بقلم: أشرف الليثى
عندما تولى حسين رفاعى رئاسة مجلس إدارة بنك قناة السويس فى مايو 2017، أشفقنا عليه جميعا، فكيف لرجل ناجح ومشهود له بالحرفية والكفاءة أن يتولى رئاسة بنك يأتى فى مؤخرة ترتيب البنوك بالجهاز المصرفى المصرى من حيث كافة المؤشرات؟ بل أن البنك لم تكن به إدارات للتجزئة المصرفية التى تعتبر العصب الرئيسى لأى منظومة مصرفية وحتى الإدارات التى كانت موجودة كانت تعمل بكفاءة ضعيفة للغاية ولم يتلق العاملون فى البنك أى دورات تدريبية، وعلى الرغم من أن اسم البنك على اسم أهم ممر مائى فى العالم فإنه كان بعيدا كل البعد عن المشاركة فى أى مشروع يرتبط بقناة السويس، ناهيك عن فروع البنك التى كانت تعانى من ضعف فى البنية الأساسية وكان يكسوها الصدأ ولم تطولها يد التطوير قط، كل هذا أثر بالسلب على نتائج أعمال البنك مما جعله بنكا طاردا للكفاءات.
تحمّل حسين رفاعى كعادته المسئولية. وقبل التحدى وفى أول اجتماع مع مجلس إدارة البنك، قال لهم: “إننا جميعا فى مهمة انتحارية ولم أتعود طوال عملى فى بنوك ومؤسسات مالية محلية وعالمية أن أتذوق طعم الفشل ومن منكم لا يستطيع تحمل تلك الأعباء فليخلى موقعه لآخرين”، وتعاهد الجميع على العمل ليل نهار من أجل تعويم البنك وخروجه من كبوته بل ودفعه للصفوف الأمامية فى سباق المنافسة الشرسة فى الساحة المصرفية المصرية.
ووضع حسين رفاعى ورفاقه من أعضاء مجلس الإدارة استراتيجية كانت أقل ما توصف به أنها حادة جدا وعنيفة للغاية تستمر لمدة ثلاث سنوات يتم فى نهايتها تقييم ما تحقق، وبالفعل من الممكن أن يطلق على ما حققه حسين رفاعى فى بنك قناة السويس بالمعجزة، ولكن المشوار كان صعبا للغاية، إلا أنه مع ما تحقق ربما يهون هذا التعب فى سبيل الوصول ببنك قناة السويس ليصبح الآن من ضمن البنوك العشرة الأوائل فى مصر، من حيث حجم ونتائج الأعمال فقد بلغ إجمالى المركز المالى للبنك حوالى 57 مليار جنيه فى سبتمبر 2021 بزيادة قدرها 3 مليارات جنيه عن ديسمبر 2020 بنسبة 5%، كما حقق نموا فى صافى الربح بنسبة 6% ليصل إلى 377 مليون جنيه بنهاية سبتمبر 2021 مقارنة بـ 356 مليون جنيه مصرى فى سبتمبر 2020، كما ارتفعت ودائع العملاء بنسبة 10% لتصل إلى 49 مليار جنيه مصرى مقارنة بـ 44 مليار جنيه مصرى فى ديسمبر 2020، ونجح البنك فى زيادة صافى محفظة القروض وتسهيلات العملاء بنسبة نمو 20% لتصل إلى 21 مليار جنيه مصرى فى سبتمبر 2021، وحقق زيادة بمحفظة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 14%، كما سجلت محفظة القروض الشخصية نموا 30% لتصل إلى 1.6 مليار جنيه، وتمت زيادة محفظة الصكوك وسندات التوريق بنسبة 30% لتصل إلى 3.6 مليار بنهاية سبتمبر 2021 مقارنة بـ 2.8 بنهاية ديسمبر 2020 بعد نجاح البنك فى الحصول على ترخيص مزوالة نشاط ترويج وتغطية الاكتتابات فى الأوراق المالية من الهيئة العامة للرقابة المالية فى منتصف العام الماضى كل هذا تم بالتزامن مع تحديث العديد من الفروع منها فروع العروبة وجاردن سيتى مع توفير أماكن مخصصة لكبار عملاء البنك.
كما تم إطلاق برنامج نقاطى لعملاء بنك قناة سويس عند استخدام بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم المباشر والبطاقات المدفوعة مقدما واستبدال النقاط فى العديد من المحال التجارية فى السوق المصرية.
هذا هو حسين رفاعى المصرفى، أما حسين رفاعى الإنسان فقد عجز القلم عن إيجاد وصف له، إلا أنه من المؤكد ينطبق عليه قول رسول الله: “لله عباد اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم للخير وحبب الخير إليهم يستظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله هم الناجون من عذاب النار يوم القيامة”، فهو من القلائل الذين ربما يكون تواجدهم نادرا فى هذه الحياة، فهو ذو سريرة نقية صافية لا يضمر شرا قط لأى إنسان وفاعل للخير دائما ومحب لكل من حوله، فهو بحق مصرفى بدرجة إنسان على درجة عالية من الإنسانية الراقية.
