الإيكونوميست المصرية
يونيه ما بين العسر واليسر……. بقلم: أشرف الليثى

يونيه ما بين العسر واليسر……. بقلم: أشرف الليثى


بقلم: أشرف الليثى

عندما سُئل الفنان إياد نصار: كيف تقوم بدور حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية فى مسلسل الجماعة، وبدور الضابط الإسرائيلى فى فيلم الممر، وكيف نجحت فى تقمص الشخصيتين؟ قال: لا فرق بينهما، لا فرق بين جماعة الإخوان الإرهابية وبين الإسرائيليين، فالاثنان لهما نفس التوجه وتقريبا نفس الأفكار. وأزيد من عندى لديهما نفس العداء للدولة المصرية.
ذكرنى هذا الحديث بأن مصر ابتليت فى شهر يونيه بنكستين؛ الأولى فى الخامس من شهر يونيه عام 1967 عندما هاجمت إسرائيل المطارات المصرية ودمرت الطائرات وانتهت الحرب قبل أن تبدأ وظُلم المقاتل المصرى الذى لم يدخل الحرب ولحقت به هزيمة ليس له يد فيها، والثانية فى الرابع والعشرين من شهر يونيه 2012 عندما تولى محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان الإرهابية حكم أقدم بلد فى التاريخ فى سابقة الأولى من نوعها وظلم الشعب المصرى الذى لم يختاره وجاء بغير إرادة الأغلبية فى ظروف قاسية فرضتها إرداة التهديد والوعيد من ميليشيات إرهابية خارجية وداخلية.
واعتبر المصريون أن شهر يونيه هو شهر الأحزان؛ ففيه سرقت إسرائيل سيناء، وفيه حاولت الجماعة سرقة مصر بالكامل ولكن الله سلّم وكان رءوفا بالشعب الطيب، ولم يكد يمر عام واحد فقط إلا وانتفضت جموع المصريين من كل أركان المعمورة سواء داخل مصر أو خارجها وكان شعارهم “لا لحكم المرشد” وفى نهاية يونيه “30 يونيه” 2013 كانت العاصفة التى اقتلعت جماعة الإخوان الظالمة من جذورها تلك الجذور العفنة التى على امتداد أكثر من 80 عاما تضرب وتنخر فى العصب المصرى وتحاول تدمير كل ما هو جميل على تلك الأرض الطيبة التى حباها الله بحمايته أرض الكنانة المحروسة بالعناية الإلهية والتى لم تطأ قدم ظالم على أرضها إلا وابتلعته، وتحول شهر يونيه إلى ذكرى انتصار شعب وأكبر ثورة شعبية حقيقية فى تاريخ مصر الحديث شارك فيها ملايين المصريين داخل مصر وخارجها.
ولن ينسى المصريون عاما بالكامل أطلقوا عليه “عام الرمادة”، عاش فيه الشعب المصرى تحت وطأة حكم المرشد شهدت فيه البلاد شبه حرب أهلية بين اتباع الجماعة والعشيرة وجموع الشعب المصرى المخلص لوطنة وأرضه وليس هذا فقط بل كانت هناك سرقة ممنهجة لمقدرات الشعب وطمس هويته التى استمدها منذ بداية التاريخ وتدمير مؤسسات الدولة خاصة الأمنية والشرطية واستبدالها بما يسمى بالحرس الوطنى التابع للجماعة وتدمير دور العبادة الخاصة بالمسيحيين شركاء الوطن وإلغاء كافة الدساتير واستبدالها بالإعلان الدستورى “دستور تفصيل” على مقاس الجماعة يتيح لها الاستمرار فى الحكم مدى الحياة وتوطين أتباعهم فى مفاصل الدولة المهمة بدءا من رئاسة الوزراء وحتى آخر منصب إدراى، حيث تم تعيين أكثر من مليون و200 ألف من أبناء الإخوان فى كافة المؤسسات فى وقت كانت تئن فيه تلك المؤسسات من أزمات مالية طاحنة، ثم دارت الدائرة لاحتلال المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى فى إطار إحكام السيطرة على السلطة التشريعية والإعلام .
لم يكتف حاكم الجماعة بذلك بل سمح للمليشيات المسلحة من جماعة بيت المقدس وحماس باحتلال سيناء والاستيطان بها تمهيدا لاقتلاعها من الدولة المصرية لتصبح نواة لما يطلقون عليه الإمارة الإسلامية والتى يتجمع فيها أعضاء المليشيات الإرهابية المسلحة من جميع أنحاء العالم، وفى مقابل ذلك استحل دماء العسكريين المصريين الشرفاء الذين يدافعون عن الحدود وغدروا بهم وهم صائمون ولم يكلف المعزول محمد مرسى خاطرا للكشف عن هوية القتلة أو يحاول أن يتعقبهم لنيل جزائهم بل وفر الحماية الكاملة لهم حتى تمكنوا من الهروب عبر الأنفاق إلى قطاع غزة.
