عاشق للنجاح والتحدى ولا يعرف المستحيل، وافق على تولى منصب الرئيس التنفيذى للبنك الزراعى المصرى فورا رغم أنه كان من أهم العناصر التى تحلق فى سماء البنك المصرى لتنمية الصادرات وكان الجميع يتوقع له تبوء أعلى المناصب به، مؤمن جدا بأهمية العنصر البشرى كأهم عناصر النجاح، ويعتبر أن البنك الزراعى يمتلك 20 ألف فرصة نجاح وهو عدد العاملين فى البنك لأنه لمس فيهم تطلعهم لتحقيق الحلم الكبير كى يصبح البنك ضمن أهم خمس بنوك فى مصر. إنه الأستاذ محمد أبو السعود الرئيس التنفيذى الجديد للبنك الزراعى المصرى، وقد اختص مجلة “الإيكونوميست المصرية” بأول حديث صحفى له منذ توليه منصبه الجديد وهذا شرف نعتز به جميع العاملين فى المجلة.. وإلى نص الحديث الممتع الشيق..
أجرى الحديث أشرف الليثى
• نود التعرف على الظروف والملابسات التى سبقت ترشيح حضرتك لرئاسة البنك الزراعى خاصة أنك كنت من قيادات الصف الأول للبنك المصرى لتنمية الصادرات؟
الاختيار تم بواسطة القيادات العليا من البنك المركزى المصرى؛ حيث طُلب منى تولى مهمة رئاسة البنك الزراعى المصرى وكان ذلك بمثابة تكريم وشرف لى أن يقع الاختيار علىّ، حيث أبلغونى أن البنك الزراعى له دور مهم ومحورى يمس الحياة اليومية للمزارعين فى مصر، وأن اختيارى جاء نتيجة النجاحات التى تحققت فى البنك المصرى لتنمية الصادرات وإعادة الهيكلة والتطوير الذى تم به وكنت شريكا فيه، وقد وافقت على الفور وبدون أى تفكير.
• هل كانت هناك تكليفات محددة من قيادات البنك المركزى لحضرتك للأخذ بها عند رئاستك للبنك الزراعى المصرى؟
البنك الزراعى المصرى لديه إمكانيات ضخمة جدا وهذا معروف وكانت هناك عمليات تطوير ضخمة جدا فى البنك من قبل الإدارات السابقة التى تولت رئاسته ونجحوا فى تحسين الصورة الذهنية للبنك لدى المتعاملين فى السوق المصرفية وأيضا تطوير الفروع واستقطاب عملاء جدد وإدخال نظام حديث للبنك واختيار الموظفين والكفاءات من الشباب الجدد الذين التحقوا بالبنك مؤخرا، وكان مطلوب منى استكمال تلك المنظومة واتخاذ ما تحقق كنقطة انطلاق جديدة.
• متى بدأت المسيرة الجديدة فى البنك الزراعى؟
بدأت رسميا تولى مهام منصبى يوم 14 مايو 2025 .
• عندما بدأت تسلم مهام عملك الجديد فى البنك، ما عناصر القوة التى وجدتها فى البنك الزراعى المصرى؟
البنك الزراعى تم تأسيسه عام 1931 واسم البنك هو أقدم من بنوك كثيرة موجودة فى السوق المصرفية المصرية، ومصادر القوة موجودة بالفعل لدى البنك الزراعى منها عدد العملاء للبنك والذى يصل إلى 3.5 مليون عميل، وعدد الفروع 1124 فرعا وخريطة توزيع الفروع تغطى جميع محافظات مصر وهذه الفروع تمثل نقاط بيع منتشرة فى جميع أرجاء الجمهورية من الممكن استغلالها بصورة أكثر إيجابية، وهناك ميزة أيضا أن البنك الزراعى موجود فى أماكن لم تصل إليها البنوك الأخرى وهو ما يعنى أن هناك فرصا كبيرة جدا لتقديم كافة المنتجات المصرفية للمزارعين، بالإضافة إلى قاعدة الموظفين الذين من الممكن أن تصبح قوة وثروة بشرية كبيرة، وهناك ميزة أيضا للبنك الزراعى قربه لكل فئات المجتمع سواء مزارعون أو مصنعون أو مصدرون كل هذه العناصر تجعل البنك الزراعى قادرا على الانطلاق وبقوة للأمام.
• كما ذكرت أن هناك عوامل إيجابية سيتم البناء عليها، فما هى فى المقابل النقاط التى تحتاج إلى تطوير؟
الصناعة المصرفية لا تتوقف عن التحديث والتطوير، والقطاع المصرفى يتطور بشكل كبير وسريع وكل يوم هناك جديد، ولذلك من الأهمية البحث باستمرار عن تطوير نظم العمل لتتوافق مع النظم المصرفية الحديثة خاصة فيما يتعلق بالحلول التمويلية وتطوير بطاقات الائتمان “الكريدت والديبت كارتز” وحلول المدفوعات ووسائل الرقابة والأمن السيبرانى وتطوير القدرات البشرية الموجودة، ومن الضرورى أن يكون هناك تدريب متواصل لجميع المنتمين للبنك كل فى تخصصه بحيث يصبحون متوافقين مع التطور الموجود ليس فى مصر فقط بل فى العالم، وإذا لم يتم التطوير والتفكير بشكل مختلف فى ظل هذه التطورات المتسارعة سوف تتخلف عن الركب لأن الصناعة المصرفية تعتبر من الصناعات المتطورة بشكل سريع، ولذلك سوف أركز من جانبى على العنصر التكنولوجى وستكون خطواتنا سريعة فيه للوصول إلى التحول الرقمى والتدريب للقوى البشرية واستقطاب شباب جدد لتدعيم ومواصلة الأجيال التى تتعاقب على البنك واستهدف أن نصبح مصدرين للكفاءات.
• هل يمكن نقل تجربتك فى البنك المصرى لتنمية الصادرات إلى البنك الزراعى خاصة فيما يتعلق بعملية التطوير والتحديث وإعادة الهيكلة؟
البنك الزراعى مختلف عن كل البنوك العاملة فى مصر وحجمه وظروفه وإمكانياته مختلفة اختلافا كليا عن البنك المصرى لتنمية الصادرات، والهيكل التنظيمى وعدد العاملين وعدد الفروع وكذلك نوع النشاط الذى يقوم به البنك الزراعى مختلف عن البنك المصرى لتنمية الصادرات، ومن الخطأ الجسيم أن تحاول نقل تجربة بنك لبنك آخر خاصة إذا كانت العناصر الرئيسية مختلفة، ولكن ما أقوم به الآن هو دراسة متأنية لكل عنصر من عناصر البنك الزراعى والتعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف والإمكانيات المتاحة والعناصر التى يحتاجها البنك وذلك قبل إعداد الاستراتيجية الجديدة، وأتمنى أن نحقق المعادلة “اِزرع صَنّع صَدّر” وهذه المعادلة من الممكن أن تخلق نوعا من التكامل بين البنك الزراعى المصرى والبنك المصرى لتنمية الصادرات، حيث من الأهمية عدم قيام المُصدرين بتصدير عناصر زراعية غير مصنعة، حيث يتسبب ذلك فى فقد قيمة كبيرة من الممكن أن تحقق لمصر عائدات ضخمة جدا إذا منعنا تصدير المواد الخام والمنتجات الزراعية غير المصنعة وعززنا فرص التصدير للمنتجات المصعنة لأنها تعطى قيمة مضافة للسلعة، وهناك فرصة كبيرة لدينا لتصدير المركزات والعصائر وتصدير كافة الصناعات المرتبطة بالمنتجات الزراعية، وهناك اهتمام كبير من جانب الدولة بزيادة الرقعة الزراعية، وبالفعل تضاعف عدد الأراضى الزراعية التى تم استطلاحها مؤخرا.
• ما دور البنك الزراعى فى زيادة الرقعة الزراعية فى مصر وتصنيع المنتجات الزراعية وحتى تصديرها؟
البنك الزراعى المصرى يقوم بتمويل تلك المشروعات ولدينا عدد كبير من العملاء الذين يتعاونون مع “مستقبل مصر” و”الريف المصرى” وبتسهيلات كبيرة، والدور الأساسى الذى يلعبه البنك الزراعى المصرى هو التمويل.
