 6 أشهر لم يدخل المكتب عميل واحد، وكان أكبرنا صديق مسيحى ملتزم للغاية يحضر كل يوم فى الموعد وينصرف فى موعد الانصراف رغم عدم وجود أى عميل والتزمنا جميعا مثله، وأصبح هذا أسلوب حياتنا بعد ذلك وكانت هذه فرصة جيدة كى نقرأ كتبا كثيرة فى الهندسة.. ثم جاء أول عميل وكان اسمه “ويلسن أمين” وكان مدرس لغة فرنسية ووالده كان على فراش المرض وحالته ميئوس منها ويريد أن يبنى له مدفنا على وجه السرعة فى مدافن الأقباط بمصر الجديدة خلف كلية البنات وكانت منطقة نائية فى ذلك الوقت، ولم يكن معه سوى 150 جنيها فقط، وأعطى لنا المبلغ لبناء المدفن بما فيه أتعابنا أيضا، ووافقنا، وتعلمت من صديقى المسيحى الشروط الواجبة لبناء مدافن الأقباط، وانتهينا من بناء المدفن بسرعة جدا وكنا نتواجد يوميا (المهندسون الثلاثة) فى موقع المدفن، وشاهدنا مليونير مسيحى أيضا وكان يريد أن يبنى مدفنا فى تلك المنطقة وأعجب بتواجد ثلاثة مهندسين يوميا فى موقع العمل رغم أنه كان مدفنا صغيرا جدا وعرف أننا جادون فى الاهتمام بعملنا وطلب منا أن نبنى له مدفنا ولكن بطلبات معينة ويريد أن يضع به لوحة برونز (للعشاء الأخير) للسيد المسيح ورخام من إيطاليا وأعطانا 2000 جنيه وقال لنا المهم الجودة ولا يهم التكلفة”.


دروس فى بداية الحياة أصبحت منهاج عمل
خرجنا بعد هاتين العمليتين بعدة دروس هامة؛ أولها: الجودة والكفاءة والإخلاص مهما كان حجم العمل، وثانيها: العمل الجيد المتقن أفضل إعلان لنشاطك.
وبدأت الأعمال فى تزايد مستمر فى مكتبنا، وكان معظمها إقامة فيلات صغيرة، وبعد ذلك صدرت القوانين والقرارات الخاصة بعلاقة المالك والمستأجر فى نهاية الخمسينيات، وتأثرت حركة العقارات بشدة وأحجم الملاك عن بناء عقارات جديدة وكانت هذه بداية أزمة الإسكان فى مصر.
فى عام 1958، جاءت منحة لأحد الشركاء إلى الولايات المتحدة وذهب وترك مصر والمكتب.
وفى هذه الأثناء كان من المهم أن يكون هناك استقرار عائلى حيث تعرفت على فتاة تدرس فى إعدادى هندسة “نجوى القصوى”، وتمت الخطوبة عام 1959 وتزوجنا عام 1961، وكان لها الفضل الأكبر فى تربية الأولاد وتوفير المناخ المناسب كى أنطلق فى عملى الذى كان يشغل وقتى كله.
وفى عام 1962، هاجر الشريك الآخر فى المكتب إلى كندا بعد تأميم شركات عائلته، وأصبحت وحدى فى المكتب، وقبل سفره اتفقنا سويا “بدون أى عقود مكتوبة” على أن يظل شريكا فى مكتب مصر ونتقاسم الأرباح لمدة خمس سنوات، وسيفتح هو مكتبا فى كندا أكون أنا شريكه أيضا فيه وإذا فشل فى كندا سوف يعود مرة أخرى إلى مصر، وإذا فشلت أنا فى مصر أهاجر إلى كندا، خاصة أن مصر كانت قد بدأت عصرا اقتصاديا جديدا بعد قرارات التأميم وبدأت الاهتمام بالصناعة، واضطررت أن أحول النشاط من إنشاء فيلات وعمارات إلى إنشاء مصانع كى أتوافق مع احتياجات السوق.. وبدأنا فى إنشاء مصنع الشوربجى للغزل والنسيج ومصنع القاهرة للصناعات المعدنية.
وجاءت نكسة 1967، وكان عدد من يعملون معى فى المكتب 11؛ منهم مهندسون ورسامون وموظفون وعمال، جميعهم متفرغون تماما للعمل فى المكتب، عكس جميع المكاتب الهندسية فى ذاك الوقت حيث كان الناس يعملون نهارا فى وظائف حكومية وبعد الظهر يشغلون جزءا من وقتهم فى المكاتب الخاصة، وتوقف تقريبا النشاط التجارى والاقتصادى، وانتشر شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، وبذلك أصبحت كافة موارد الدولة موجهة للإنتاج الحربى فقط، وبذلك توقف بناء المصانع أيضا وكانت الإنشاءات العقارية قد توقفت من قبل، وأصبحنا فى موقف سيئ للغاية وليس هناك أى دخل للمكتب.

مرحلة انتقالية مهمة
فى سبتمبر من عام 1967، قال لى صديقى المحامى “صبحى سنبل”، أخو سعيد سنبل الصحفى المشهور، إن له صديقا رجل أعمال من ليبيا اسمه “يحيى عمر” أراد أن يبنى فيلا بمواصفات خاصة فى ليبيا، وتعرف على مهندس مصرى يعمل فى ليبيا رسم له الفيلا وأعطاها لمنفذ إيطالى لينفذها له إلا أن المنفذ الإيطالى اعترض لأخطاء فى التصميم ورفض تنفيذها، والرجل أصبح لا يثق فى المصريين فقلت له أين الرسومات وسوف أصحح الأخطاء وبدون مقابل حتى يغير رأيه فى المهندسين المصريين، ولم يكن لدينا أى عمل أو نشاط فى المكتب، وصممنا عدة أفكار جديدة للفيلا التى يريدها الرجل، وعملنا ببالغ الجدية والهمة والنشاط، واتصل بى صبحى سنبل بعد ذلك وقال إن رجل الأعمال الليبى سوف يحضر اليوم من أوروبا بطائرة خاصة إلى مصر فى طريقه إلى ليبيا، وطلب أن أحضر بالرسومات الجديدة حتى يراها، وبالفعل ذهبت وعرضت الرسومات على الرجل وأعجب بها وطلب تنفيذ أحدها بشرط أن يتم ذلك تحت إشرافى، وذهبت إلى ليبيا وخلال ثلاثة أيام أصبحنا أصدقاء.

أول شركة لصبور خارج مصر بليبيا
وطلب “يحيى عمر” منى أن ننشئ شركة مشتركة بيننا فى ليبيا، وهذه تعتبر أول شركة لى خارج مصر وكانت فى فبراير 1968، ورغم أن نشاطى انتقل من مصر إلى ليبيا فإننى أبقيت على مكتبى فى مصر مفتوحا وكان كل همى أن أحصل على أموال من ليبيا لأرسلها إلى مصر حتى أنفق على العاملين فى مكتبى الذين لم استغن عنهم رغم عدم وجود أى عمل لهم فى المكتب، وقررت أن تتم كافة التصميمات فى مصر كى أضمن أن يدب النشاط مرة أخرى فى المكتب ويتسنى للعاملين الاستمرار، وأصبحت أنا وحدى الموجود فى ليبيا وأسافر من القاهرة إلى ليبيا بصفة منتظمة لأباشر عملى بين البلدين، وحققت نجاحا مبهرا فى ليبيا وزاد النشاط بشكل كبير وقمت بإنشاء عدد كبير من الفيلات لكبار المسئولين ورجال الأعمال فى ليبيا وجميعهم كانوا أصدقاء شريكى “يحيى عمر”، ومن بينهم عبد الحميد البكوش رئيس الوزراء آنذاك والذى طلب تصميم وتنفيذ 10 فيلات متلاصقة وفيلا لرئيس الأركان وأخرى لوزير الداخلية، ومعظم المسئولين الليبين أصبحوا يتعاملون معنا، وكانت اتفاقاتى معهم جميعا دون أى أوراق ولكنى طلبت من كل منهم أن يقوموا فقط بتسجيل استحقاقاتى ويتم خصم أى أموال أحصل عليها، هذا فقط ما كان يربط بينى وبينهم.
