فاطمة إبراهيم
قدر تقرير حديث القيمة الإجمالية للاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مشروعات الهيدروجين الأخضر فى مصر بنحو 215.5 مليار دولار، خلال الفترة من عام 2021 وحتى عام 2023.
وتعتبر مصر فى المرتبة الأولى عربيا فى عدد مشروعات الهيدروجين المعلنة أو المخطط تنفيذها من حيث إنتاجه ونقله واستخدامه.
وأكد الخبراء أن مصر تتمتع بميزة نسبية فى إنتاج الهيدروجين الأخضر هى قرب موقعنا من أوروبا ودول المنطقة ويمكننا تصدير الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء بأسعار تنافسية، مشيرين إلى أن مشروعات الهيدروجين الأخضر صديقة للبيئة وهذا توجه عالمى ويتزايد الطلب عليه.
وتقتنص مصر أكثر من 75% من تدفقات الاستثمار فى أفريقيا حيث بلغ عدد تلك المشروعات بنحو 33 مشروعا حتى شهر مارس 2024، موزعة غالبيتها فى إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بنحو 28 مشروعا من إجمالى 103 مشروعات على مستوى الدول العربية.
وتستهدف مصر أن تصبح مصر مركزا عالميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 (لإنتاج 3.2 ملايين طن سنويا، وفق السيناريو الأخضر ترتفع إلى 9.2 ملايين طن بحلول عام 2040).
وأكد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أن توافر مصادر الطاقة المتجددة والعمالة المدربة وجاهزية البنية التحتية حققت الريادة لمصر فى مجال إنتاج الطاقة الخضراء، وأعطت ميزة تنافسية فى هذا المجال، وأكدت على قدرة مصر فى تعظيم الاستفادة من إمكانياتها وعزمها على تحقيق رؤيتها.
وأشار إلى أن مصر تبذل جهودا حثيثة لتوطين صناعة الوقود الأخضر من خلال إنشاء مجلس أعلى للهيدروجين الأخضر.
ويصف مصطلح “الهيدروجين الأخضر” مصدر طاقة حديثا ونظيفا ومتجددا وصديقا للبيئة؛ إذ يعد منخفضا من حيث انبعاثات الكربون.
ونوهت الدكتورة يمن الحماقى أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس إلى أن مشروعات الهيدروجين الأخضر لها مستقبل واعد، ولكن لابد من اتخاذ عدد من السياسات التى تدعم هذا التوجه، مشيرة إلى أهمية التنسيق بين الأجهزة المختلفة، لاسيما أن أغلب الدراسات تؤكد أن مصر لديها ميزة نسبية فى إنتاج الهيدروجين الأخضر الذى ثبت جدواه فى إنتاج الهيدروجين المسال لتموين السفن المارة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأضافت أن الأبحاث العلمية الحديثة تشير إلى إمكانية استخراجه من الطحالب الدقيقة التى يمكن زراعتها فى مياه الصرف الصحى، لكن هل لدينا الجهة المخول لها الفصل فى ذلك، وتحديد مدى الجدوى الاقتصادية.
من جهته، قال الدكتور أحمد خطاب الخبير الاقتصادى إنه بعد استضافة مصر اتخذت من الهيدروجين الأخضر مركزا إقليميا فى العين السخنة حيث إن هذه المنطقة واعدة فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، ومنطقة لوجستية تابعة للمنطقة الاقتصادية فى قناة السويس، لاسيما أن الهيدروجين الأخضر صديق للبيئة ويتزايد الطلب العالمى عليه، مشيرا إلى أن مصر تركز على الاستثمار فى مثل هذه المشروعات.
ونوه خطاب إلى أن مؤتمر 27 cop لفت أنظار العالم إلى أهمية الاستثمار فى هذا القطاع مع مصر، وجذب شركات استثمارية تعمل فى هذا المجال، ومن ثم نجحت مصر فى إنشاء منطقة لوجستية بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس، وتتطلع إلى إنشاء المزيد من مصانع وشركات تعمل فى الهيدروجين الأخضر، وتحويل التى تولد بالكهرباء بالعمل بالهيدروجين الأخضر بدلا من الغاز.
وأضاف خطاب أن هناك فرصة مهمة لأن تكون مصر مصدرا للطاقة النظيفة لما تتمتع به من موارد كبيرة من الشمس والرياح وتوافر الإمكانات الكبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ومن ثم تصديره إلى أوروبا.