• ما الخطوة المقبلة لكم فى البنك الزراعى المصرى بعد وجودك فيه؟
ستكون هناك استراتيجية جديدة امتدادا للاستراتيجية المنفذة حاليا والتى تم تنفيذ نسبة كبيرة منها، ولكن قبل كل ذلك أقوم الآن بدراسة كافة الملفات الأساسية للبنك وبعناية وتركيز كبير للغاية، ونراقب التطورات التكنولوجية الحديثة فى القطاع المصرفى لتطبيقها فى البنك الزراعى المصرى، وأحاول بالتعاون مع فريق المساعدين فى البنك التعرف على ما تحقق فى الاستراتيجية السابقة وما لم يتحقق كى ننجزه مع وضع أهداف جديدة للاستراتيجية الجديدة.
• ما الأهداف الرئيسية التى تريد أن تحققها فى البنك الزراعى؟
ربما تكون أحلاما الآن وليست مجرد أهداف لأنها ستصبح أهدافا بعد وضع الاستراتيجية الجديدة، وأول وأكبر حلم لى أن يصبح البنك الزراعى المصرى من أكبر خمسة بنوك فى مصر من حيث مستوى الموظفين والنظام الأساسى للبنك والخدمات التمويلية التى يقدمها والحلول التمويلية والمنتجات الكاملة والتحول الرقمى والديجيتال، لأن هذا هو الذى يليق ببنك يمتلك مثل هذا الحجم الضخم من العملاء والفروع والانتشار.
• هل فرص النجاح الذى تسعى إليه متوفرة فى البنك الزراعى، خاصة أنك مررت عبر تاريخك المهنى بتجارب ناجحة تجبرك على ألا تفكر مطلقا فى الفشل؟
فرص النجاح المتوفرة فى البنك الزراعى كثيرة للغاية، والإمكانيات أيضا، وهناك كذلك ناس تريد أن ترتقى بالبنك، وبدأنا بالفعل التحرك وكانت بدايتنا فى أسوان والأقصر وقنا، ثم نتبع ذلك التحرك بباقى محافظات الصعيد، كل هذا من أجل غرس العزيمة والإيمان لدى كل فرد بتحقيق حلم الوصول بالبنك الزراعى المصرى ليصبح واحدا من أهم خمسة بنوك فى مصر.
والحقيقة التى لمستها خلال زيارتى للصعيد أن هناك رغبة كبيرة لدى العاملين فى البنك هناك لتحقيق النجاح والرغبة فى منتجات جديدة واستكمال مسيرة القيادات السابقة للنجاح، ولذلك أنا أعتبر أن عدد العاملين فى البنك وعددهم 20 ألفاً هم بمثابة 20 ألف فرصة نجاح؛ لأن العنصر البشرى سيكون هو سبب النجاح وأهم عنصر فى التطوير والمصدر الأساسى لقوة البنك، والعاملون فى القطاع المصرفى من خارج البنك لديهم قناعه أيضا بأن هناك فرص نجاح كبيرة للغاية ممكن أن تتحقق للبنك الزراعى المصرى، وهناك عدد كبير من العملاء قاموا مؤخرا بفتح حسابات بالبنك الزراعى لقناعتهم بفرص النجاح المستقبلية.
• هل هناك منتجات مصرفية جديدة سيقوم البنك بطرحها خلال الفترة المقبلة؟
لدى البنك الزراعى المصرى رخصة لمنتجات إسلامية، وندرس طرح منتجات وحلول تمويلية إسلامية قوية جدا خلال الأيام المقبلة، وسيتم أيضا افتتاح فرع إسلامى جديد من ضمن 21 فرعا إسلاميا على مستوى الجمهورية، ولدينا هيئة شرعية قوية، كل هذا سوف يساعد البنك الزراعى المصرى على استقطاب شريحة من العملاء الراغبين فى التعامل وفقا للشريعة الإسلامية سواء إيداع ودائع أو شهادات ادخار إسلامية أو الحصول على تمويل، وهذا الموضوع سيكون عنصرا أساسيا من عناصر الاستراتيجية الجديدة.