وفى أول سبتمبر 1969، قامت ثورة القذافى فى ليبيا، وكانت أعمال تنفيذ الفيلات فى منتصف الطريق ولم تنته بعد، وتم إلقاء القبض على غالبية هؤلاء المسئولين، وتم فتح خزاناتهم ووجدوا ضمن الأوراق اسم حسين صبور مشتركا لدى هؤلاء المسئولين جميعا وهى الخاصة باستحقاقاتى، وطبعا هذا أثار الشك والريبة وطلبوا القبض علىّ لاستجوابى يوم 17 سبتمبر لمعرفة علاقتى بهؤلاء جميعا، وكانت أسرتى معى فى ليبيا “زوجتى وابنى أحمد الكبير علاوة على طباخ وسائق”، وأبلغت السفير المصرى فى ليبيا الذى كانت تربطنى به علاقة قوية بحكم أننى أكبر رجل أعمال مصرى هناك وكانت تربطنا سويا هواية لعب تنس الطاولة وذهبت إلى مقر السفارة المصرية مقبوضا علىّ وتحت الحراسة، وقام المحققون معى بالتوجه إلى مكتب السفير وكان فى الطابق الأعلى وانتظرت أنا فى الطابق الأسفل، ثم فوجئت بهم يخرجون ولم يستجوبونى، وقال لى السفير: “أنت عملت إيه؟”، وحكيت له قصة الورقة الخاصة بالمستحقات لدى كل مسئول ليبى، وضحك وقال أنا أبلغتهم أن حسين صبور صديق عبد الناصر وأوصانى الرئيس عليه، وكان عبد الناصر يمثل لهم زعيما فوق العادة ويعتبرونه قدس الأقداس ممنوع الاقتراب منه أو من أى شخص يمت له بصلة، وتركونى ولم يستجوبونى وذلك بعد صدور أوامر لهم من قيادتهم بذلك، وطلب منى السفير عدم مغادرة ليبيا الآن لأنهم سيفسرونها بأنى متهم وتم تهريبى، وانتظرت بالفعل فى ليبيا ولم أغادرها وأخذت قرارا صعبا باستكمال جميع المشروعات التى بدأتها رغم علمى بأننى لن أحصل على أى أموال أخرى، خاصة أن أصحابها جميعا مقبوض عليهم، وبالفعل أنهيت غالبية تلك الأعمال فى أبريل 1970، ومنذ سبتمبر 1969 وحتى أبريل 1970 لم يدخل مكتبى هناك أى مليم، وغادرت ليبيا بعد ذلك ووصلت إلى مصر وطلبوا منى أن أعود مرة أخرى بعدما تأكدوا أن علاقتى بأعضاء الحكومة السابقة كانت مجرد تنفيذ لفيلات لهم وأننى أنهيت كافة المشروعات التى بدأتها دون أن أحصل على عائد، واشترطت للعودة أن يكون هناك شروط جديدة وهى أن تكون شركتى فى ليبيا مجرد مكتب تابع لشركتى فى مصر، ووافقوا ودون شركاء، وعدت مرة أخرى إلى ليبيا فى 1971 واستمر عملى بنفس الأسلوب هناك، أرسل التصميمات إلى مصر ويتم التنفيذ فى ليبيا، وتوسعنا بشكل كبير وكانت معظم الأعمال مع الحكومة الليبية الجديدة، واستمر عملنا هناك حتى 1975 وأصبح لنا اسم كبير فى عالم الإنشاءات والتصميمات هناك.


الانطلاقة من القاهرة مرة أخرى
فى عام 1975، بدأنا ننطلق مرة أخرى من القاهرة من خلال مشروعين ضخمين؛ أولهما تصميم وتجميل وإعادة تشكيل جميع مداخل القاهرة مع احتساب الكثافة المرورية حتى عام 2000 واقترحنا الطريق الدائرى بحيث يواصل المسافر من السويس إلى الإسكندرية السفر عبر الطريق الدائرى دون الدخول إلى شوارع القاهرة واقترحنا أيضا فرض رسم عبور على الطرق يتم توجيه عائداتها لصيانتها وتم رفض هذا الاقتراح بصفة قاطعة ولكن تم الأخذ به بعد ذلك.
والمشروع الآخر المشاركة فى تنفيذ نفق أحمد حمدى، فقد دعت الحكومة 6 شركات دولية متخصصة فى إنشاء الأنفاق من 6 دول مختلفة لتنفيذ هذا النفق، واتصلت الشركة الإنجليزية بشركتنا حيث تعارفت علينا من نشاطنا فى ليبيا وقالوا لنا إن السادات لن يستطيع إقامة هذا النفق وهو مجرد حلم فقط لإيهام العالم بأنه يريد السلام وهذا مجرد مشروع سياسى وغير قابل للتنفيذ، ولكننا أكدنا لهم أنه سينفذه وهو جاد فى ذلك، وعقدنا سويا اتفاقا بأن نعمل معهم مجانا وبدون أتعاب ولكن إذا رسا عليهم تنفيذ هذا المشروع يتم إبرام اتفاق بالأتعاب.
وتأكدت أن هناك حركة نشطة فى مصر، وقررت ألا أعود مرة أخرى إلى ليبيا، وتركت أحد كبار المهندسين فى مكتبنا فى ليبيا وعدت نهائيا إلى مصر، وطلبت منه أن يحافظ على استمرار عمل المكتب لأطول فترة ممكنة وألا يعود دون أن ينهى أى مشروع بدأناه، وهذا هو منهجنا دائما، ونشاطنا فى ليبيا لم يكن يعتمد على الإسكان لأن عدد سكان ليبيا فى ذلك الوقت كان 1.6 مليون نسمة فقط ولم تحتج ليبيا إلى مشروعات إسكانية ولا مصانع ولم يهتموا بها لوجود البترول وبوفرة بل كانت احتياجاتهم تخطيط مدن وبنية تحتية وكانت جميع هذه المشروعات تتبع وزارة الإسكان، ولكنهم بعد ذلك فصلوا الإسكان عن البلدية وأصبحت وزارة البلديات وزارة منفصلة، وكان وكيل وزارة البلديات “الطاهر المنصورى” وهو مهندس تم فصله من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية لضعف مستواه واضطر للسفر إلى تركيا وعاد معه بكالوريوس هندسة، وكان معروفا عنه أن يكره مصر وكل من يمت لها بصلة، وأصبحت جميع أعمالنا تابعة لهذه الوزارة الجديدة، وعرف أن حسين صبور المصرى يقوم بتنفيذ جميع أعمال البلديات، وتم إيقاف كافة مستحقاتنا لدى الوزارة، وبالطبع توقعوا أننا سنتوقف عن تنفيذ الأعمال المسندة لنا، لكننى بدأت أحول اموال من مصر إلى مكتبنا فى ليبيا حتى يتم استكمال المشروعات وأيضا لصرف مستحقات المهندسين والعمال هناك، وسأل وكيل الوزارة: “أين حسين صبور”، قالوا له فى مصر فقال: “أريد أن أراه”، وبالفعل قابلته وسألنى لماذا تركت ليبيا فقلت له: “بسببك لأنك بمجرد استلام مهمتك فى الوزارة الجديدة توقفت مستحقاتنا ولم نحصل على أموال من أى بلدية”، فقال: “لم أعط أوامر بذلك”، وتذكر أنه بمجرد قدومه سأل البلديات عن كيفية حصل صبور على عقود عمله فى البلديات، ففهم المسئولون ذلك بأنه أمر بالتوقف عن التعامل معنا، وبمجرد لقائى معه زال هذا الخلاف وحصلنا على مستحقاتنا مرة أخرى واستمر العمل فى المشروعات البلدية بالمعدلات السابقة، لكننى كنت قد قررت أن أركز نشاطى فى مصر، وحصلنا بالفعل على مشروعات كثيرة هنا فى مصر، وكانت غالبية شركائنا فى البداية من الشركات الأجنبية ومعرفتهم بى من خلال نشاطى فى ليبيا.