وتحالف مرسى مع أعداء الوطن من كل صوب وسمح لأحمدى نجاد حاكم إيران بالقدوم إلى مصر بل والتجول بحرية فى شوارعها وزيارة منطقة الأزهر والحسين ورفع علامة النصر وكانت رسالة إلى أتباعه فى كل مكان بأنه انتصر على الدولة المصرية ووطأت قدماه أرض مصر ذلك الحلم الذى كان يسعى إليه حكام إيران جميعا منذ زمن طويل.
ولم يكتف المعزول محمد مرسى بذلك بل خاطب ود إسرائيل بشتى الطرق وأرسل لشيمون بيريز الرئيس الإسرائيلى خطابا يطلب فيه وده بل وأبدى استعداده لتعويض اليهود عن ممتلكاتهم فى مصر رغم أنهم خرجوا من مصر بكامل إرادتهم ولم تمس ممتلكاتهم، إلا أنه كان لديه إصرار كبير على إفلاس مصر بشتى الطرق لتسهيل دخول الدائنين من كل اتجاه.
ولم يمر الاقتصاد المصرى بفترة أسوأ من هذا العام الأسود تحت حكم الإخوان، فانخفضت الاحتياطيات الدولية من العملة الأجنبية لدى البنك المركزى إلى أدنى مستوياتها لتصل إلى 12 مليار دولار منها 10 مليارات دولار وديعة قطرية طالبت بها قطر فور قيام ثورة 30 يونيه، وانخفضت عائدات مصر من السياحة إلى أدنى مستوى لها نتيجة عدم الاستقرار الأمنى الذى كانت فيه مصر، وانخفض أيضا دخل قناة السويس، كما توقفت تماما الاستثمارات الأجنبية ولم يدخل مصر مستثمر واحد طوال تلك الفترة، وحاولت الجماعه أيضا بيع الوهم للمصريين عن طريق مشروع النهضة الذى لم يكن له أى وجود حقيقى وكان مجرد وهم وخيال “فنكوش” وقالوا إنهم سيطرحون سندات إسلامية لتمويل مشروعات تنموية واتضح أنها كانت مجرد محاولات لاستقطاب أموال المصريين وغير المصريين وعمليات نصب واحتيال تعودت عليها الجماعة طوال تاريخها الطويل .
لم تترك الجماعة خلال هذا العام الأسود طريقا لتجويع وتركيع الشعب المصرى إلا وسلكته فى إطار سياسة فرض الأمر الواقع على الشعب وقبول كل ما يقدم له والرضا بالمقسوم، وذلك لأنهم فاقدو البصيرة ولم يقرأوا تاريخ هذا البلد ولم يفهموا طبيعة الشعب المصرى الذى لا يرضى مطلقا بالظلم أو القهر وينتفض دون سابق إنذار وهذا ما حدث فى 30 يونيه عندما هب الشعب وانتفض ورفض حكم الإخوان بل وأصر على اقتلاعهم من جذورهم فى ثورة سلمية أذهلت العالم، وطالبت جموع الشعب بنزول الجيش كحامٍ أساسى لمقدرات هذا البلد وتم إيقاف الإعلان الدستورى الإخوانى وتولى رئاسة البلاد رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى منصور وحاول خلال فترة رئاسته تهدئة الأوضاع التى أشعلها الإخوان إلا أنهم أبوا ورفضوا وتجمهروا فى ميدان رابعة والنهضة فى محاولة للى ذراع الدولة.
سيظل التاريخ يذكر قيام ابن من أبناء القوات المسلحة المصرية “عبد الفتاح السيسى” بتحمل المسئولية كاملة فى وقت من أصعب الأوقات، وقبل ذلك وضع حياته على كفه وقدمها فداء للوطن لاستعادة كرامته وهويته التى كادت أن تمحى من قبل خوارج العصر.
سيظل التاريخ يذكر أن الابن البار عبد الفتاح السيسى تحدى قوى الظلام فى العالم أجمع وأحبط مخططا عالميا لتركيع شعب مصر وضمه ضمن جموع اللاجئين من شعوب المنطقة التى دمرت أوطانها ونجح فى الحفاظ على كرامة المصريين وإنقاد مصر من هذا المخطط التدميرى.
سيظل التاريخ يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أقسم أنه لن يُبقِى على وجه الأرض من يهدد أمن مصر أيا من كان.
وعدت وعاهدت وصابرت وأنجزت، فلن يخذلك الله ولا شعبك يا عبد الفتاح.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *