ولاء جمال
تهدف مصر إلى تكثيف استخدام الطاقة الشمسية لمواجهة ارتفاع أسعار الكهرباء وإيجاد حلول بديلة لاستخدامها.
وقال الخبراء إن الطاقة الشمسية تحتاج إلى أنظمة تحكم متقدمة لضمان استقرار الشبكة ولكن هناك توجها بالفعل للتوسع فى استخدامها وفقا لاستراتيجية مصر للطاقة، حيث تمثل فرصة كبيرة لفتح آفاق مستقبلية نظيفة ومستدامة.
وقال الدكتور حافظ سلماوى، أستاذ هندسة الطاقة ورئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء الأسبق إن هناك توجها بالفعل للتوسع فى الطاقة الشمسية وفقا لاستراتيجية مصر للطاقة لعام 2040، والتى تهدف إلى زيادة القدرة الإنتاجية إلى حوالى 24,700 ميجاوات من الطاقة الشمسية، ولكن يجب أن نأخذ فى الاعتبار أن الطاقة الشمسية مثلها مثل طاقة الرياح هى بطبيعتها طاقة متغيرة؛ أى أنها تكون متاحة فى بعض الأوقات وغير متاحة فى أوقاتٍ أخرى، وهذا يتطلب وجود أنظمة تحكم متقدمة لضمان استقرار الشبكة.
وأضاف الدكتور سلماوى أنه فيما يخص المحطات الكبيرة قد لا تكون هذه التغيرات مشكلة كبيرة، ولكن الأمر يختلف مع المحطات الصغيرة والتى يتم تثبيتها على أسطح المبانى، رغم أن هذه المحطات تعتبر جزءا مهما من مستقبل الطاقة، إلا أن التدرج فى استخدامها مطلوب، فالنظام الكهربائى يجب أن يتم تطويره بشكل تدريجى ليستوعب هذا النمط الجديد من التوليد، على سبيل المثال الطاقة الشمسية تبدأ بإنتاج طاقة منخفضة عند الفجر، ثم تصل إلى ذروتها فى منتصف النهار ثم تنخفض مرة أخرى، لذلك يجب أن يكون النظام متوازنا ليتناسب مع هذه التغيرات، ويجب تطوير الشبكة لتحقيق أعلى مستويات الأداء فى أقل وقت ممكن.
وأشار أستاذ هندسة الطاقة إلى أن هناك تحديات أخرى تواجه التوسع فى الطاقة الشمسية منها اعتمادنا على استيراد الخلايا الشمسية من الخارج، وخاصة من الصين التى تتميز بقدرتها على إنتاج هذه الخلايا بأسعار تنافسية لا نستطيع منافستها حاليا، ولتحقيق استدامة أكبر فى هذا المجال يجب أن يكون هناك تركيز على البحث والتطوير لزيادة نسبة المكون المحلى فى إنتاج هذه الأنظمة، ويعد تحقيق 60% من المكون المحلى فى محطات الطاقة الشمسية هدفا معقولا جدا ويمكن تحقيقه، موضحا أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بلا شك هما مستقبل قطاع الطاقة ولكن التدرج فى التوسع واستخدام هذه المصادر يعد أمرا ضروريا لتحقيق التوازن المطلوب وضمان استقرار النظام الكهربائى.
من جهته، أفاد الدكتور عبد النبى عبد المطلب، الخبير الاقتصادى، بأن أسعار الكهرباء فى مصر رغم ارتفاعها فإنها مازالت منخفضة مقارنة مع العديد من الدول الأخرى، ومع ذلك فإن التحول نحو استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة يمثل فرصة كبيرة لفتح آفاق مستقبلية نظيفة ومستدامة، مضيفا أنه عند الحديث عن الطاقة الشمسية نحن نتحدث عن إمكانية استغلال أشعة الشمس لتوليد الكهرباء باستخدام الألواح الشمسية وهى تقنية متقدمة وفعالة، كما تعد طاقة الرياح أحد المصادر الرئيسية لتوليد الكهرباء، حيث يتم استخدامها فى تحريك التوربينات لإنتاج الطاقة، وإلى جانب الشمس والرياح هناك أيضا مصادر المياه الطبيعية التى يمكن استغلالها فى تشغيل التوربينات المائية لتوليد الكهرباء، كل هذه الموارد المتجددة تعد من ضمن فئة الطاقة النظيفة التى تتميز بعدم نفادها مع مرور الوقت مما يجعلها خيارا مُستداما لمستقبل الطاقة فى مصر والعالم.
وأكد الدكتور عبد النبى أن التحول نحو هذه المصادر سيعزز من استقلالية الدول فى مجال الطاقة، ولكن لكى تتحقق الاستفادة الحقيقية من هذه الموارد فى مجال توليد الطاقة يجب أن توجه المشروعات نحو القطاعات الكبيرة مثل المصانع الضخمة أو المناطق الصناعية الواسعة؛ فعلى سبيل المثال يمكن استخدام الألواح الشمسية لتغطية احتياجات الكهرباء فى منطقة صناعية بأكملها أو فى المزارع الكبيرة، وهنا يصبح الاستثمار فى هذه التكنولوجيا مجديا بالنظر إلى حجم الاستهلاك الكبير للطاقة.
أما على مستوى الوحدات السكنية أو العقارات المشتركة، فيقول الخبير الاقتصادى: إن استخدام الطاقة الشمسية يواجه العديد من التحديات من ضمنها ضرورة وجود تعاون بين سكان العقار أو مالكيه لتنفيذ المشروع، حيث إن تركيب الألواح الشمسية فوق الأسطح يتطلب صيانة دورية وجهودا متضافرة لضمان استمرارية عملها بكفاءة وللأسف هذا النوع من التعاون الجماعى قد لا يكون متاحا بسهولة حتى الآن، مما يحد من تطبيق هذه التكنولوجيا فى المناطق السكنية المشتركة، ومع ذلك يظل استخدام الطاقة الشمسية ممكنا وواعدا فى المناطق الواسعة أو العقارات الكبيرة التى تمتلك القدرة على تحمل التكلفة الأولية للمشروع.
ونجحت الحكومة – ممثلة فى هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة – فى توقيع مذكرة تفاهم مع كبرى الشركات الصينية الرائدة فى مجال الطاقة المتجددة باستثمارات تصل إلى 10 مليارات دولار لإنشاء أكبر تجمع للطاقة الشمسية لإنتاج كهرباء بقدرات تصل إلى 10 جيجاوات، ومن المتوقع أن يتم تقسيم هذه القدرات على مُجمَّعين للطاقة الشمسية ليكونا مماثلين لمُجمَّع بنبان الشمسى.