قصة بناء فندق سميراميس
فى عام 1977، كان مكتبى فى شارع عدلى فى الدور الأخير فى مبنى مكون من 7 أدوار، وكان الأسانسير عطلانا غالبية الوقت، وفى يوم من الأيام جاءنى تلغراف من “بيل تومسون” قال إنه أسند إلىّ إقامة أكبر فندق فى مصر ويفضل أن يكون معه شريك مصرى لأنه لم يعمل من قبل هنا وسأل عن أفضل الشركات ونصحوه بأن يتعامل معى، وقال إنه سوف يحضر إلى القاهرة، وحدد موعد الوصول ويريد مقابلتى فى المطار، interview you، ولم يعجبنى هذا الأسلوب وأرسلت له الرد: “إنك قلت أنك سألت عنى وتعرف معلومات عنى، فليس هناك حاجة إلى اختبارى، وأنا أكبر من ذلك، ومبروك عليك المشروع الجديد”. وبعد ذلك فوجئت بأحد الأشخاص يصعد السلم المرتفع لمكتبى ومعه حقيبتان مملوءتان بالرسومات الهندسية، وقال: “أنا بيل تومسون الذى أرسلت إليك التلغراف من قبل، وأنا اليوم لدىّ موعد مع شركة إيجوث لتوقيع عقد بناء فندق سميراميس، وأنت شريكى فى هذا العقد ولابد أن تحضر معى”. ولم يتفق الجانبان، وسافر تومسون دون توقيع العقد، وتقدمت أنا لتنفيذه، وكانت شركة إيجوث تمتلك 50%، والمجموعة السعودية تمتلك الـ 50% الأخرى، وكان محامى الشركة يريد أن يتولى أحد المهندسين صديقه تنفيذ هذا المشروع، وأبلغ السعوديين بأن حسين صبور لم ينفذ أى فندق من قبل وأنه سوف يحضر لهم من ينفذ هذا الفندق، وكان هناك اجتماع لمجلس الإدارة ونجح هذا المحامى فى إقناع الجانب السعودى، أما الجانب المصرى فليس لديهم أى فكرة ووضعوا جدول أعمال الاجتماع وبعد انتهائه سيتم عرض هذا الموضوع، وقبل انعقاد مجلس الإدارة تم كسر زجاج سيارة هذا المحامى الموجودة أسفل مكان انعقاد المؤتمر وكان بها مبلغ 37 ألف جنيه وتمت سرقة الحقيبة التى بها هذا المبلغ ونزل إلى السيارة وأصيب بأزمة قلبية وتم نقله إلى المستشفى وعقد اجتماع مجلس الإدارة واستقروا على الموافقة على اختيار حسين صبور لتنفيذ مبنى فندق سميراميس، كل هذا ولم أعلم بما يحدث فى الكواليس والذى حكى لى هذه القصة كاملة هذا المحامى بعد خروجه من المستشفى، وقال لى: “أنت فيك شىء لله، أنا كنت ناوى ومرتب مع الجانب السعودى لترسية عقود تنفيذ الفندق إلى مهندس صديقى”. وتم تنفيذ الفندق وكان على أعلى مستوى من كافة الجوانب الفنية والإنشائية.

قصة إقامة مدينة السادات
هذه القصة توضح كيف كانت تدار مصر فى ذلك الوقت.. فتلك المدينة كانت مقامة لتصبح مركزا لصناعة الصلب فى مصر، وتقع مدينة السادات فى منتصف الطرق بين ثلاثة أرباع سكان مصر فهى تبعد عن مدينة القاهرة ساعة فقط وأيضا عن الإسكندرية ساعة وكذلك عن وسط الدلتا، ومن هذه المدينة سيتم تصنيع السيارات والجرارات والثلاجات وكافة الصناعات التى تعتمد على الصلب، وتم تصميمها على هذا الأساس، وفجأة كان أمين عام الحزب الوطنى فى الإسكندرية مهندسا ونائبا عن منطقة الدخيلة وجاء وزيرا للصناعة فنقل مصنع الصلب فجأة من مدينة السادات إلى منطقة الدخيلة لإرضاء أهل الإسكندرية وأهل دائرته فى الانتخابات البرلمانية، وبذلك اختفى الأساس الاقتصادى الذى من أجله تمت إقامة مدينة السادات، وكان وزير الإسكان واستصلاح الأراضى فى ذلك الوقت حسب الله الكفراوى وغضب بشدة من هذا الإجراء وصمم أن يجعلها مدينة للحكومة ويتم نقل الوزارات الحكومية إليها، وحصل على موافقة وزير التخطيط آنذاك الدكتور كمال الجنزورى على ذلك وطلب منى أن أعيد تصميم المبانى لنقل ثلاث وزارات إليها، ولتصميم المبانى كى تتوافق مع الوزارات لابد من التعرف على البيانات الخاصة بعدد الموظفين والإدارات التابعة لها وكل ما يلزم ذلك، واتصلنا بالدكتور عاطف عبيد وزير التنمية الإدارية فى ذلك الوقت ليمدنا بهذه المعلومات فرفض بشدة نقل أى وزارة لعدة أسباب أهمها أنه ستنشأ مشاكل عائلية ضخمة لعدم القدرة على توفير مساكن للعاملين هناك وكذلك عدم توفير وظائف لعائلات الموظفين، ونقلت هذا الكلام للمهندس حسب الله الكفراوى وأصر على موقفه وطلب أن ننفذ مبانى لأربع وزارات أخرى ولم يستطع نقل وزارته “وزارة الإسكان” أو وزارة التخطيط أو وزارة استصلاح الأراضى، وبالطبع لم نبنِ الوزارات الأخرى وتم تصميمها فقط وبعد ذلك تم تحويل تلك المبانى إلى جزء من جامعة المنوفية، ومبانى الجامعة مختلفة تماما عن مبانى الوزارات.


