الإيكونوميست المصرية
واحة الأمان….. بقلم: أشرف الليثى

واحة الأمان….. بقلم: أشرف الليثى

أشرف الليثى

رغم عدم امتلاكها الأموال وليس بها رغد العيش، فإنها ملجأ آمن لكل باحث عن الأمن والأمان، وكأن هذا قدرها منذ قديم الزمان، فقد كانت ملجأ لعدد كبير من الرسل والأنبياء هروبا من القهر والظلم والفساد والقتل وبحثا عن الأمان، ولجأ إليها إبراهيم عليه السلام ويوسف وعاش بها وموسى وهارون وعيسى وأمه العذراء مريم، كما لجأ إليها عدد كبير من صحابة رسول الله وأهل البيت الكرام وعاشوا ودفنوا فيها، هذه هى مصر التى ذكرها رب العزة فى كتابة الكريم وقال “ادخلوها بسلام آمنين”، وكأنه قَسَم من سبحانه وتعالى بحماية هذا البلد وجعل مصر واحة الأمان لأهلها ولكل من يلجأ إليها.
تعيش مصر الآن فترة زمنية عصيبة، فهى تكاد تكون البقعة الهادئة الوحيدة فى المنطقة التى تشهد تصارعا لقوى إقليمية وعالمية ومؤامرات تحاك من هنا وهناك وتغيرات جيوسياسية فى محاولة لإعادة رسم المنطقة من جديد وفقا لأهواء وتطلعات قوى ظالمة تريد تحقيق أهداف دفينة منذ سنوات طويلة وكانت تخطط وترسم من أجل إسقاط دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى، ونجحت بالفعل فى تحقيق مآربها وسقطت دول عتيدة كانت قوية مثل العراق وسوريا وليبيا والسودان، ولكن تحطمت طموحات القوى المارقة على الصخرة المصرية ولم تتمكن من استكمال مخططاتها بل أصبحت مصر الرقم الصعب فى المعادلة الجديدة التى تستهدف جر المنطقة كلها إلى غياهب الفوضى والانقسام.
حاولوا بشتى الطرق تركيع مصر سواء بإثارة المشاكل حولها وعلى حدودها الغربية والجنوبية والشرقية، بل ومحاولة تعطيشها من خلال سد الخراب أو ما يسمى بسد النهضة، وبعد فشل هذه المحاولات لجأوا إلى اختلاق أزمات اقتصادية مريرة وعلى مدى أكثر من خمس سنوات منذ عام 2019 وحتى الآن والأزمات الاقتصادية الطاحنة تنهش فى جسد الاقتصاد المصرى الذى أصبح بالفعل يئن من قسوتها، وذلك من أجل تركيعها واستسلامها، إلا أنها رغم كل ذلك ظلت عصية عليهم صامدة حتى الآن لأن هناك جيشا قويا وقيادة سياسية واعية لكافة هذه المؤامرات الدنيئة، وبعدما فشلوا فى تركيع مصر وشعبها، يحاولون الآن جرها إلى حروب ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، بل وتصدير مشاكل دول الجوار إلينا.
لا توجد دولة فى العالم حاليا تحاك حولها هذه الكمية من المؤامرت مثلما تحاك لمصر، والتى أصبحت مثل موجات البحر المتلاطمة، وبفضل الله وجيش مصر الصلب تتكسر كلها على الصخرة المصرية، وكما ذكرت لولا قوة هذا الجيش لكان مصير الأمة المصرية مثل باقى الدول حولنا ولأصبح الشعب المصرى مثل باقى شعوب المنطقة التى تشردت وأصبحوا لاجئين فى دول العالم ولم يعد أمامهم أى أمل فى العودة مرة أخرى إلى أوطانهم.
مصر التى رغم كل هذه الظروف القاسية والمؤامرات التى تحاك ضدها ترفع شعار التنمية بل وتحاول جذب المستثمرين الأجانب كى يستثمروا فى مصر ليس فى مجال محدد ولكن فتحت أمامهم جميع المجالات، بل وتؤكد دائما أنها واحة الأمن والأمان فى المنطقة رغم التوترات الضخمة التى تمر بها المنطقة، والرهان الأكبر الذى تسعى مصر لأن تكسبه هو شعبها الصبور القوى الذى يؤمن بوحدة مصيره ووحدة أراضيه ويدافع عن هذا الكيان من خلال جيشه الباسل، وتستقبل مصر زوارها ومستثمريها فى سلام تصديقا لقول المولى عز وجل “ادخلوها بسلام آمنين”.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *