الإيكونوميست المصرية
ثورة 30 يونيه … ثورة اقتصادية حقيقية *** بقلم: أشرف الليثى

ثورة 30 يونيه … ثورة اقتصادية حقيقية *** بقلم: أشرف الليثى


بقلم: أشرف الليثى

عندما قام الشعب المصرى بثورته الحقيقية فى 30 يونيه عام 2013 كان هدفه الرئيسى الحفاظ على هوية الدولة المصرية من الضياع لأنها كانت بالفعل فى طريقها إلى الاندثار من على خريطة الوسطية الطبيعية التى تميزت بها طوال تاريخها الطويل والانصهار ضمن المنظومة العقائدية الجديدة التى ستتخذ من أنقرة مركزا للخلافة الإسلامية وتحقيق الحلم التركى الإخوانى الغربى فى إزالة أهم دولة فى منطقة الشرق الأوسط التى تقف حجر عثرة فى طريق أى تغيير لخريطة الشرق الأوسط ولرسم خريطة جديدة للإقليم وهى مصر.
وبمجرد تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم، كان عليه مواجهة حقيقية للواقع المصرى المر والذى كان العنصر الاقتصادى فيه يمثل أزمة حقيقية، وذلك للحفاظ على هوية الدولة المصرية. وكانت هناك تقريبا شبه أزمة فى كافة نواحى الحياة فمستوى التعليم منخفض للغاية ولا توجد رعاية صحية والبنية الأساسية للدولة من طرق وكبارى ومحطات كهرباء وصرف صحى ومياه شرب تكاد تكون منتهية الصلاحية وعلاوة على هذا فهناك فيروس سى ينهش فى اأكباد الشعب المصرى ووصل عدد المصابين به إلى أعلى نسبة سجلتها هيئة الصحة العالمية على مستوى دول العالم لدرجة أن هناك دولا منعت دخول العامل المصرى نهائيا خوفا من نقل العدوى إليها، علاوة على كل ذلك هناك عجز فى الموازنة العامة للدولة وانخفاض معدلات الاستثمار الأجنبى والمحلى وزيادة تكلفة المشروعات الاستثمارية المقامة على أرض مصر، بالإضافة إلى الأزمات الخاصة بتعدد سعر الصرف وانخفاض الاحتياطيات الدولية للعملات الأجنبية لدى البنك المركزى … كان هذا وضع الدولة المصرية منذ 4 سنوات تقريبا وكان من الصعب على أى فرد أن يُقبِل على تحمل مسئولية قيادة دولة مكبلة بهذه المشاكل الضخمة.
ونتيجة تربيته داخل أسرة مصرية أصيلة وتعلمه فى المؤسسة العسكرية المصرية التى تعتمد على بذل الأرواح فداء لرفعة الشعب المصرى وللحفاظ على الدولة المصرية كهدف أساسى استراتيجى، قبل المشير عبد الفتاح السيسى خلع الزى العسكرى ليتولى المسئولية الشاقة، وبالفعل منذ اللحظة الأولى بدأ العمل الشاق وبدأ اختياره لمجموعة عمل وزارية انتحارية وكذلك لمحافظ بنك مركزى هو طارق عامر المعروف عنه الشجاعة والإقدام، وبدأ عصر المواجهة الحقيقية للمشاكل بصورة جذرية ودون الاعتماد على المسكنات، وكانت النتيجة بعد 4 سنوات إقامة 11 ألف مشروع قيمتها 2 تريليون جنيه وتضاعف اكتشافات الغاز 8 مرات واستصلاح وزراعة 200 ألف فدان زيادة فى الرقعة الزراعية ومضاعفة الطاقة الكهربائية بثلاثة أضعاف الطاقة التى كانت موجودة وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الكهرباء وتصدير الباقى وأصبحت مصر تمتلك أكبر شبكة كهرباء فى الشرق الأوسط وتوحيد سعر صرف الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية لأول مرة منذ أكثر من 4 عقود وزيادة الاحتياطيات الدولية من العملات الأجنبية إلى أكثر من 45 مليار دولار وانخفاض العجز التجارى 20 مليار دولار وتحقيق فائض فى الموازنة العامة للدولة لأول مرة فى التاريخ وزيادة معدلات النمو فى الاقتصاد الكلى بنسبة 5.6% واستهداف تحقيق 6% عام 2020 وارتفاع تمثيل المرأة فى البرلمان بنسبة 15% والقضاء على فيروس سى تماما وتطوير منظومة التعليم وتحسين مستوى الخدمة الصحية وبدء نظام التأمين الصحى الشامل على جميع أفراد الشعب المصرى وكانت البداية فى محافظة بورسعيد وارتفع عدد المستفيدين من معاش تكافل وكرامة لأبناء أكثر من 2.5 مليون أسرة مصرية بسيطة، ويستفيد مليون و750 ألفا من معاش الضمان الاجتماعى، وارتفع إجمالى مخصصات المعاشات الضمانية من 6 مليارات جنيه منذ ثلاث سنوات إلى 17 مليارا و250 مليون جنيه لتغطى 10% من أبناء مصر فى الأسر الأكثر احتياجا.
كل هذا كان بفضل شعب عظيم وقائد مخلص ورجال أوفياء، وفى النهاية.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

Related Articles