نقلة نوعية أخرى فى مشروعات الشبكات الكهربائية
توسعنا أكثر، وبعد أن كنا مكتبا صغيرا أصبحنا أكبر مكتب استشارى فى مصر، وكان لدىّ جرأة أن أتعلم أى شىء جديد، فبعد أن كنت مهندسا لتصميم المبانى والفيلات أصبحت مهندسا لتصميم المصانع ثم البنية التحتية ثم مشروعات الشبكات الكهربائية الموجودة تحت الأرض، وهذه نقلة نوعية أخرى، وبالفعل قمنا بإصلاح وتجديد شبكات الكهرباء فى القاهرة والإسكندرية و11 مدينة أخرى على مستوى الجمهورية، وكانت الشبكات متهالكة مما كان ينتج عنه انقطاع مستمر للتيار الكهربائى، وهذا المشروع الضخم اخذ منا أكثر من 17 عاما، وكان يمول من ضمن المعونة الأمريكية، وطبقا للقانون الأمريكى فإن أقصى مدة لأى مشروع هى 10 سنوات فقط، لكن هذا المشروع تم تمديده لتهالك الشبكة الكهربائية، وكانت آخر منطقة تم تجديد شبكتها هى الإسكندرية.
وبعد ذلك انتقلنا إلى مشروعات أخرى متخصصة لتوسعة الموانئ؛ مثل ميناء السويس ومشروعات الصرف الصحى للقاهرة الكبرى ومدن القناة الثلاث الإسماعيلية والسويس وبورسعيد.

أكبر مصنع لتصنيع الدبابات فى مصر
أصبحنا بذلك ننفذ جميع المشروعات المتعلقة بأى فرع فى فروع الهندسة، وأصبح لدى المكتب أكثر من 1200 مهندس، وهذا رقم ضخم جدا فى عرف المكاتب الاستشارية والهندسية، وذاع صيتنا وأصبح اسم صبور له قيمة كبيرة فى القطاع الهندسى المصرى.
وأرادت مصر أن تقيم مصنعا لتصنيع الدباباتين الأمريكيتين “M1A1″ و”M 60” عندما كان المشير عبد الحليم أبو غزالة وزيرا للدفاع وهو مصنع 200 الحربى، وكان يدير هذا المشروع ثلاثة من كبار ضباط المدرعات وجمعوا أفضل 7 شركات عاملة فى مصر فى مجال الإنشاءات، وبعد تقييمها استقروا علينا وبدأت المفاوضات إلا أن المسئولين فى السفارة الأمريكية فى القاهرة اعترضوا وقالوا: أنتم حصلتم على حق المعرفة “Know How” لأحدث دبابات أمريكية، فكيف تختارون شركة مصرية لإقامة مصنع لإنتاج أحدث دبابة أمريكية؟ فليس هناك غير شركة “بكتل” الأمريكية التى تستطيع أن تنفذ مثل هذا المصنع الذى يحتاج إلى تكنولوجيا ومهارات فنية متقدمة، واقتنع المسئولون المصريون بذلك وطلبوا من شركة “بكتل” الحضور وتقديم عروضها، وبالفعل أصبحت الشركة الأمريكية قاب قوسين أو أدنى من الحصول على هذا المشروع، وذهبت لممثل شركة “بكتل” فى مصر وعرضت عليه أن أشاركهم فى تنفيذ هذا المشروع لأننى تقدمت بالفعل قبل مجيئهم إلى مصر، فقال إن هذا الأمر فى يد رئيس الشركة وسوف يحضر إلى مصر بعد شهر، وطلبت أن ألتقى به عند زيارته لمصر، إلا أنه جاء وأجرى مباحثاته وتجاهلنى ولم يفكر فى مقابلتى مما أثار غيظى وحاولت مرة أخرى التحدث مع المسئولين العسكريين المصريين وعرفت أن عرض شركة “بكتل” 11 ضعفا مما تقدمت به، وطلبت منهم أن يقارنوا بين العرضين المصرى والأمريكى واكتشفوا أن كل ما كانت ستنفذه الشركة الأمريكية سننفذه نحن ما عدا حالتين فقط الأولى تحليل مياه الشرب التى سيشرب منها العمال حيث ستقوم “بكتل” يوميا بتحليل مياه الشرب والشىء الآخر قيام “بكتل” بعمل إشارات لتنظيم المرور وعمل نقاط داخل الموقع والذى تبلغ مساحته 550 فدانا وبه 39 مبنى وسيعمل فيه أكثر من مقاول بعماله، وهاتان فقط ما كانا يميزان عرض “بكتل” عن العرض الذى تقدمنا به ولكن كافة النقاط الأخرى كانت متشابهة بيننا.
