بقلم: أشرف الليثى
عندما فكرت أن أكتب عن هذه الإنسانة، والأفكار تتدفق بصورة ليس لها مثيل، وهذه من المرات القليلة التى يحدث لى ذلك، ربما لأن الشخصية التى أتحدث عنها ثرية جدا فكريا وتتوافر بها مزايا قلما تتواجد فى إنسانة واحدة.
فإذا اخترنا للطموح عنوانا يكون نيفين إبراهيم، وإذا اخترنا للنجاح عنوانا يكون نيفين إبراهيم، وإذا اخترنا للشخصية المؤثرة الإيجابية ذات الكاريزما المميزة جدا عنوانا سيكون أيضا نيفين إبراهيم، وإذا اخترت عنوانا للتواضع الجم المغلف بالكبرياء يكون كذلك أيضا نيفين إبراهيم، وإذا اخترت شخصية محبة للخير وإسعاد الآخرين وتاجرة للسعادة تكون هى نيفين إبراهيم.
نيفين إبراهيم شخصية جذابة للغاية، ولديها من الذكاء الاجتماعى أن تشعِر كل صديق لها أنه الأقرب والأعز، وعندما تتواجد فى مكان تنجح فى جذب الانتباه إليها بصورة تلقائية بسيطة للغاية دون تكلف ودون أى مجهود، وهذه كاريزما ربانية حباها بها الله عز وجل، وعندما تتحدث عن تجاربها الشخصية تشعر وكأنك تستمع لتجربتك أنت وتستطيع أن تتعايش مع تجاربها بكافة أحاسيسك ومشاعرك.
تخرجت نيفين فى كلية الإعلام وكان تركيزها أن تصبح مذيعة، وبالفعل بدأت تؤهل نفسها للانخراط فى هذا المجال، وسافرت إلى أبوظبى والتحقت بالعمل فى تليفزيون أبوظبى، ولكن القدر كان له رأى آخر حيث تحولت بوصلتها 180 درجة لتعمل فى مجال التسويق فى السوق الحرة بمطار أبوظبى وكان عليها أن تتولى تسويق المدينة الجديدة التى كانت تحاول أن تعبر عن نفسها بطريقة غير تقليدية، وربما كان اختيار المسئولين لنيفين للقيام بهذه المهمة الصعبة لملكة شخصية وهى قدرتها على الإقناع، ولكن نيفين لم تركن إلى تلك الموهبة فقط بل أصقلتها بالدراسة والمؤتمرات والندوات العديدة التى التحقت بها ليصبح فى عنقها مسئولية تسويق أبوظبى من خلال المسافرين والقادمين إلى تلك الإمارة الجميلة وترك أول انطباع وآخر انطباع لدى الزائرين عنها وتدرجت فى المناصب لتتولى مسئولية السوق الحرة فى مطار أبوظبى ونجحت أيضا فى تكوين شبكة علاقات عامة قوية واستقطاب الصحفيين من مختلف الصحف ووسائل الإعلام لتكون ظهيرا مناصرا لأعمال التطوير والتجديد المستمر فى السوق الحرة.
فى وقت محدد، توقفت نيفين إبراهيم عن الاستمرار فى عملها بعدما شعرت بأنها لن تصل أو تحقق أكثر مما حققت بالفعل، ولذلك اختارت الانتقال إلى العمل فى مجال آخر مختلف كليا، وتحملت مسئولية نشاط جديد تماما وكان بمثابة مغامرة جديدة لتقود فريق عمل محترفا فى إعادة هيكلة وتطوير الفنادق بفكر ومفهوم حديث ومتطور يعتمد على استخدام أحدث الوسائل والأساليب الحديثة والمتطورة فى علم الإدارة والتسويق والتشغيل، ورغم تداعيات كورونا التى هبت فى بداية نشاطها الجديد فإنها لم تستسلم واستمرت ولم تتوقف لحظة فى الوقت الذى توقف الجميع عن العمل ولكنها بعزيمة وإصرار على النجاح تخطت أزمة كورونا وتحقق النجاح لها وللمشروع الجديد.
نيفين إبراهيم نموذج للفتاة المصرية الأصيلة التى تعشق بلدها مصر وأيضا أبوظبى التى أتاحت لها الفرصة للنجاح، وهى قدوة للشباب يحتذى بها كفتاة استطاعت أن تنجح خارج بلدها وبإصرار وعزيمة وتعب نجحت وتدرجت فى جميع المناصب التى تولتها ووصلت إلى أعلاها وحتى الآن مازالت تبحث عن التجديد المستمر والمعلومة الجديدة وتفخر بأنها مازالت لم تحقق كل ما تتمناه وأن الطريق مازال طويلا، فهى لم تكتف بالذكاء الفطرى الذى تتمتع به أو الموهبة الربانية بل تؤمن تماما بصقل الموهبة بالعلم والإخلاص فى العمل سواء كان بسيطا أو كبيرا لابد من إتقانه.
نيفين إبراهيم مثل جبل الثلج ما يظهر من شخصيتها جزء يسير أقل بكثير مما فى الأعماق، فهى تحمل خبرات وتجارب حياتية خصبة جدا، وربما يأتى يوما لتصبح مؤلفة أو أديبة كبيرة تكتب تجربتها الشخصية حيث تمتلك موهبة كبيرة فى الكتابة الأدبية والصحفية وتستطيع أن تتناول أى قضية بأسلوب شيق ورشيق.
هذه هى قصة فتاة مصرية قارئة جيدة ومثقفة وأحسن أهلها تربيتها وتعليمها، وليس غريبا أن يصبح نتيجة كل هذا فى النهاية إنسانة اسمها نيفين إبراهيم.