وقبل ذلك ذهبت إلى شركة “بكتل” وقلت لهم: لماذا رفضتم أن أتعاون معكم؟ فقالوا: لا لم نرفض فأنتم شركة كبيرة ولديكم خبرة ممتازة. فقلت لهم: هل ممكن تعطونى خطابا بهذا؟ فقالوا نعم، وحصلت على هذا الخطاب وقدمته لوزارة الدفاع، وقلت لهم هذه الشهادة من شركة “بكتل” التى تريدون التعاقد معها بسعر أعلى من السعر الذى تقدمت به 11 ضعفا.
واستقر الرأى علينا ونفذنا المصنع بحرفية عالية ومستوى تنفيذ وبمواصفات عالية أشاد بها الأمريكان قبل المصريين.


التوسع فى أفريقيا
أنشأنا اتحاد الاستشاريين من الدول الإسلامية، ومقره كان تركيا، وكان بهدف إقناع الدول المانحة من الدول الإسلامية بأن تضع شرطا فى المشروعات التى تمولها أن يكون هناك مهندس استشارى من الدولة المانحة مثلما تفعل الدول الغربية، وتم انتخابى فى أول تجمع نائبا لرئيس الاتحاد، وخاطبنا بنك التنمية الإسلامى فى جدة وكذلك كلا من السعودية والكويت والإمارات التى تقدم منحا للدول الإسلامية الفقيرة فى أفريقيا وآسيا بأن تدعو الشركات الأجنبية لتنفيذ المشروعات ولكن بشرط أن يكون هناك مكتب أو مهندس استشارى من الدول المانحة وإذا لم يكن بها فمن الممكن أن تستعين بمكتب آخر من الدول الإسلامية، وبهذا الأسلوب دخلنا كمكتب صبور إلى موريتانيا وكنا قد تقدمنا بعرض لتنفيذ مشروع استخراج المياه الجوفية وتجميعها فى بحيرات صغيرة وتقدمت معنا شركتان إحداهما هولندية والأخرى فرنسية، وتعرفنا على مهندس موريتانى صغير وطلبنا منه أن يتابع العرض ونحن فى مصر، وبعد عدة أيام اتصل بنا وقال إن العرض الخاص بنا هو الأول ولكن لابد من التدخل فورا من جانب السفير المصرى فى نواكشوط لأن السفيرين الهولندى والفرنسى كل منهما يدعمان بشدة الشركة التابعة لهما، واتصلت بالقسم الاقتصادى بوزارة الخارجية لكى يوجهوا السفير هناك للتحرك لدعم عرض الشركة المصرية، ولكن لم أتلق أى رد منهم، وتحدثت مع قسم الشئون الأفريقية فى وزارة الخارجية، وحدث نفس الشىء، وحاولت أن أصعد الموضوع فى الخارجية وبالفعل تحرك القطاعان فى نفس الوقت وجاءت التوصية للسفير هناك منهما فأحس بأهمية الموضوع، ووفقا للقانون الموريتانى فإن أى عقد يوقع بعملة غير العملة الموريتانية لابد من موافقة رئيس الجمهورية شخصيا عليه وكان مدير مكتب رئيس الجمهورية شاباً موريتانياً تعلم فى الأزهر ومتزوجا من مصرية وكانت ضمن الجالية المصرية، والسفير علاقته قوية بهذا الشخص، وقام السفير بالتحدث معه وشرح له الموضوع فقال له إن هذا الموضوع من اختصاصه شخصيا، وبالفعل تحدث السفيران الفرنسى والهولندى معه بخصوصه، وفى اليوم التالى طلب من الجهة التى تفحص العروض أن تبلغه بأفضل العروض، وكانت لصبور، وقدمه إلى رئيس الجمهورية الذى وافق عليه، وكان هذا أول مشروع لنا فى موريتانيا، وكان ممولا من دولة الكويت، وكان معنا شركاء إنجليز، واخترنا شركة إنجليزية لم يكن لها نشاط من قبل فى موريتانيا ولكنهم كانوا متخصصين فى مثل تلك المشروعات حتى نتعلم منهم، وأثناء تنفيذ المشروع تم غزو الكويت من جانب صدام حسين عام 1990 وكانت موريتانيا من الدول التى أيدت هذا الغزو وكنا قد نفذنا 75% من المشروع وتوقفت الكويت عن التمويل، وبعد دراسة عميقة قررت أن أكمل المشروع دون أن أحصل على أى أتعاب أخرى، وطالبت الحكومة الموريتانية أن تبحث عن ممول آخر لسداد مستحقاتى إن أمكن، ولكن للأسف لم أحصل على مستحقاتى حتى الآن، ولكن مقابل ذلك حفظت موريتانيا الجميل وقدمت لى مشروعات أخرى كثيرة كان من ضمنها مشروع لتنفيذ ميناء بحرى وشبكة مياه شرب لمدينة “نواديجو” ثانى أكبر مدينة بعد نواكشوط العاصمة وكذلك مشروعات استصلاح أراض.
وانتقلنا بعد ذلك إلى مالى وغانا، وفى نفس الوقت تعاملنا مع بنك التنمية الأفريقى، وتقدمنا إليهم بنفس الاقتراحات التى تقدمنا بها من قبل إلى اتحاد الاستشاريين الإسلاميين بأن كل مشروع ممول فى أفريقيا لابد أن يكون أحد المدعوين من الدول الأفريقية ولم تكن هناك دولة فى أفريقيا مؤهلة لذلك غير مصر.


دروس من مشوار حياتى العملية
أولا: العمل كفريق واحد.. جميع العاملين فى المكتب أو الشركة يعملون كفريق واحد، فلكل منهم أهمية لا غنى عنها، وأنا واحد من هؤلاء، ولم أشعر فى يوم من الأيام بأننى رئيس أو صاحب المكتب وإنما واحد منهم، وعند افتتاح أى مشروع كنت أقوم بتقديم المهندس المنفذ مهما كان صغيرا أو كبيرا لشرح المشروع للرئيس، وهذا حدث عند وضع حجر الأساس لمدينة بنى سويف الجديدة وكذلك الكوبرى الذى أقيم هناك.
ثانيا: الجدية التامة والصدق الكامل فى كافة المشروعات التى ننفذها، كبر حجمها أو صغر، مع الاهتمام بالجودة التامة فى عملنا والإخلاص.
ثالثا: هناك أشياء كثيرة لا نعرفها، ولابد أن نستمر فى التعلم، فالعلم ليس له نهاية، وحتى الآن إذا كان هناك مجال لا نعرف عنه شيئا نتعلم ولا نخجل من ذلك، وسأستمر أتعلم إلى آخر يوم فى حياتى.
رابعا: إنجاز أى مشروع بسرعة وفى موعده، وعدم الالتفات إلى أى مشاكل أو خلافات أو عقبات أثناء التنفيذ.
عندما كنت فى كلية الهندسة ذهبت أتدرب فى شركة بلجيكية كبرى، قال لى صاحبها درسا هاما: “عندما يموت الإنسان أول شىء نفعله ندفنه، وإذا تأخرنا فى دفنه يتعفن ورائحته تفوح.. هكذا أى عمل يوكل إليك لابد أن تنجزه بسرعة وتتخطى أى خلافات تنشأ وقت التنفيذ، وبعد انتهاء المشروع ابحث عن هذه المشاكل والخلافات.. المهم تنجز المشروع أولا وفى موعده”.
خامسا: لا نخجل من أن نعترف بخطئنا إذا أخطأنا، وهذا أفضل من الاستمرار فى الخطأ.
سادسا: الالتزام بالعقود والاتفاقات التى نبرمها مع العملاء مهما كلفنا ذلك، وهذا هو أهم أسباب كسب ثقة عملائنا، ولذلك نجحنا فى وقت من الأوقات فى تسويق 2 كمبوند فى القاهرة الجديدة فى نصف يوم فقط، بمجرد ما تم فتح باب التعاقدات تم الانتهاء من بيع كافة الوحدات قبل منتصف اليوم.

Related Articles